عشية قمة سوتشي … موسكو ترفض وجود «بؤر إرهابية» في إدلب

استبقت موسكو قمة سوتشي بين قادة روسيا وتركيا وإيران بالتأكيد على رفضها الحفاظ على «بؤر ارهابية» على الأراضي السورية، ومواصلة دعم جيش النظام السوري لاستعادة جميع الأراضي ومع اتهامها بلداناً غربية بدعم «هيئة تحرير الشام» (النصرة) سابقاً، وشددت على أن اتفاق إدلب موقت، وأنه لا يمكن الحوار مع الإرهابيين.

وتنطلق اليوم في مدينة سوتشي جنوب روسيا القمة الرابعة لضامني آستانة، ويبحث فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني الأزمة السورية، في قمة هي الأولى بعد قرار واشنطن سحب قواتها من سورية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين رؤساء روسيا وتركيا، في أيلول (سبتمبر)، بشأن حل الأزمة في إدلب، كان اتفاقاً موقتاً. وتم تأكيده مرات في الاجتماعات التي جرت بين قادتنا… ولا يوجد اتفاق يشير إلى الحفاظ المستمر على هذه البؤر الإرهابية على الأراضي السورية». وأكد أن موسكو «ستعمل كل شيء من أجل مساعدة الحكومة السورية والقوات المسلحة لتحرير جميع الأراضي».

وكشف لافروف أن «قضية إدلب ستكون واحدة من القضايا الرئيسية في اللقاء بين بوتين مع الرئيس أردوغان، لأن الجميع يدرك أنه من المستحيل السماح لـجبهة النصرة بمواصلة تعزيز وجودها الذي تضاعف ثلاث مرات في هذه المنطقة»، وزاد أن اتفاق إدلب «يكمن في فصل المعارضة المهتمة في حوار طبيعي مع النظام عن الارهابيين وعزلهم ومواصلة تدميرهم».

وفي تكرار لاتهامات تركيا بلداناً غربية بدعم «الهيئة»، لم يستبعد لافروف حصولها على دعم غربي، وقال إن «هناك معلومات تفيد بأن عدداً من البلدان الغربية تريد مشاركة الجيب الذي تسيطر فيه جبهة النصرة على نحو 90 في المئة في العملية السياسية المستقبلية»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن يكون هناك أي حوار مع الإرهابيين»، منتقداً «ازدواجية المعايير» الغربية.

وجدد لافروف اتهام البلدان الغربية بتعطيل تشكيل وبدء عمل اللجنة الدستورية، وذكر أن قادة ضامني آستانة سيبحثون مسألة اللجنة الدستورية اليوم أثناء قمتهم.

وأفاد المركز الإعلامي للرئاسة التركية في بيان بأن قمة سوتشي «ستستعرض الجهود المشتركة لمنصة آستانة في الميدان والعملية السياسية لضمان حل دائم للصراع السوري المستمر منذ 8 سنوات».

وفي شأن آخر، قال لافروف إن روسيا تدعم النظام السوري في الشكوى المقدمة إلى مجلس الأمن حول ضربات التحالف على الباغوز شرق دير الزور، وقال: «في ما يخص شكوى دمشق على الضربة التي شنها التحالف على قرية الباغوز، فقد حضت دمشق مجلس الأمن على التعليق على هذا الأمر. هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها هذه الضربات. التحالف يصيب في شكل خاطئ».

وكانت وكالة «سانا» التابعة للنظام قالت إن نحو 70 مدنياً قتلوا واصيبوا في قصف على قرية الباغوز يوم الثلثاء الماضي، وتقدمت بمذكرة إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص. ومعلوم أن المنطقة تشهد معارك ضارية تخوضها «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) بدعم جوي من التحالف لانهاء آخر جيب لتنظيم «داعش» شرق الفرات.

وفي شرق الفرات، تواصلت المعارك العنيفة عند اطراف بلدة الباغوز، وأكد مدير المكتب الاعلامي في «قسد» مصطفى بالي استعادة النقاط التي خسرتها في الهجوم المعاكس لـ «داعش» قبل يومين، والتقدم أكثر والسيطرة على نقاط إضافية في مواقع التنظيم المحصور في نحو اربعة كيلومترات مربعة.

وفي استمرار لخروقات النظام الهدنة في منطقة إدلب، قتل مدنيان، واصيب خمسة آخرون جراء قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة خان شيخون جنوب إدلب.

وفي موضوع ملاحقة المسؤولين عن تعذيب مئات الوف السوريين منذ آذار (مارس) 2012، كشفت النيابة الفيديرالية الألمانية اعتقال مسؤول بارز في المخابرات السورية يشتبه بأنه امر باستخدام تعذيب قاس وممنهج بحق ناشطين معارضين للنظام احتجزوا في سجن بدمشق اثناء الفترة من تموز (يوليو) 2011 إلى كانون الثاني (يناير) 2012، ووجهت له اتهامات بالقتل. كما اعتقلت الشرطة الألمانية سورياً آخر عمل ضمن تشكيلة وحدة مخابرات اعتقلت مئات الناشطين، وأوصلتهم إلى السجن الذي أداره المتهم الأول. وأوضحت النيابة الالمانية ان المشتبه بهما غادرا سورية في 2012.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.