د . كمال اللبواني
عندما حصل انقلاب ٨ آذار ١٩٦٣ ، فر خالد العظم وكان رئيسا للحكومة حينها إلى لبنان على غير عادته ، فسألته الصحافة هناك : ليس من عادتك أن تفر خارج سورية عندما يحصل انقلاب عسكري ضدك فهذه ثالث مرة ؟ ، قال في المرات السابقة كان من يقومون بالانقلاب هم ضباط أبناء عائلات نعرفهم ونعرف أسبابهم للانقلاب ، هذه المرة هؤلاء أشخاص خطرين لا نعرفهم ولا يعرفون ماذا يريدون ، غايتهم السلطة بحد ذاتها ، وسيفعلون أي شيء للاحتفاظ بها .
صحيح أن الاستبداد واحد وأن المستبدين والطغاة متشابهون ، وهو ما تحدث عنه عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد منذ أكثر من قرن ، لكننا هنا لا نشرح هذهالبنية السياسية للإستبداد ، بل نركز على البنية النفسية للمستبد وتأثيرها على سلوكه وقراراته وخياراته التي يتخذها ، شاملين فترة حكم آل الأسد لسورية التي دامت ما يزيد على ٥٠ عاما ، كنظام أسري استولى على الحكم بالانقلاب العسكري تحت خيمة حزب البعث سيء الصيت ، واحتكر ذلك الحكم لنفسه بالتصفيات والافساد ، وحول الجمهورية لسلطنة وراثية ، شاركت في هذه الحقبة شخصيات من العائلة كأسرة حاكمة تمايز أفرادها ببنيتهم النفسية ، وأحيانا اختلفوا فيما بينهم وتصارعوا أيضا.
التركيب-النفسي-للعهد-الأسدي-