المعارضة السورية المعتدلة تستعيد مدينة النيرب في إدلب

استعادت المعارضة السورية المعتدلة، أمس الإثنين، سيطرتها على بلدة النيرب، بوابة مدينة سراقب الاستراتيجية في محافظة إدلب شمال غربي البلاد.

وأطلقت المعارضة المعتدلة عملية عسكرية ظهر أمس، بهدف السيطرة على البلدة التي خسرتها لصالح قوات النظام السوري قبل أيام.
واستطاعت قوات المعارضة فرض سيطرتها على البلدة رغم القصف الجوي الروسي المساند لجيش النظام والمجموعات المدعومة إيرانيا.
واستمرت الاشتباكات بين الجانبين حتى ساعات المساء، واضطرت قوات النظام للانسحاب من البلدة بعد تعرضها لخسائر كبيرة.
ونفذت مقاتلات النظام السوري وروسيا عشرات الغارات الجوية في الشمال السوري، عقب تقدمها إلى بعض المواقع على حساب المعارضة في ريف إدلب.
وشملت الغارات الروسية – السورية أكثر من 18 نقطة مأهولة بالسكان في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين في حصيلة أولية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، كما أجبرت مَن تبقّى من أهالي المنطقة على النزوح إلى الحدود السورية – التركية هرباً من القصف والعمليات العسكرية.

قتلى في غارات روسية… ومسؤول أممي يحذر من مذابح

وتركزت الغارات الروسية على منطقة جبل الزاوية، وعموم ريف إدلب الجنوبي، التي دخلت بدورها مرحلة الحرب الواسعة من قبل الحلف الروسي – السوري، حيث أظهرت المعارك والمناطق التي سيطرت عليها القوات المهاجمة، هدفاً روسياً بالسيطرة الكاملة على ريف إدلب الجنوبي، والطريق الدولي أم- 4 الاستراتيجي الرابط بين محافظتي حلب ودمشق، بينما بدأت أنقرة بتوسيع انتشارها في جبل الزاوية، ومن ثم ريف إدلب الجنوبي كاملاً، حيث عمد الجيش التركي خلال الساعات الماضية إلى إنشاء 4 نقاط عسكرية جديدة.
وحذر مسؤول أممي من «مذابح حقيقية» بحق المدنيين في محافظة إدلب السورية، جراء استمرار هجمات نظام بشار الأسد وداعميه.
جاء ذلك على لسان نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، مارك كاتس، خلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف الإثنين.
وقال كاتس إن إدلب تحولت لساحة حرب بسبب استمرار هجمات النظام وداعميه، وإن أكثر من 3 ملايين مدني محاصرون فيها. وأضاف «لا شك أننا سنشهد مذابح حقيقية بحق المدنيين».
وأشار كاتس إلى أن الأمم المتحدة ترسل 50 شاحنة مساعدات إلى إدلب يوميا، وتهدف لرفع هذا العدد إلى مئة. ولفت إلى أن الهجمات (من دون ذكر اسم نظام الأسد وداعميه) تسببت بنزوح أكثر من مليون مدني باتجاه الحدود التركية.
وشدد المسؤول الأممي على أن سوريا «لم تشهد نزوحا للمدنيين» مشابها للنزوح الأخير منذ بدء الحرب في البلاد عام 2011.
وأوضح أنه «خلال بضعة أشهر، تعرضت عدة مشاف ومدارس وأسواق شعبية ومخابز وخزانات مياه لغارات جوية وقصف». وتابع «هناك الآن مجتمع يعاني من الصدمة والخوف، والناس يفرون باتجاه الحدود بسبب الخوف» .
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الهجمات تشكل جريمة حرب أم لا، قال كاتس «الأمم المتحدة وثقت جرائم الحرب التي ارتكبت من قبل في سوريا عدة مرات». وأضاف «المحاكم هي من ستقرر في المستقبل ما إذا كانت الهجمات المستمرة ضد المدنيين في إدلب جرائم حرب أم لا».
من جهة أخرى، أشاد المسؤول الأممي باستقبال تركيا لنحو 3.6 مليون سوري، مضيفا أنه «لا يريد مشاهدة وصول المزيد من اللاجئين إلى تركيا».
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الإثنين، بمقتل ستة أشخاص جراء قصف إسرائيلي لمواقع في جنوب العاصمة السورية دمشق الليلة الماضية.
وأوضح المرصد أن اثنين من القتلى هما من حركة الجهاد الإسلامي، والأربعة الآخرين من قوات موالية لإيران. وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف مواقع لحركة الجهاد الإسلامي والحرس الثوري الإيراني جنوبي العاصمة دمشق على بعد كيلومترات قليلة من مطار دمشق الدولي. وكانت حركة الجهاد أقرت بمقتل اثنين من عناصرها جراء غارة جوية إسرائيلية في سوريا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجريك، للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن «الأمين العام سيلتقي في وقت لاحق، مساء اليوم، في جنيف، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن إدلب».

وأضاف «هذه الاتصالات جارية أيضا من قبل المبعوث الخاص اى سوريا غير بيدرسن بهدف التوصل الي حل سلمي للأزمة».

وأشار المتحدث الرسمي إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده غوتيريش في نيويورك الجمعة الماضية قائلا: «الأمين العام حذر من أن استمرار العمليات العسكرية للنظام السوري وحلفائه في محافظة إدلب ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها»

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.