مصدر من «الفرقة الرابعة» يؤكد لـ«القدس العربي» مشاركة مقاتلين لبنانيين في معارك درعا

تتوالى التأكيدات على مشاركة «حزب الله» والميليشيات المدعومة من إيران، في التصعيد الذي تقوم به قوات النظام في درعا (جنوب البلاد) مما يؤكد سعي إيران إلى الاستفادة من الوضع الميداني غير المستقر لتحقيق أهدافها بالتمدد على مقربة من الحدود الأردنية.
وفي هذا الصدد، حصلت «القدس العربي» على شهادة من مصدر خاص من «الفرقة الرابعة» التي تقود التصعيد من جانب قوات النظام، تؤكد مشاركة مقاتلين من الجنسية اللبنانية فيما وصفها بـ»معركة مكافحة الإرهاب» تحت ستار الفرقة ذاتها، التي يقودها العميد ماهر، شقيق رئيس النظام بشار الأسد.
وأكد المصدر وجود مقاتلين من الجنسية اللبنانية يشاركون إلى جانب «الفرقة الرابعة» في الهجوم على مدينة درعا. وكانت حسابات عدة على موقع «فيسبوك» قد تناقلت قبل أيام صوراً تُظهر انتشار «الفرقة الرابعة» في محيط مدينة درعا وإشرافهم على عمليات القصف بالدبابات والرشاشات الثقيلة.
ويظهر في بعض الصور العميد غياث دلا قائد ما يُعرف بـ «قوات الغيث» أثناء قيامه بتوجيه عناصره والتخطيط للعمليات العسكرية بالمدينة، وفي إحدى الصور ظهر مقاتلين اثنين إلى جانب العميد دلا يرتديان زيّاً عسكرياً. ووفق معلومات حصلت عليها «القدس العربي» فإن المقاتلين الاثنين لبنانيان يقاتلان إلى جانب الفرقة الرابعة، أحدهما يُدعى رامي حربا ويُلقّب بـ»الـحاج أبو حـربا» أما الآخـر يُعـرف فـيلقب بـ»أبو تراب».
كذلك رصدت «القدس العربي» مقطع فيديو يوثّق مشاركتهما في الهجوم على مدينة درعا حيث ظهرا أثناء عملية إطلاق نار من سلاح رشاش من أحد المنازل في مناطق انتشار قوات النظام بدرعا، وهما يتحدثان باللهجة اللبنانية وينادي أحدهما على الآخر في الثواني الأخيرة بلقب «أبو تراب». ووفق مصادر متطابقة دخل «حزب الله» في المعارك السورية، منذ العام 2012، أي بعد سنة تقريباً من انطلاق الثورة السورية، وأكد القيادي في «لواء الباقر» وجود مقـاتلين من لبنان ضـمن «لواء البـاقر».
وقال أبو العباس لـ «القدس العربي» إن اللبنانيين المتواجدين على الأراضي السورية هم بأعداد قليلة جداً من الخبراء والمستشارين. وتضم التشكيلات العسكرية المحلية السورية مقاتلين من لبنان تكونت من متطوعين ضمن فصائل عسكرية مختلفة من مذاهب عدة، وتستمد تمويلها من إيران، وهي: «لواء الـباقر» و«قوات أسود العراق» و«قوات الحرس القومي» و«كتيبة الفوعة» و«كتيبة الزهراء» و«كتيبة العباس» و«كتيبة شهيد المحراب» و«حزب الله السوري» إضافة لأكثر من 15 مجموعة مقاتلة محلية في محافظتي حلب ودير الزور.
وقال المسؤول في لواء الباقر، ان هناك كتائب أخرى تضم عناصر من الجنسية اللبنانية، منها كتيبة وديع حداد، أحد رموز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتيبة حيدر العاملي، وهو قائد بارز بقوات بجبل عامل في لبنان، وكتيبة جول جمال.
وبيّن أبو العباس أن عدد عناصر المقاتلين من لبنان على الأراضي السورية يتجاوز الـ 200 مقاتل، وهناك آخرون مدرجون في صفوف ميليشيات أجنبية «أفغانية وعراقية» فضلاً عن عناصر «حزب الله» اللبناني، إضافة إلى المنضمين إلى صفوف ميليشيات محلية شُكّلت بدعم إيراني تحت مسميات عدّة. ووفق ناشط متواجد في حلب، يسجّل «لواء الباقر» حضوراً واسعاً إلى جانب قوات النظام، ويؤكد لـ«القدس العربي» أنّ مقاتلي اللواء يتمتعون بقدرة قتالية عالية، ولا سيما من الجنسية اللبنانية، ويلفت إلى مشاركة المقاتلين أيضاً في معارك حلب، و البادية حيث سجّل مقتل عناصر له من الجنسية اللبنانية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.