جرائم السطو والسرقة تغزو شرق سوريا والمخدرات «تباع في صيدليات دير الزور»

 لازالت ذات المشاهد تسيطر على أرياف محافظة دير الزور، والتي تتقاسم السيطرة عليها كلاً من قوات النظام السوري غرب الفرات وقوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات، ولازالت الفوضى السمة البارزة والطاغية هناك، ففي شرق الفرات وعلى الرغم من حملات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتعاقبة في المنطقة، لا تزال عمليات القتل شبة يومية، وجرائم السطو والسرقة وانتشار السلاح والمخدرات بازدياد مستمر.
كذلك الحال في مناطق سيطرة النظام في غرب الفرات، حيث لايزال سوء الوضع المعيشي مخيماً على السكان، والاعتقالات التعسفية متواصلة من قبل فروع النظام الامنية، وانتشار المخدرات والمظاهر المسلحة، كذلك عمليات خطف المدنيين في البادية من قبل مجهولين، وهجمات تنظيم الدولة المتواصلة على قوات النظام وميليشياته هناك.
إلا أن المشكلة الآخذة في التصاعد في محافطة دير الزور وعموم المنطقة الشرقية، هي انتشار المخدرات والحشيشة بشكلٍ غير مسبوق، حيث انتشرت مواد الحشيشة والكوكايين وحبوب الترامادول والبالتان وأصبحت تُباع بشكلٍ شبه علني، لدى أشخاص معروفين وفي أماكن محددة، كما يقول الناشط محمد الخالد من دير الزور والذي تحدث عن انتشار المخدرات في مناطق شرق الفرات «تتراوح أعمار المتعاطين للمخدرات ما بين ( 18 سنة إلى 40 سنه) كمعدل تقريبي، وينتهج المروجون طريقة ذكية في تصريف بضاعتهم وكسب زبائن جدّد، حيث يلجأون لبيع المخدرات بأسعار منخفضة في البداية، خصوصاً للشباب حديثي التعاطي، ثم تزداد التسعيرة تدريجياً، ليتحول هذا الشخص من التعاطي إلى الإدمان، فلا يبقى أمامه غالباً إلا طرق ملتوية لكي يستطيع شراء المخدرات، فيلجأ بعضهم للسرقة او السطو والبعض الآخر يلجأ لسلوك طريق أخر يعرض نفسة فيه للخطر حيث ينخرط بصفوف «قسد» ويعمل معها، لكي يتمكن من تأمين ثمن ما يتعاطاه من مخدرات او حشيشة».

15 – 60 ألف ليرة

ويضيف الخالد «بات مصدر المخدرات معروفاً في مناطق شرق الفرات، ولا يخفى على أحد، فهي تأتي من طرق عدة ، الطريق الأول هو محافظة الحسكة والثاني عبر مناطق النظام من خلال معابر التهريب من مناطق غرب الفرات حيث مهربون متخصصون بهذه المهنة من مناطق النظام».
وعن الموضوع اعتبر الصحافي محمد زين العابدين ان المخدرات باتت خطراً كبيراً يهدد المجتمع في شرق سوريا، وأضحت التجارة والترويج لها بشكل شبه علني، حيث تنتشر أنواع من المخدرات في مناطق سيطرة «قسد» في محافظات الحسكة والرقة وأرياف دير الزور ، إضافة لعدة أنواع من الحشيشة منها اللبنانية والإيرانية، مع عدة أنواع من الحبوب المخدرة مثل الترامادول والبالتان، وتختلف أسعارها وتتباين تبعاً للبائع، فالحشيشة تُباع من سعر 35 ألف ليرة سورية إلى 60 ألف ليرة، أما الحبوب فهي تختلف من بائع لبائع ولكن كمعدل فهي تبدأ من سعر 15 ألف لغاية 35 ألف ليرة وهكذا.
ويتمتع تجار المخدرات في مناطق سيطرة «قسد» بحرية كبيرة وهناك من يتهم «قسد» بأنها تغطي وتسهل اعمال المهربين حسب مصادر محلية ونشطاء، ومن الشخصيات الكبيرة التي يشيع اسمهما في قضايا الترويج للمخدرات في الرقة، يبرز اسم حمزة علاقات، وهو المسؤول الأول عن الترويج للمخدرات في الرقة، ويوضح العكيدي ان المخدرات يتم جلبها من مكانين رئيسين، الأول هو مناطق ريف الرقة الجنوبي الخاضعة لسيطرة قوات النظام وحزب الله، والمصدر الثاني هو مدينة القامشلي والتي تعتبر مركزاً لتوزيع المخدرات، حيث تدخل آتية من كردستان العراق ومن جبال قنديل ومن تركيا بطرق التهريب، وهناك نسبة قليلة تأتي عبر الزراعة محلياً في القامشلي.

