بوتين: إقامة «منطقة آمنة» لتركيا في سوريا «خطوة إيجابية»… وانسحاب للأكراد من الشريط الحدودي بطلب أمريكي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية لتركيا خطوة إيجابية من حيث وحدة الأراضي السورية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقائهما في العاصمة موسكو، الثلاثاء.
وأضاف بوتين: «نفهم جيدا حساسيات تركيا ويجب ضمان أمن حدودها وهذا حقها المشروع». وقال: «نعلم جيدا أن عبء تركيا المتعلق باللاجئين كبير جدا. عليها أن تضمن أمن حدودها ومصالحها المشروعة تتطلب ذلك». وأكد على أهمية إقامة منطقة آمنة على الحدود الجنوبية لتركيا، من حيث وحدة الأراضي السورية، وعلى دعم بلاده جميع الخطوات لتخفيف التوتر في تلك المنطقة.

مقتل ضابط من القوات الخاصة الروسية وعشرات من جنود النظام بهجوم لفصائل المعارضة

وأشار إلى اتفاقه مع الرئيس أردوغان «على القضاء على الإرهابيين في إدلب»، والقيام بما يلزم في هذا الخصوص.
ولفت إلى أن روسيا وتركيا تواصلان أعمالهما بشكل مثمر في إطار مسار «أستانة» الذي يعد العملية الأكثر نجاعة لحل الأزمة السورية.
وشهد الميدان السوري تطورات لافتة قفزت إلى الواجهة فبينما قامت فصائل المعارضة السورية بهجوم على مواقع عسكرية لقوات النظام على محاور عدة في ريف إدلب شمال غربي سوريا، أسرت وقتلت خلالها أكثر من 30 جندياً للنظام وضابطاً من القوات الروسية الخاصة، تزامناً مع القمة الرئاسية الروسية – التركية في موسكو، التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وكان موقف كردي لافت أطلق بالتزامن مع القمة الروسية – التركية وفي سياق التنسيق الأمريكي – التركي حول المنطقة الامنة التي اقترحتها تركيا على الحدود.
ميدانياً، قال النقيب ناجي مصطفى المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية – كبرى فصائل المعارضة المقربة من أنقرة – لـ«القدس العربي» إن المناورة السريعة التي أطلقتها الفصائل، حققت النتائج المرجوة منها، بعدما شنت «عملية عسكرية نوعية عقب استطلاع المنطقة، والتأكد من وجود حشود ضخمة فيها، حيث تم التخطيط لها لاستهداف نخبة الضباط المتواجدين هناك.
وأكد مركز «شام» للدراسات مقتل ضابط من القوات الخاصة الروسية بعد محاصرته من قبل المجاهدين في إحدى النقاط في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. فيما أكدت وكالات أنباء مقتل 30 من قوات النظام و20 من «الجهاديين».
وفي موقف لافت ومتزامن مع الاجتماع الروسي التركي قال مسؤول في التحالف الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية أمس الثلاثاء إن الوحدات ستسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من شريط على الحدود بين سوريا وتركيا وذلك بموجب اتفاقات بين الولايات المتحدة وتركيا. وذكرت السلطة التي يقودها الأكراد وتدير كثيراً من مناطق شمال وشرق سوريا أيضا أن انسحاب وحدات حماية الشعب من بعض المواقع الحدودية في الأيام القليلة الماضية يبرهن على مدى جديتها بشأن المحادثات الجارية. وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن عرض الشريط الحدودي على الجانب السوري سيتفاوت ويشمل مناطق ريفية أو مواقع عسكرية وليس مدنا أو بلدات. وأضاف أن وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ستفكك حواجز وصفها بأنها ذات طبيعة دفاعية هناك وستسلم السيطرة للمجالس العسكرية للمقاتلين المحليين. وقال بالي إن القوات التركية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ستحرس القطاع الحدودي لكنها ستتمركز داخل تركيا. وأضاف أن الاتفاق يقضي بتشكيل آلية أمنية وليس منطقة آمنة مما يهدئ مزاعم تركيا المتعلقة بالخوف على أمنها القومي.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.