المتحدث باسم «تيار المستقبل» لـ«القدس العربي»: «الاتحاد الديمقراطي الكردي» تهرب من الضغوط الأمريكية بذهابه إلى التفاوض مع النظام

 أكد المتحدث باسم «تيار المستقبل الكردي» علي تمي توقف الحوار الكردي – السوري مؤقتاً، لافتاً إلى أن «المجلس الوطني الكردي» في سوريا، لا زال ينتظر اعتذار حزب «الاتحاد الديمقراطي» عن إساءة رئيس وفد أحزاب الوحدة الوطنية آلدار خليل بحق «بيشمركة روج» ووصفهم بـ»المرتزقة».
وأضاف في تصريح لـ«القدس العربي» أن المجلس الوطني الكردي طالب الولايات المتحدة الراعية للحوار بتوضيحات عن تصريحات خليل، ولا زال ينتظر الرد. وكانت الجولة الأولى من المفاوضات الكردية – الكردية التي انطلقت في نيسان/ أبريل الماضي، بدعم أمريكي، أفضت إلى التوصل إلى رؤية سياسية حول خمس نقاط سياسية، حسب إعلان أطراف الحوار.
ومن ثم بدأت المرحلة الثانية في حزيران/ يونيو الماضي، بحضور زعيم «قسد» مظلوم عبدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بالإضافة إلى ممثلين عن «المجلس الكردي» وانتهت بالإعلان عن تشكيل «المرجعية السياسية الكردية».
وحول تأثير المفاوضات التي تجريها «الإدارة الذاتية» التي يقودها «الاتحاد الديمقراطي» مع النظام السوري على المفاوضات الكردية، قال تمي: «لا تأثير لتوجه الإدارة إلى دمشق على الحوار الكردي، لكن يبدو أن الاتحاد الديمقراطي فضل التهرب من الضغوط الأمريكية بذهابه إلى التفاوض مع النظام» متهماً «الاتحاد الديمقراطي» بمحاولة إفشال الحوار الكردي.
وبخصوص التفاصيل التي يتفاوض عليها «الاتحاد الديمقراطي» في دمشق، أكد تمي أن النظام طالب بعودة مؤسسات الدولة كاملة إلى منطقة شرق الفرات، ورفع أعلامه عليها، مقابل اعترافه بإدارة محلية فقط، وكذلك طالب النظام بتسلم النفط، مقابل تخصيص قسم من عائداته لأهالي المنطقة. وفيما يخص نجاح المفاوضات مع دمشق، قلل تمي من حظوظ نجاح المفوضات، مرجعاً ذلك إلى المحاذير الأمريكية.
وأشار الصحافي الكردي شيرزان علو، إلى عدم تعارض المفاوضات التي يجريها «الاتحاد الديمقراطي» مع النظام السوري، مع الحوار الكردي، لافتاً إلى وجود بند يؤكد على حق طرفي الحوار الكردي بالتفاوض مع أي جهة ثانية.
وأضاف لـ«القدس العربي» أن العلاقة بين «الاتحاد الديمقراطي» والنظام السوري في أصعب حالاتها، ما يعني استحالة التوصل لصيغة مرضية بينهما، وتحديداً حول اعتراف النظام بـ «الإدارة الذاتية» حيث يصر «الاتحاد الديمقراطي» على اعتراف النظام بحق إداراتها بحكم المنطقة مستقبلاً.
وتابع أن «الاتحاد الديمقراطي» لا زال يصر على رفض ذوبان قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في جيش النظام، حيث تطالب بمنح «قسد» خصوصية، وأن تكون هي المسيطرة على منطقة شرق الفرات، بينما يريد النظام استيعاب «قسد» في جيشه، وتسليم سلاحها بالكامل. وقال: «في اعتقادي الخلافات كبيرة جداً، ففي الوقت الذي يتطلع «الاتحاد الديمقراطي» إلى الحصول على شرعية سياسية من النظام، وتثبيت الواقع الحالي مستقبلاً، يرفض النظام السوري ذلك، ويتطلع إلى إعادة الوضع كما كان سابقاً».
وحسب الصحافي الكردي، فإن أوراق قوة «الاتحاد الديمقراطي» هي النفط، والوجود الهش للنظام في منطقة شرق الفرات، في المقابل النظام يستقوي في روسيا، وكذلك يلوح بترك المنطقة عرضة للاجتياح التركي، كما حصل تماماً في مدينة عين عيسى، عندما لوحت روسيا والنظام بترك «قسد» دون حماية، في مواجهة الضربات التركية.
وفي السياق ذاته، كشفت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن الوفد الكردي ضم في صفوفه القيادية إلهام أحمد ومحمد العمر مسؤول ملف النفط والاقتصاد في «الإدارة الذاتية» مع أسماء أخرى لهم مسؤوليات عسكرية، مبينة أن الوفد عاد إلى محافظة الحسكة بعد التوصل إلى تفاهمات أولية مع النظام برعاية روسية في دمشق.
وأوضحت أن لقاءات دمشق استمرت لمدة أربعة أيام وسط جهود روسية، كان سبقها إجراء مفاوضات مع الجانب الروسي في قاعدة «حميميم» وذلك بعد أيام من زيارة قيادي عسكري روسي رفيع المستوى لمحافظة الحسكة ولقائه قائد «قسد» مظلوم عبدي، في ريف القامشلي، وإجراء الوفد الروسي لقاء آخر مع الجانب التركي في ريف رأس العين. ومنذ العام 2018 و«الاتحاد الديمقراطي» يفاوض النظام السوري، لكن من دون التوصل إلى نتائج واضحة حتى الآن، إذ يصر النظام على منح الأكراد بعض الحقوق المتعلقة بالثقافة الكردية، مثل الاعتراف باللغة الكردية، ومنح الآلاف من الأكراد الجنسية السورية، في حين يعول «الاتحاد الديمقراطي» على الوجود الأمريكي الذي يمنع النظام من شن عمل عمليات عسكرية ضد «قسد» لإرغام النظام السوري على الاعتراف بالوضع العسكري والمدني السائد.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.