«الدولة» يجبر القوات الأمريكية على إخلاء قاعدة ويستعيد مواقع استراتيجية فـي دير الزور

حدثان عسكريان بارزان حصلا أمس شمال شرقي سوريا، فلأول مرة الجيش التركي يقصف مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عين العرب(كوباني) شرقي نهر الفرات، وذلك بعد تهديدات غير مسبوقة أطلقها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بمهاجمة الوحدات الكردية شرقي النهر. وتمثل الثاني في استعادة تنظيم «الدولة» السيطرة على مواقع استراتيجية في ريف دير الزور شرقي سوريا، وأجبر الوحدات وحليفها الأمريكي على التراجع.

فقد ذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن مرابض المدفعية التابعة للجيش التركي قصفت، الأحد، مواقع لتنظيم «ب ي د» في قرية زور مغار في منطقة عين العرب (شرق نهر الفرات) في محافظة حلب. وأوضحت الوكالة أن القصف استهدف مواقع التنظيم في المناطق المرتفعة المطلة على الحدود التركية بهدف إعاقة أنشطة التنظيم وأعمال بناء الخنادق والتحصينات.

قصف تركي لوحدات كردية تدعمها واشنطن… وقيادي في المجلس العسكري لمنبج لـ«القدس العربي»: أنقرة ستتجه لشرقي الفرات…

وخلال الأسابيع الماضية، اتهمت تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بالعمل على بناء خنادق وتحصينات في منبج ومناطق شرقي الفرات، وأطلقت أنقرة تهديدات كبيرة بمهاجمة منبج، قبل أن يصعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطابه ويتوعد بترك منبج والتوجه نحو شرقي الفرات. وتزامن هذا القصف مع اندلاع اشتباكات في الريف الشمالي لمحافظة حلب، بين الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، والوحدات الكردية، وذلك بعد استهداف الوحدات الكردية المتمركزة في تل رفعت مواقع الجيش الحر في مدينة مارع، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين. وكان أردوغان قال: «سننقذ منبج، وعين العرب، وتل أبيض، وجميع أراضي شمالي سوريا، من ظلم المنظمة الانفصالية، مثلما حررنا عفرين».
من جهته قال قيادي في المجلس العسكري الموالي لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» في منبج، ورفض التصريح عن اسمه، لـ«القدس العربي» إن «تركيا تفكر بشن هجوم على تل أبيض وليس على منبج في المرحلة الراهنة». واستند القيادي في المجلس العسكري التابع لـ«قسد» إلى ما قال انها «معطيات عدة تشير إلى عمل عسكري يستهدف مدينة تل ابيض، يبدو قريباً جداً بعد تصريحات الرئيس التركي الأخيرة بنقل المعركة إلى شرقي الفرات، وما تلى التصريح من حركة عسكرية واسعة شملت تعزيزات عسكرية تركية كبيرة مقابل البوابة الحدودية لمنفذ تل أبيض الحدودي». لكن مصادر أخرى قريبة من قيادات قوات «قسد»، تحدثت إليها «القدس العربي»، استبعدت في الوقت الراهن حدوث هجوم عسكري دون تنسيق يبدو انه لن يحدث مع الجانب الأمريكي.
الحدث الثاني تمثّل في استعادة تنظيم «الدولة» السيطرة على مواقع استراتيجية في ريف دير الزور شرقي سوريا، وأبرزها بلدات «السوسة والباغوز الفوقاني»، والتي كان قد خسرها خلال سير المعارك المستمرة منذ أشهر لصالح قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، فيما أخلت القوات الأمريكية، وفق مصادر في المعارضة السورية، إحدى قواعدها العسكرية على وقع المعارك المحتدمة.
وأكدت المصادر قيام القوات الأمريكية بسحب أسلحتها الثقيلة القريبة من محيط بلدة «هجين» جراء اقتراب هجمات تنظيم «الدولة» منها، وتكبد «قسد» لخسائر بشرية كبيرة، تجاوزت 70 قتيلاً بين عناصرها، وخسارتها لعشرات العربات العسكرية.
شبكة «الفرات بوست» العاملة في المنطقة، أكدت أن التنظيم نفذ هجومه الواسع باستخدام الانغماسيين، مستغلاً الأحوال الجوية التي أدت إلى حالة شلل في حركة المقاتلات الحربية التابعة للتحالف الدولي. وتحدث المصدر عن أن الحشد الشعبي العراقي أقدم على رفع حالة التأهب بعد هجمات التنظيم الأخيرة، مغلقاً معبر «الباغوز» بعد سيطرة التنظيم على البلدة.
التطورات الميدانية المتسارعة في دير الزور، دفعت التحالف الدولي لاستقدام تعزيزات عسكرية جديدة من كردستان العراق إلى الحسكة، إذ تكونت القافلة من 200 شاحنة عسكرية تحمل عربات مدرعة وأسلحة وذخائر، في حين شدد كل من الحرس الثوري الإيراني والحشد العراقي من قبضتهم الأمنية في مناطق سيطرتهم في دير الزور، تحسباً لعمليات تسلل لمجموعات من التنظيم، وامتدت حملات التفتيش المتبعة من قبل إيران والحشد من ضفة نهر الفرات حتى الحدود السورية العراقية.
المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية «كينو غابرييل»، قال في بيان: «يستمر إرهابيو داعش في شن هجمات مضادة مستغلين الظروف الجوية السيئة، ونتيجة الاشتباكات الضارية ارتقى 14 من مقاتلينا إلى مرتبة الشهادة». وتعد مدينة «هجين» أبرز وأهم معاقل تنظيم «الدولة» في سوريا، ويحاول في هذا الصدد التحالف الدولي السيطرة عليها باستخدام قوات سوريا الديمقراطية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.