تراجع الفرقة الرابعة للنظام السوري بعد تكبدها خسائر كبيرة في هجومها على درعا

هاجمت الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد مدينة طفس في ريف مدينة درعا الغربي (جنوب سوريا)، عقب تعزيزات عسكرية دفعتها إلى تخومها، وقصف مدفعي على أطرافها، وسط فرض حصار على المدينة، ومطالب بتسليم عشرات المقاتلين للنظام السوري أو ترحيلهم إلى الشمال السوري، إلا أن مجموعات من قوات المعارضة والجيش السوري الحر واجهت الفرقة الرابعة التي تقدمت نحو طفس وكبدتها خسائر بشرية، لتتوقف المعارك في وقت لاحق ويتم دخول الجانبين بمفاوضات لم تظهر نتائجها بعد.
وتراجعت قوات النظام السوري بعد محاولة هجومها على المدينة في ريف درعا الغربي، وذكرت شبكة “درعا – 24” أن الاشتباكات توقفت في محيط طفس تزامنا مع اجتماعات بين “وجهاء وأعضاء لجان التفاوض” وضباط من “الفرقة الرابعة” واللجنة الأمنية في درعا برعاية روسية. وأظهرت صور لـ”تجمع أحرار حوران” المحلي، الذي قال إنها بطاقات شخصية لقتلى قوات النظام، التي حاولت التقدم على أطراف طفس وبلدة اليادودة.
مصادر محلية قالت لـ “القدس العربي” إن المواجهات توقفت بين قوات النظام ومجموعات الجيش السوري الحر، بعد دعوة الوفد الروسي لجنة درعا المركزية لعقد اجتماع تفاوضي مع قيادات الفرقة الرابعة بشأن الأحداث العسكرية الأخيرة في المنطقة.
الناطق باسم تجمع أحرار حوران أبو محمود الحوراني، أشار إلى أن غالبية التوقعات تشير الى التهدئة في ريف درعا الغربي، وأن اللجنة المركزية في المحافظة ترفض تهجير أي من مقاتلي المعارضة نحو الشمال السوري، وكذلك ترفض تسليمهم لقوات النظام.
المصدر الإعلامي قال لـ “القدس العربي”: قوات النظام السوري تكبدت خسائر بشرية حيث قتل 15 عنصراً من الفرقة الرابعة والميليشيات الموالية له في الهجوم، بينما أشار المرصد السوري الى مقتل 5 من النظام بينهم ضابط، فيما لم تتكبد مجموعات الجيش السوري الحر أي خسائر بشرية في صفوفها.
وتضغط دمشق عسكرياً وسياسياً لإنهاء ملف الريف الغربي من محافظة درعا لصالحها، فهي تدفع باتجاه ترحيل القيادي في المعارضة السورية خلدون الزعبي ومجموعاته إلى الشمال السوري، بسبب رفضهم مصالحة الأسد وتسليم أسلحتهم وتسوية أوضاعهم.
المتحدث الإعلامي قال لـ “القدس العربي”: إن النظام السوري يطالب ريف درعا الغربي بتسليمه أكثر من 100 من مقاتلي المعارضة السورية، في حين أن اللجنة المركزية ترفض تسليمه أي مقاتل من مقاتلي الجيش الحر، وترفض أي عملية تهجير جديدة.
من جهة أخرى، تشهد مدينة القامشلي في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا توتراً شديداً بعد اشتباكات جرت السبت بين فصائل موالية للقوات الحكومية السورية وعناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية الشعب الكردي.
وقالت مصادر محلية في محافظة الحسكة إن “اشتباكات متقطعة وتوتراً كبيراً تشهدهما المدينة بين مجموعات عناصر الدفاع الوطني التابع للحكومة السورية وبين عناصر وحدات حماية الشعب الكردي بعد اختطاف عناصر من الوحدات أحد أبناء عناصر الدفاع الوطني.
وأكدت المصادر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “بعد عملية اختطاف الشاب جرى تبادل إطلاق نار بين عناصر الدفاع الوطني وعناصر الوحدات الكردية وسط تحركات من قبل قيادة القوات الروسية في مدينة القامشلي لتهدئة الأمور وتأمين إطلاق سراح الشاب وعناصر الأسايش”.
وقال الصحافي سامر الأحمد، من الحسكة إن “قسد” اعتقلت عناصر من النظام، ما دفع بالأخير للرد بإعطاء الأوامر لميليشيا “الدفاع الوطني” بالهجوم على حاجز يتبع لـ”قسد”، واعتقال عناصره بهدف تبديلهم بعناصره الذين تم احتجازهم.
وأضاف لـ”القدس العربي” أن كل ذلك يأتي في إطار التوتر الذي تشهده القامشلي منذ مطلع العام الجاري، حيث لا تزال “قسد” تحاصر المربعات الأمنية التابعة للنظام في القامشلي والحسكة، وتهدد بتضييق الحصار، وذلك في حال لم يقم النظام بالإفراج عن 400 معتقل من عناصرها، تم اعتقالهم على طريق منبج -حلب.
وتأسيساً على ذلك، يبدو أن القامشلي تحولت إلى ساحة لعض الأصابع بين “قسد” والنظام، والحديث للأحمد، الذي أضاف: “الواضح أن النظام لديه العديد من أوراق القوة، وأهمها التلويح بالتدخل التركي، بعد سحب جنوده من المناطق المقابلة للجيش التركي، وفي المقابل تعول “قسد” على دور أمريكي أقوى بعد تولي إدارة جو بايدن قرار البيت الأبيض، وكذلك على حاجة النظام للنفط”.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.