اردوغان يقترح «قوات من جميع الأطياف السورية» للحلول محل القوات الأمريكية

ميزت الملف السوري وتطوراته أمس سلسلة مواقف تركية رداً على تصريحات أمريكية سابقة «استفزت الأتراك»، حيث اضطر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى مغادرة تركيا مبكراً عن الموعد المقرر، عقب رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقباله في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، بسبب تصريحات حول أكراد سوريا أغضبت المسؤولين الأتراك ـواعتبرها اردوغان «خطأ فادحاً».

وبينما غادر بولتون تركيا من دون التوصل لاتفاق واضح بين أنقرة وواشنطن حول آليات الانسحاب الأمريكي من سوريا، تتمحور الطروحات الحالية حول خطة تشبه «خارطة طريق منبج» تنص على تشكيل قوات سورية مشتركة تضم مقاتلين من مكونات الشعب السوري كافة، تتكفل في حفظ الأمن وإدارة مناطق شمال وشرقي سوريا.

دوريات للشرطة الروسية في منبج… وبولتون يغادر أنقرة بعد رفض الرئيس التركي لقاءه

وصباح الثلاثاء، جرت مباحثات موسعة في أنقرة بين وفد تركي برئاسة متحدث الرئاسة إبراهيم قالن، ووفد أمريكي ترأسه بولتون، بحضور مسؤولين سياسيين وعسكريين من الجانبين، حسب وكالة «الأناضول». وكشف قالن أن الجانب الأمريكي أبلغهم أن الانسحاب الأمريكي سوف يتم على مدى 120 يوماً، مشيراً إلى أن المباحثات تركزت حول خطة الانسحاب ومصير القواعد الأمريكية الـ16 في سوريا والأسلحة التي حصلت عليها وحدات حماية الشعب الكردية، مطالباً بتسريع اتفاق منبج والانتقال إلى مرحلة سحب الوحدات الكردية من هناك. وحول عملية عسكرية تركية متوقعة شرقي نهر الفرات، اعتبر قالن أن تركيا «تقوم بالتنسيق مع الجميع إلا أنها لن تأخذ إذناً من أحد».
وبينما لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح حول الانسحاب الأمريكي، ركزت تركيا على ضرورة سحب الولايات المتحدة الأسلحة التي سلمتها للوحدات الكردية في سوريا. وشدد قالن على أنه «ليس هناك بالنسبة لتركيا أي بديل مقبول من استرداد هذه الأسلحة»، كما نفى قالن بشكل قاطع أن يكون أردوغان قد تعهد لنظيره الأمريكي دونالد ترامب بضمان أمن المقاتلين الأكراد بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الإثنين.
وعلى الرغم من أنه لم يعلن سابقاً عن وجود لقاء مقرر بين بولتون والرئيس التركي، إلا أن مصادر تركية أكدت أن بولتون غادر على عجل، على عكس ما كان مقرراً أن تستمر زيارته لوقت أطول ليلتقي مسؤولين أتراكاً آخرين بينهم اردوغان.
ورداً على أسئلة الصحافيين عقب خطابه أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة، أكد أردوغان أنه لن يلتقي مستشار الأمني القومي الأمريكي، معتبراً أن «المخول بلقاء بولتون ونظيره من الجانب التركي هو قالن»، في إشارة إلى الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، لافتاً إلى أن لديه «عملاً مكثفاً ولا داعي للقائه بولتون». وكان اردوغان، وخلال كلمته أمس أمام الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، انتقد بشدة تصريحات بولتون من إسرائيل، الإثنين، والتي اعتبرتها تركيا «دفاعاً عن تنظيم بي كا كا الإرهابي واتهاماً لتركيا بقتل الأكراد».
وقال أردوغان عن تصريحات بولتون إنها «غير مقبولة بالنسبة لنا ولا يمكن التساهل معها». وأضاف «لقد ارتكب جون بولتون خطأ فادحاً». وأضاف «في حين أن هؤلاء الناس هم إرهابيون، البعض يقول لا تقتربوا منهم، إنهم أكراد. (…) قد يكونون أيضاً أتراكاً أو تركماناً أو عرباً. إن كانوا إرهابيين فإننا سنقوم باللازم بغض النظر من أين أتوا».
وفي السياق اعتبر أردوغان في مقال له في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن الخطوة الأولى في خطة الانسحاب الأمريكية يجب أن تكون «تأسيس قوة استقرار تضم مقاتلين من أطياف المجتمع السوري كافة. وهذا الكيان الذي سيجمع بين الأطياف كافة، يمكنه تحقيق الأمن والنظام من خلال تقديم خدماته للمواطنين كافة «، مشدداً على عدم اعتراض بلاده بأن تضم هذه القوة مقاتلين أكراداً.
من جهة أخرى بدأت الشرطة العسكرية الروسية دوريات في محيط مدينة منبج السورية التي كانت تخضع في السابق لسيطرة المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة، حسب ما أعلن متحدث باسم الجيش الروسي الثلاثاء.
وقال المتحدث يوسوب ماماتوف لقناة «روسيا 24» إن «الهدف هو ضمان أمن المنطقة ومراقبة الوضع وتحركات المجموعات المسلحة»، مضيفاً أن الشرطة العسكرية الروسية انتشرت «في محيط منبج» لكن ليس داخل المدينة. وحسب «روسيا 24»، ستنتشر الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة «بشكل منتظم».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.