شمال سوريا خلال أيام العيد: الحلف الروسي – السوري يجدد القصف والحكومة المؤقتة توثق مقتل 54 مدنياً

في ثاني أيام عيد الأضحى، جددت قوات النظامين السوري والروسي قصفها على بلدات وقرى شمال غربي سوريا، موقعة قتلى وجرحى بين المدنيين، بينما أجرى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، زيارة لمدينتي عفرين وأعزاز في ريف محافظة حلب شمالاً.
وتوجه أمس، إلى مدينة عفرين، في رفقة القائد العام للدرك الفريق أول عارف جتين، والمدير العام للأمن، محمد أقطاش، ووالي كيليس رجب صوتورك، ووالي هطاي رحمي دوغان، وغيرهم من المسؤولين. وتفقد صويلو والوفد المرافق مركز المساعدات الإنسانية في عفرين أولاً، ثم زار مشفى الشفاء.
وفي كلمة أمام قوات الأمن المحلية، أكد أن تركيا لم تلتزم الصمت حيال المأساة الإنسانية في سوريا.
وقال الناشط الإعلامي محمد الخطيب في إدلب لـ «القدس العربي» إن قوات النظام لم تتوقف عن ضرب واستهداف تجمعات المدنيين في قرى ريف إدلب الجنوبي والطريق الرئيسية الواصلة بينها، خلال أيام العيد، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة عدد من الجرحى، وسط حركة مكثفة لطائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة.

وذكر الدفاع المدني السوري أن قوات النظام قصفت ريفي إدلب الجنوبي والغربي، واستهدفت جنوباً منازل المدنيين ومدرسة في قرية البارة، وأطراف قريتي معربليت ومجدليا قرب أريحا، كما استهدفت بصاروخ موجه الطريق الواصل بين بلدتي بداما – الزعينية غربي إدلب، وهو الاستهداف الثاني من نوعه لنفس الطريق في أقل 24 ساعة، حيث استهدفت سيارة بصاروخ موجه ما أدى لمقتل عامل إنساني، وإصابة 19 مدنياً آخرين، بينهم 5 أطفال.
ووثقت منظمة الخوذ البيضاء أكثر من 30 هجوماً بالصواريخ الموجهة المضادة للدروع، من قبل قوات النظام وروسيا، منذ بداية العام الحالي.
ونتيجة مواصلة خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والأعمال العدائية والجرائم المرتكبة من قبل الحلف السوري الروسي بدعم من الميليشيات الإيرانية في جبل الزاوية ومناطق من ريفي إدلب وحلب، وجه رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط، رسائل عدة إلى كل من رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن للدورة الحالية.
ولفت المسلط إلى أنه من الواضح اتباع نظام الأسد وداعميه استراتيجية ممنهجة تؤدي إلى زيادة عدد الضحايا؛ «من خلال إعادة قصف المواقع المستهدفة مرة ثانية؛ أثناء عمليات الإسعاف والإخلاء، وهو الأمر الذي يضاعف عدد الشهداء والمصابين، ويتسبب بمقتل وإصابة الكوادر الطبية وعناصر الدفاع المدني.
وأشار المسلط في رسائله إلى أن هذه الهجمات الوحشية تتزامن مع خطاب القسم المزيف لرأس النظام المجرم، ومع الجولة السادسة عشرة من جولات أستانة، من ناحية، ومع امتحانات طلاب شهادتي الثانوية والإعدادية الذين اضطر معظم أهاليهم بسبب القصف للامتناع عن إرسالهم إليها، كما تتزامن مع مواسم قطاف المحاصيل الزراعية -المصدر الرئيسي لمعيشة أبناء المنطقة- التي اضطر الكثير من أصحابها لتركها، كما أنها تأتي في مواسم عيد وفرح حولها النظام إلى مجالس عزاء».
ولفت إلى أن مصداقية الأمم المتحدة باتت على المحك، مضيفاً «أن مزيداً من الاستمرار في إفلات نظام الأسد من العقاب، يهدد مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم».
وطالب المسلط، الجهات الثلاث «بقيد المذكرة في وثائقها، وتوزيعها على مندوبي الدول الأعضاء، وإدانة الأعمال العدائية لروسيا والنظام وإيران والتنظيمات الإرهابية، والعمل الجاد لإيقافها، والإعلان عن إجراءات فعالة ملزمة بالامتثال للقرارات الدولية، تضمن إنقاذ المدنيين في سورية وحمايتهم، وتكفل اتخاذ إجراءات المحاسبة اللازمة لمنع إفلات المتورطين من العقاب».
وأكد رئيس الائتلاف الوطني على ضرورة إنصاف الضحايا، ومطالبة روسيا بتعويض الشعب السوري عن الأضرار التي سببتها في سوريا مادياً ومعنوياً. داعياً إلى العمل على نزع الصفة التمثيلية عن نظام الأسد في المحافل الدولية، بسبب انتهاكاته مبادئ وميثاق الأمم المتحدة، أو على الأقل العمل على توقيف نظام الأسد عن مباشرة حقوق العضوية ومزاياها وفقاً للمادة 5 من الميثاق. مشددًا على أن الحل الجذري في سوريا لن يكون إلا بالانتقال السياسي، وطالب بدعم جهود المسار السياسي من خلال التنفيذ الكامل لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن، لا سيما 2118 و2254، وقرارات الجمعية العامة ومنها 262/67.
وقالت الحكومة السورية المؤقتة إن قوات النظام السوري وميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» ارتكبت انتهاكات أودت بحياة 54 مدنياً وجرح 115 آخرين شمال سوريا.
وأصدرت مديرية توثيق الانتهاكات وحقوق الإنسان في الحكومة السورية المؤقتة تقريرها الشهري عن شهر حزيران 2021 يتضمن أبرز انتهاكات النظام المجرم وميليشيا «قسد» ويستعرض التقرير حصيلة الضحايا التي بلغت 54 قتيلاً بينهم 8 نساء و12 طفلاً، كما بلغ عدد المصابين 115 مصاباً بينهم 22 امرأة و23 طفلاً، جراحهم متفاوتة بعضها خطير للغاية.
وأوضح استهداف المدن والبلدات والقرى السورية المحررة وحصيلة عمليات الاستهداف بلغت 206 عمليات استهداف رئيسية بشتى أنواع الوسائط النارية من قبل النظام المجرم، وبلغت حصيلة استهداف مليشيات قسد للمناطق المحررة، 17 عملية استهداف أغلبها عبر الألغام المموهة، كما ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة مروعة واحدة (مجزرة الناجية) في حين ارتكبت ميليشيا قسد مجزرة مروعة واحدة (مشفى الشفاء في عفرين).
وتستمر جرائم الاختفاء القسري والتعذيب الممنهج بحق آلاف السوريين في معتقلات وزنازين النظام السوري وعمليات التجنيد القسري وتجنيد الأطفال من ميليشيات قسد وتستمر معها معاناة السوريين المهجرين قسراً في المخيمات ومراكز الإيواء المؤقت نتيجة لظروف الحياة القاسية والبطالة وانعدام الأمن الغذائي ومستلزمات الحياة الأساسية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.