“سوريا الديموقراطية” تواصل عملياتها العسكرية: خروج المزيد من المحاصرين في الباغوز

أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، اليوم، أنّ “مزيداً من الأشخاص الخارجين من الجيب الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية في الباغوز شرق سوريا، سلّموا أنفسهم بعد ليلة عنيفة من القصف المدفعي والجوي”.

ويوحي استخدام عبارة “سلموا أنفسهم” أنّ بين الخارجين مقاتلين من التنظيم المتطرف، وإن كانت هذه القوات ترفض أن تجزم بذلك قبل إجراء تحقيقاتها مع الخارجين.

واستأنفت هذه الفصائل العربية والكردية، المدعومة من واشنطن، هجومها على البقعة المحاصرة في الباغوز ليل أمس الأحد، تمهيداً للقضاء على من تبقى من مقاتلي التنظيم.

وتستهدف مدفعية قوات سوريا الديموقراطية وطائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية منذ ذلك الوقت مواقع التنظيم بكثافة، لا سيما خلال الليل.

وأفاد فريق وكالة “فرانس برس” عن سماع رشقات نارية وقصف متقطع، في فيلا قيد الإنشاء في الباغوز حولها مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية الى مقر لهم، بينما لم تفارق طائرات التحالف الأجواء بعد ليلة تخللها قصف عنيف تسبب بحرائق وشهب أنارت السماء.

من جهته، أشار القائد الميداني علي الشير (27 عاماً) إلى أنّ “اشتباكات عنيفة وقعت ليلاً وتزامنت مع استهداف طائرات التحالف لتحركات مقاتلي التنظيم”، موضحاً أنّ “هدف التقدم تخويف الدواعش من أجل تسليم أنفسهم، وفي الآن عينه خروج المدنيين”.

وأكد الشير “وقف إطلاق النار بشكل كامل”، مشيراً إلى أنّ هناك “أشخاصاً يسلمون أنفسهم”، لكنّه لم يحدد عددهم، ولا إن كانوا مقاتلين أو من أفراد عائلاتهم.

ووفق قيادي آخر رفض الكشف عن اسمه، تستهدف قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي مواقع التنظيم خلال الليل فقط، قبل أن تتراجع وتيرة القصف خلال النهار.

ويقتصر وجود التنظيم في الباغوز حالياً على مخيم عشوائي على الضفاف الشرقية لنهر الفرات محاط بأراض زراعية تمتد حتى الحدود العراقية.

وفي الأسابيع الأخيرة، علّقت هذه القوات مراراً هجومها ضد جيب التنظيم، ما أتاح خروج عشرات الآلاف من الأشخاص، غالبيتهم نساء وأطفال من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية بدأت منذ أيلول عملياتها العسكرية ضد منطقة سيطرة الجهاديين في شرق سوريا. وعلى وقع تقدمها العسكري، خرج نحو 59 ألف شخص منذ كانون الأول من مناطق التنظيم، بينهم أكثر من ستة آلاف مقاتل تم توقيفهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وخضع الرجال والنساء والأطفال وغالبيتهم من عائلات مقاتلي التنظيم إلى عمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم بعد خروجهم، وتمّ نقل الرجال المشتبه بأنّهم جهاديون إلى مراكز اعتقال، فيما أرسل الأطفال والنساء إلى مخيمات في شمال شرق البلاد أبرزها مخيم الهول الذي يشهد أوضاعاً إنسانية بائسة.

كما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا، في تقرير نشره اليوم، أنّ “عدد الوافدين إلى الهول تباطأ منذ استئناف الهجوم ليل الأحد”.

وأورد أنّ نحو أربعة آلاف شخص وصلوا إلى المخيم منذ الخميس الماضي، ما رفع عدد قاطني المخيم إلى أكثر من 66 ألفاً.

ووصل غالبية الوافدين الجدد، وفق الأمم المتحدة، “ببنية جسدية أكثر سوءاً من أولئك الذين وصلوا في الأسابيع السابقة”.

وتحدث الخارجون من الباغوز عن نقص كبير في المواد الغذائية وجوع.

ومُني التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة “الخلافة الإسلامية” على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبيرة خلال العامين الأخيرين بعد سنوات أثار فيها الرعب بقوانينه المتشددة واعتداءاته الوحشية.

وفي شريط مصور نشرته حسابات جهادية على تطبيق “تلغرام” ليل أمس الاثنين، دعا التنظيم أنصاره المحاصرين في الباغوز إلى الثبات، في مواجهة الحصار والقصف الذي يتعرضون له.

وتضمن الشريط صوراً لخيم وغرف من الطين وشاحنات، تشبه إلى حد بعيد الصور التي سبق معاينتها من نقاط متقدمة على الجبهة قرب الباغوز.

من جهته، أشار أحد المتحدثين في الشريط إلى أنّ “قُتلنا وإن أُبدنا عن بكرة أبينا، فهذا نصر، والثبات هو أن تبقى على ما يحبه الله”، مضيفاً: “إذا كان عندنا آلاف الكيلومترات ولم يبق إلا بعض الكيلومترات، فيقال خسرنا، لكن المقياس عند الله يختلف”.

كما ندد بالحصار “الخانق” الذي فرضه “هؤلاء الكفرة والمرتدون”، مؤكداً أنّ “النصر قريب.. والحرب سجال ولم تنته المعارك”.

ولا يعني حسم المعركة في دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظلّ قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف.

النهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.