المبعوث الأممي: نهاية النزاع السوري بعيدة… وخبراء حقوقيون: الجرائم ضد الإنسانية تمنع عودة اللاجئين

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» من استمرار ازدياد حالات وفيات الأطفال في مخيم «الركبان» بالقرب من الحدود السورية – الأردنية. وقالت إن طفلاً واحداً يموت كل خمسة أيام، مشيرةً إلى أن «الركبان» بظروفه البائسة ليس مكاناً ملائماً لنمو الأطفال، خاصة أنه شهد إصابة نحو 175 طفلاً بسبب بسوء التغذية.

وأكدت المنظمة في بيانٍ لها، أمس، أن 12 طفلاً بينهم خمسة رُضّع توفوا في مخيم «الركبان»، نتيجة نقص الرعاية الصحية والبرد القارس. ويؤوي المخيم القريب من قاعدة التنف، التي يستخدمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، نحو خمسين ألف نازح من مناطق سورية عدة.

«اليونيسيف»: وفاة 12 طفلاً في مخيم «الركبان» بسبب البرد… وطفل يموت كل 5 أيام

وقال خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «بالرغم من التحذيرات المتكررة، يستمر ازدياد عدد وفيات الأطفال في «الركبان»، بمعدل ينذر بالخطر، حيث يموت طفل واحد كل خمسة أيام»، مشيراً إلى أن «الركبان بظروفه البائسة ليس المكان الملائم لولادة أو نمو الأطفال، بالرغم من الجهود القصوى التي يبذلها المجتمع الإنساني لتقديم الدعم في حالات الطوارئ». وكانت اليونيسيف قد ذكرت في منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، أن 15 طفلاً نازحاً غالبيتهم من الرضع توفوا في مخيمات ورحلات النزوح في سوريا، نتيجة البرد القارس. ودعت اليونيسيف الأطراف كافة إلى وضع الأطفال في عين الاعتبار أولاً، وإيجاد حلول دائمة، وبشكل عاجل، لإنهاء سنوات المعاناة التي اضطر الأطفال إلى تحمّلها. وأخيراً أغلق نظام الأسد وروسيا طرق مرور المساعدات الإنسانية لسكان المخيم. واعتبر الائتلاف الوطني المعارض ذلك «تصعيدا جديدا في الحصار». وأشار إلى أنه بهدف «كسر إرادتهم وتهجيرهم مجدداً نحو مصير مجهول». وشدد على أن عملية الحصار تمهد «لإبادة أمام عيون العالم الصامت».
وعمدت قوات نظام الأسد في الرابع من تشرين الأول إلى فرض حصارٍ خانق على مخيم «الركبان»، مانعة دخول المواد الغذائية والطبية له، وسط مناشدات من إدارته لإيصال المساعدات لأكثر من 50 ألف شخص في داخله، يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة. من جهته دعا النظام السوري النازحين في المخيم الى العودة إلى مناطقهم، بعد نحو أسبوعين من إعلان حليفته موسكو فتح معبرين إنسانيين لتسهيل خروجهم إلى مناطق الحكومة السورية، حسب ادعائها، من دون تسجيل عبور أي منهم.
من ناحية أخرى قال خبراء حقوق إنسان أمميون أمس في جنيف، إن جرائم الحرب المستمرة والجرائم ضد الإنسانية في سوريا، لا تسمح للاجئين بالعودة إلى وطنهم رغم تراجع أعمال العنف. وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو في مؤتمر صحافي إن أكثر من سبع سنوات من الأعمال العدائية خلقت فراغًا أمنيًا يعزز العنف وانعدام القانون، مما يؤدي إلى «ظروف معيشية تجعل إمكانية العودة الآمنة والمستدامة وهمية تماما»، بينما رأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أمس أن «النزاع أبعد من أن ينتهي» في هذا البلد، مقترحاً تشكيل منتدى دولي مشترك بين القوى الدولية للمساعدة في تحقيق السلام في سوريا. ورأى في أول مداخلة له أمام مجلس الأمن الدولي، أن «منتدى دولياً تعمل من خلاله الدول الرئيسية على مسائل عالقة سيساعد في حلّ تلك المسائل وفي السير بعملية سياسية يقودها سوريون».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.