“القدس العربي” تحصل على تسريبات لبنود مفاوضات تركية – روسية حول وضع منبج

مع الاعلان عن زيارة طاقم تركي من كبار المسؤولين، على رأسهم وزيرا الدفاع والخارجية ورئيس المخابرات، لبحثالانسحاب الامريكي من شرق الفرات، اتضحت ملامح المشهد في شمال سوريا، فتركيا لن تقدم على تحرك داخل سوريا بدون التنسيق الكامل مع روسيا، رغم التصريحات الامريكية بمنحها دوراً بعد الانسحاب، ورغم أن منبج تقع غرب الفرات، إلا انها تبدو كنقطة ارتكاز أولى ومرحلة اختبار للتفاهمات بين أنقرة وموسكو.
ومن المنتظر ان يركز المسؤولون الاتراك في موسكو على تحقيق اهم مطالبهم في شمال سوريا، وهو ابعاد القيادات والعناصر المرتبطة او المقربة من حزب العمال الكردستاني من التواجد برفقة وحدات حماية الشعب الكردية السورية، كما يريد الاتراك بحسب تصريحاتهم المتكررة منذ بدء النزاع السوري، ضمان منع مشروع “إقليم روجافا الكردي” شمال سوريا والذي تعتبره أنقرة تهديداً لأمنها القومي ومغذياً للتوترات العرقية بين الاتراك والاكراد جنوب شرقي الاناضول.
في هذه الاثناء، تسربت بنود تفاهمات تجري حالياً بين الأطراف المعنية في منبج، وقد اطلعت “القدس العربي” على هذه المعلومات المسربة والتي تم نشرها على نطاق ضيق في بعض الحسابات التابعة لمدينة منبج، وتنص هذه المسودة المبدئية، والتي ما زال النقاش جارياً حولها بين روسيا وقوات النظام وتركيا وقسد، ولم يتم اقرارها بعد، وتتضمن بشكل رئيسي نصوصاً عن انسحاب قوات “قسد” مع عتادها العسكري، وبقاء قوات النظام والقوات الموالية لأنقرة على أطراف المدينة، في حين يتم تشكيل لجنة مشتركة روسية تركية تتولى الدخول لمنبج والعمل على التأكد من خلوها من عناصر حزب العمال الكردستاني من منبج، وهو اهم مطالب تركيا، في المقابل تتولى لجنة تتمركز في العريمة بريف منبج، وهي مركز العمليات الروسي المشترك مع النظام، تتولى القيام بعملية “المصالحة” مع النظام، لمدة ثلاثة أشهر، اي تسوية اوضاع المقاتلين والمنشقين وعناصر قسد الراغبين بالعودة لسلطة النظام، كما تتولى قوات النظام السيطرة على طريق (منبج – الباب – حلب) وهو طريق استراتيجي هام يربط منبج بمدينة حلب.
وتبدو بنود هذا التفاهم، منسجمة الى حد كبير مع روح العمل المشترك بين دول استانة الثلاث، روسيا وإيران وتركيا، وبعيدة عن وجود دور امريكي، وهو ما علق عليه د نبيل خوري، الدبلوماسي الامريكي السابق والناطق باسم الخارجية الامريكية ابان حرب العراق، في تحليل كتبه في مجلس ابحاث اطلانطيس، عن انعكاس ابعاد واشنطن من اتفاق استانة، بالقول “الوضع يصبح مثل لعبة البوكر، إذا لم تكن عصاك على الطاولة، فأنت خارج اللعبة”.
ونورد هنا بعض البنود المسربة للمفاوضات كما تم نشرها، ويبدو انها تتعلق بتفاهمات مرحلية للأسابيع القادمة:
*تنسحب قوات قسد العسكرية بكافة اجهزتها الأمنية والعسكرية باتجاه سد تشرين.
* تتقدم قوات النظام السوري وتصل لأطراف المدينة من الجنوب لمسافة 3 كيلومترات ولا تدخل المدينة.
* تتقدم القوات التركية وتصل لأطراف المدينة من الشمال لمسافة 3 كيلومترات ولا تدخل المدينة.
* تقديم الجانب التركي لقائمة عناصر “بي كي كي”، الذين يقول الجانب التركي انهم متواجدون في الإدارة المدنية لمدينة منبج.
* دخول لجنة تركية مع قوات من الجيش الحر لمنبج للتأكد من مغادرة هذه الاسماء لمدينة منبج.
* يتخذ مدير منطقة منبج ناحية العريمة مع مجلس ادارة لمنبج ، ويباشر مهامه باستدعاء الشرطة المنشقين والمتوقفين عن الخدمة من ابناء منبج وتسليمهم مهام الأمن في منبج، كما يجتمع بالقضاة والموظفين الحكوميين لتشكيل لجنة لإدارة المدينة من بلدية وتربية واستلام كافة المهام التي كانت تديرها قسد.
* التريث بأي تغيير بالدوائر الخدمية واستمرار عملها كالبلدية والتربية والافران.
* تتسلم قوات النظام السوري الاشراف الكامل على طريق منبج الباب حلب، وفتحه للاستخدام .
تشكيل لجنة مشتركة روسية تركية تعمل على مراقبة تنفيذ الاتفاق وتكون بمثابة “مركز مصالحة”.
* مدة تطبيق الاتفاق ثلاثة اشهر.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.