سوريا: مجزرة جديدة في إدلب… إسقاط مروحية وتدمير آليات للنظام بهجوم معاكس للمعارضة بدعم تركي

ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في إدلب المدينة، إلى 12 قتيلاً، بينهم 7 أطفال، نتيجة استهداف مقاتلات النظام لوسط المدينة والمنطقة الصناعية فيها بغارتين جويتين، وفق الدفاع المدني. وارتفع عدد النازحين من أرياف إدلب وحدها نحو الشمال إلى أكثر 426 ألف مدني، الأمر الذي اعتبرته الأمم المتحدة الأكبر خلال سني الحرب العشر.

ودخل الصراع في محافظة إدلب شمالي سوريا مرحلة جديدة وخطيرة من التصعيد مع بدء المعارضة هجوماً معاكساً ضد النظام السوري، تمكنت خلاله من استعادة إحدى البلدات وإسقاط مروحية وقتل طياريها وتدمير العديد من دبابات وعربات النظام، وذلك بغطاء مدفعي وصاروخي ودعم عسكري تركي غير مسبوق، زاد الخشية من حدوث مواجهة أوسع بين أطراف النزاع شمال سوريا.
ولأول مرة منذ تصاعد التوتر في إدلب، شنت فصائل المعارضة السورية ممثلة بـ«الجبهة الوطنية للتحرير» المدعومة من تركيا، هجوماً على مواقع النظام في المحاور المحيطة ببلدة سراقب الاستراتيجية الذي سيطر عليها النظام السوري قبل أيام، وتمكنت الفصائل من السيطرة على منطقة النيرب، حسب تأكيد مصادر محلية وبيان لوزارة الدفاع التركية.

جيفري وبومبيو و«الناتو» يجددون «أقصى أنواع الدعم لأنقرة» وأردوغان يتوعد بتدفيع النظام «ثمنا باهظا جدا»

وبينما قام الجيش التركي بتوفير التمهيد المدفعي والصاروخي ضد مواقع النظام، تكفلت عناصر المعارضة السورية بالهجوم البري الذي استخدموا فيه ناقلات جند وأسلحة تركية، وبرزت صواريخ التاو الموجهة التي جرى من خلالها تدمير العديد من الدبابات والعربات العسكرية التابعة للنظام، فيما كان التحول الأبرز إسقاط مروحية تابعة للنظام السوري كانت تحلق في المنطقة.
وأظهر العديد من مقاطع الفيديو مشاهد لمروحية تابعة للنظام وقد تعرضت لصاروخ أدى إلى اشتعال النار فيها وسقوطها على الأرض، فيما أظهرت مقاطع أخرى طيارين يحترقان فوق حطام الطائرة، لكن لم يعرف ما إذا تم إسقاط الطائرة بشكل مباشر من قبل الجيش التركي، أو من قبل مسلحي المعارضة من خلال أسلحة جديدة زودهم بها الجيش التركي.
وفي مؤشر واضح على الاستراتيجية الجديدة للجيش التركي في إدلب، أصدرت وزارة الدفاع التركية بيانات تتعلق بنتائج العملية العسكرية، ولكن من دون تبني العملية أو نتائجها، واكتفت الوزارة بإعلان النتائج دون تبنيها بشكل مباشر أو نسبها إلى فصائل المعارضة السورية.
وجاء في بيان للوزارة «علمنا بانسحاب قوات النظام من النيرب، كما علمنا بسقوط مروحية للنظام في المنطقة»، وفي بيان آخر قالت الوزارة: «تحييد 51 عنصراً من النظام السوري في إدلب وتدمير دبابتين ومضاد طيران ومخزن أسلحة فضلا عن السيطرة على دبابة ثالثة».
من جهتها، أكدت «القيادة العامة للجيش السوري» في بيان «استعدادها للرد على اعتداءات قوات المحتل التركي»، مضيفة «أن النظام التركي عمد إلى زج حشود عسكرية جديدة وتصعيد عدوانه بشكل مكثف» واستهدف «نقاط تمركز الوحدات العسكرية بالقذائف الصاروخية».
وبينما يواصل الجيش التركي إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية والقوات الخاصة إلى الحدود وداخل محافظة إدلب، تحدثت مصادر محلية عن قصف جوي تعرضت له نقطة مراقبة تركية في إدلب، من طائرات حربية لم تعرف ما إن كانت سورية أم روسية، لكن مصادر ميدانية أكدت دخول مروحيات تركية إلى الموقع لنقل إصابات من الموقع الذي تعرض للقصف، وذلك بعد يوم واحد من مقتل خمسة جنود أتراك في هجوم صاروخي للنظام على إدلب.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أدلى الثلاثاء بتصريحات مقتضبة حول إدلب، قال مهدداً القوات السورية: «سيدفعون ثمنًا باهظًا كلما اعتدوا على جنودنا»، لافتاً إلى أنه سوف يكشف اليوم الأربعاء «عن الخطوات التي ستتخذها تركيا حيال تطورات الأوضاع في محافظة إدلب السورية» .
وبينما دعت السفارة الأمريكية في أنقرة إلى إعلان وقف إطلاق نار فوري في سوريا، لفتت إلى أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري سوف يبحث خلال زيارته إلى أنقرة التطورات في إدلب، حيث وجه رسالة دعم إلى تركيا فور وصوله أراضيها، مؤكداً أن «جنود تركيا، حليفة بلاده في الناتو، يواجهون تهديداً كبيراً في إدلب»، مشدداً على أن روسيا ونظام الأسد هما مصدر هذا التهديد، وأكد أنه سوف يبحث تقديم «أقصى أنواع الدعم لتركيا».
كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وقوف بلاده إلى جوار «حليفتها في الناتو، تركيا»، لافتاً إلى أن جيفري سوف يبحث «تنسيق الخطوات للرد» على هجوم النظام على العسكريين الأتراك في إدلب. وبالتزامن مع زيارة جيفري، يشارك وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي «ناتو»، في العاصمة البلجيكية بروكسل على مدار يومي الخميس والجمعة.
وأكد بيان لوزارة الدفاع التركية أن مباحثات أكار سوف تركز على الوضع في إدلب وقضايا الأمن الإقليمي، حيث سيلتقي وزراء دفاع أمريكا وفرنسا وأوكرانيا واليونان وبريطانيا. وكانت قوات النظام بسطت سيطرتها على الطريق الدولي الرابط بين مدينتي حلب ودمشق، بعد معارك مع المعارضة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.