أردوغان يحضر لعملية عسكرية ضد “مخلب عسكري سعودي إماراتي” شرقي الفرات

إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تدشين عمليات عسكرية قريبا جدا، ضد من وصفهم بالإرهابين شرقي الفرات هو رسالة مكتملة النضوج ولها دلالات سياسية عميقة مرتبطة أيضا بتطورات الملف السعودي التركي.

 يعني هذا الإعلان سياسيا  عن انقضاء المهلة الزمنية التي حددها الرئيس أردوغان للأمريكيين منذ شهرين وبموجب تفاهمات معهم، تحت عنوان التوكل بإخراج النفوذ السعودي والإماراتي تحديدا من شرق الفرات .

بالإضافة إلى ان الإعلان نفسه يبلغ الأمريكيين بأن السيناريو العسكري التركي الذي أحاط بمدينة منبج وما قبلها مثل عفرين، في طريقه للاشتباك عسكريا هذه المرة مع مجموعات الحماية الكردية التي تؤكد تقارير تركيا العميقة، بأنها مدعومة بالمال والسلاح وفي بعض الأحيان بالمقاتلين المرتزقة، من دول عربية تعلن العداء لتركيا وتتدخل في أمنها الحدودي خصوصا في مناطق الجنوب .

 مؤخرا فقط وكما علمت “القدس العربي”، اطلع أردوغان على تقارير أمنية عميقة تؤكد بأن دولا من بينها السعودية والامارات، أصبح لديها مخلب عسكري بمجموعات من المقاتلين الأجانب الذين تم إحضارهم الى مناطق شرق الفرات في الشمال السوري تحت ستار برنامج مع شركة تدريب أمنية أمريكية تعمل مع الاستخبارات الامريكية لحماية المنطقة وتنظيفها من تنظيم داعش .

 طلبت المؤسسة التركية رسميا من الجانب الأمريكي  التدخل لدى الرياض وأبوظبي واقناعهما بإلغاء ذلك البرنامج التدريبي على أساس ان هذه النشاطات تمثل تدخلا مباشرا وسافرا في الامن القومي التركي.

وطوال مرحلة التحقيق في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي واستنادا الى مصدر تركي مطلع، كانت مواجهة ما بعد خاشقجي لها علاقة مباشرة بطموحات السعوديين وأصدقاءهم لإقامة جيب عسكري نافذ لهم شرقي الفرات وتحت عنوان مطاط، باسم محاربة الارهاب والتعاون مع الولايات المتحدة .

 وعد الأمريكيون الجانب التركي قبل ثمانية أسابيع بالتصرف في هذا الامر بعدما صمدت  تفاهمات منبج.

 ولاحظت المؤسسات التركية ان الأمريكيين قبلوا وبعد جهد مضني معهم، التوقف عن دعم حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا”ارهابيا”.

 لكنهم ومن جهة اخرى يمارسون ابتزازا ضد تركيا بدعم تنظيمات تركية جديدة شرق الفرات، باسم وحدات الحماية الكردية وغيرها وتحت لافتة محاربة الارهاب.

وبالقياسات التركية الامنية، المجموعات الكردية المسلحة المدعومة امريكيا وسعوديا وإماراتيا شرق الفرات هي الوجه الآخر والجديد لحزب العمال الكردستاني .

 بمعنى آخر الجانب التركي يتعامل مع هذه القضية بروح التحدي وبنفس مسطرة موقفه من حزب العمال الكردستاني .

 وما يرد من المؤسسات التركية يشير الى ان استعدادات الحرب والاشتباك العسكري اتخذت فعلا، وانه تم إبلاغ موسكو وطهران وبغداد وحتى دمشق بأن الجيش التركي مستعد تماما لعملية عسكرية واسعة النطاق شرق الفرات حاليا، خصوصا بعدما امتنعت الإدارة الأمريكية عن الوفاء بالتزاماتها في هذا السياق .

 وبالنسبة للأتراك ما يحصل شرق الفرات خطر جدا، ومهم بصفة استثنائية لأنه يعني التستر بلافتة محاربة داعش والارهاب لإبقاء القضية الكردية حية، وتأسيس جيب كردي عسكري ارهابي يستمر في إشغال وابتزاز تركيا ويحاول العبث بأمنها القومي .

ويبدو ان الأصابع السعودية في شرق الفرات، هي التي تقود الى مشهد متأزم ومتوتر لأن العديد من المراجع التركية تنظر لأزمة القتيل خاشقجي منطلقا من اعتبارات أشمل واوسع لها علاقة بالمشروع العسكري المريب في مناطق شرق الفرات .

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.