تباع في الصيدليات!

وفي الحسكة يبرز اسمي جوان وخوشناف، والأخير قيادي كوردي من قيادات قنديل ويتهم بأنه المسؤول الأول عن ترويج المخدرات في الحسكة، ويعمل لدية وكلاء فرعيون يبيعون بضاعتهم على البسطات وفي صيدليات معينة، اما في دير الزور الخاضعة لسيطرة «قسد» فيبرز اسم القيادي الكردي المدعو «روني» وشخص آخر اسمة «زنار» ، وهؤلاء قيادات تعمل في صفوف «قسد» يشاع محليا بانهاتغطي تجارة المخدرات والسلاح والمحروقات، وأغلب بضاعتهم يجلبونها من القامشلي كذلك، وحسب المصادر فإن المخدرات تصل لمناطق دير الزور عبر طريق عسكري خاص وبتسهيل وسيارات عسكرية تابعة لقسد، لاتخضع للتفتيش، تأتي من الحسكة ثم للرقة ثم لأرياف ديرالزور الخاضعة لقسد، وعبر المعابر النهرية، الفرات، من مناطق النظام في دير الزور.
وتباع المخدرات في دير الزور عبر باعة متجولين ومعروفين وفي صيدليات محددة، ورغم اعلان قوات «قسد» غير مرة إلقاء القبض على مروجين للمخدرات وتجار لها، إلا أن عملياتها ظلت خجولة، فهي تستهدف باعة صغار ، تقوم بسجنهم لمدة شهور ثم تفرج عنهم وهكذا، إلا أنه من اللافت مؤخراً، ان مروجي المخدرات وباعتها باتوا هدفاً لعناصر تنظيم «الدولة» حيث سجلت عمليتا استهداف في شهر آب/اغسطس الماضي، بحق تاجري مخدرات في مدينة البصيرة وبلدة الشعفة في ريف ديرالزور الشرقي، كما هدد التنطيم غير مرة كل من يروج للمخدرات والدخان والنراجيل وتوعدتهم بالعقاب.
وفي السياق يقول الناشط الإعلامي خلف الخاطر ان هناك نسبة لا بأس بها من المخدرات التي تروج في مناطق شرقي الفرات تأتي من حقول الزراعة الخاصة، والتي تتم زراعتها في مناطق خاضعة إدارياً لـ «قسد» وأهم تلك الحقول هي تلك الواقعة جنوب مدينة القامشلي في ريف الحسكة، وبالقرب من مدينة منبج، حيث يتم انتاج المحصول وتسويقه إلى كافة مناطق سيطرة «قسد» في سوريا ، ويتم نقل تلك البضاعة وتوزيعها بحماية اشخاص متنفذين عبر خط عسكري، حيث لا يتم تدقيق البضائع والتعرض لها على الحواجز الخاضعة لـ «قسد» وحتى السائق يحمل مهمة عسكرية، وفي مناطق سيطرة النظام لا يختلف الحال كثيراً، ففي دير الزور تنتشر المخدرات في احياء الجورة والقصور وهرابش، وتم الترويج لها عبر مافيات مقربة من قيادات بالنظام السوري وحزب الله، ومصدرها لبنان، وتلقى المخدرات رواجاً كبيراً في صـفوف عناصر ميليشيات النظـام الموالية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.