إيران تنوي إبعاد نشاطها عن مطار دمشق

صحف عبرية

 0
 حجم الخط

تزداد الإشارات بأن إيران تريد نقل مركز تزويدها السلاح لسوريا من المطار الدولي في دمشق إلى قاعدة بعيدة عن العاصمة. يبدو أن نشاط إيران الذي يجري على أيدي حرس الثورة سينتقل إلى قاعدة «تي 4» لسلاح الجو السوري بين حمص وتدمر. الاقتراح الذي يظهر يرتبط بموجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة حول المطار والتي أثارت التوتر بين إيران ونظام الأسد وموسكو لأنها ضعضعت محاولاتهم في خلق الانطباع بشأن الاستقرار المتجدد بعد انتصار النظام في الحرب الاهلية.
الوجود الإيراني في منطقة المطار استمر لسنوات كثيرة بموافقة نظام الأسد، لكن تم تسريعه في سنوات الحرب الأهلية. خلال هذه السنين تحول المطار الدولي إلى مركز استقبال وتخزين وتزويد للوسائل القتالية التي ترسل من إيران. قوة القدس في حرس الثورة برئاسة الجنرال قاسم سليماني تدير منشأة خاصة بها داخل المطار على بعد عشرات الأمتار عن المحطة الدولية التي يمر منها المدنيون والسياح للسفر من سوريا وإليها. إسرائيل قالت إن نشاط إيران في المطار من خلال غض نظر روسيا يهدد بالخطر المسافرين وأمن النظام.
مطار دمشق هو المطار المدني الرئيسي في سوريا، رغم أن الحركة فيه تضاءلت في فترة الحرب وعلى خلفية قطع العلاقات بين النظام ودول كثيرة. قريباً من المحطة المدنية يوجد «البيت الزجاجي»، وهو مبنى مكون من سبعة طوابق بني في الأصل كي يستخدم كفندق. ولكن في السنوات الأخيرة تدار منه النشاطات الإيرانية في سوريا. البيت الزجاجي يعمل كمنشأة مغلقة، وإلى جانبه عدد من منشآت تخزين السلاح، منها عنبران تحت الأرض، وهدفها الأصلي حماية الطائرات من الهجمات.
الوسائل القتالية ـ رصاص الذخيرة للسلاح وصواريخ أرض – أرض وحتى الأنظمة الدقيقة التي هدفها تحسين دقة القذائف الموجودة لدى حزب الله ـ يتم تهريبها من مطار دمشق في رحلات جوية مدنية من إيران بواسطة طائرات نقل عسكرية وأحياناً في طائرات يستأجرها حرس الثورة من شركات إيرانية خاصة. إرساليات السلاح يتم وضعها في المنشأة لفترة زمنية تتراوح بين عدة ساعات وأسابيع، ومن هناك تنقل بواسطة شاحنات إلى حزب الله في لبنان، وإلى قواعد عسكرية تعود لإيران في سوريا وإلى الجيش السوري.
إسرائيل اعترفت مؤخراً بهجومين للمطار. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تحمل المسؤولية عن الهجوم الأول في 11 كانون الثاني الماضي. الهجوم الثاني في 29 كانون الثاني فجراً تم رداً على إطلاق صاروخ إيراني تم اعتراضه بواسطة القبة الحديدية في جبل الشيخ. قبل يوم من ذلك (الإيرانيون ردوا بهذا على هجوم لم تعترف به إسرائيل رسمياً في نفس اليوم). وسائل الإعلام العربية أصدرت تقارير عن عدد آخر من الهجمات الجوية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، التي طبقاً لما نشر استهدفت إحباط عمليات نقل للسلاح.
منطقة المطار تحميها بطاريات صواريخ أرض ـ جو سورية، ومنها صواريخ اس.آي.22. نظام الدفاع الجوي السوري يشغل على نطاق واسع أثناء معظم الهجمات الإسرائيلية في المنطقة، ففي جولة الهجمات الأخيرة، نهاية كانون الثاني، هاجم سلاح الجو ودمر عدداً كبيراً من قذائف الصواريخ في البطاريات السورية بعد إطلاق النار على طائراته.
القيادة في إسرائيل أعلنت في مناسبات كثيرة بأنها ستحبط تهريب السلاح وجهود التمركز العسكري الإيراني على الأراضي السورية. إسرائيل تقول إن نشاط إيران في مطار دمشق والذي يشمل تهريباً كثيفاً للسلاح يعرض للخطر أمن المسافرين والطيران المدني في المطار واستقرار نظام الأسد. حسب زعمها، الوجود الإيراني هناك أيضاً يخرق الالتزام الروسي بإبعاد الإيرانيين حتى 30 كم عن الحدود مع إسرائيل (موسكو قالت بعد ذلك إن الالتزام لا يشمل دمشق، المطار على بعد 60 كم عن الحدود).
يبدو أن الهجمات الأخيرة في منطقة مطار دمشق والتي حدث جزء منها في وضح النهار ووثقت من وسائل الإعلام الدولية تسببت بحرج معين لنظام الأسد، أيضاً أمام روسيا. مؤخراً تظهر استعدادات إيرانية لنقل النشاط من دمشق. سلاح الجو هاجم في السابق الهدف المتبدي، قاعدة «تي 4»، على الأقل مرتين، التي فيها منشآت عسكرية إيرانية، في شباط وأيار العام الماضي في جولتين من التصعيد الواضح أمام إيران في سوريا.

صحف عبرية

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.