قصف مكثف بقذائف الدبابات على الأحياء المحاصرة في درعا

شهدت محافظة درعاً قصفاً مكثفاً وهجمات متفرقة من مواقع النظام العسكرية، على خلفية التصعيد الأخير على أحياء درعا البلد وطريق السد، ومخيم اللاجئين في مدينة درعا، وسط تعنت النظام وحليفه الروسي خلال جولات التفاوض في الوصول إلى حلول مقبولة تحييد المنطقة الخيار العسكري، مصرين على سحب السلاح وتهجير المطلوبين قبل أي تسوية.
وقال عامر الحوراني المتحدث باسم «تجمع أحرار حوران» لـ «القدس العربي» إن قوات الفرقة الرابعة استهدفت بقذائف الدبابات حي طريق السد المحاصر في مدينة درعا، بينما دفعت قوات النظام بتعزيزات عسكرية على تخوم مدينة طفس غرب درعا، ودبابتين وسيارات عسكرية محملة بالعناصر في اتجاه الحاجز العسكري في بلدة صيدا.
ووفقاً للمصدر، فقد أغلقت قوات النظام، صباح الثلاثاء، الطريق الواصل بين مدينة طفس وقرية الطيرة، تزامناً مع إخلاء بعض المزارع وسرقة محتوياتها، بالإضافة لإغلاق الطريق الفرعي الواصل بين طفس وعتمان.
وكانت قوات النظام قد داهمت أول أمس عدداً من المنازل في مدينة الحارة في ريف درعا الشمالي، ولاحقت المطلوبين فيها، على خلفية اتهامهم بمهاجمة مواقع عسكرية لها بالأسلحة الرشاشة خلال الأيام الماضية.
وقال الحوراني إن مجموعات تابعة لفرع أمن الدولة داهمت منازل محددة في مدينة الحارة، وذلك بعد توجيه تهمة لمالكيها بتنفيذ هجمات ضد مواقع عسكرية داخل وبالقرب من المدينة، مشيراً إلى أنهم استطاعوا الفرار خارج المدينة، هرباً من الملاحقات الأمنية، وخوفاً من الاعتقال نتيجة التهمة الكيدية الموجهة لهم.

أهالي القريا في السويداء يطردون وفداً روسياً ويرفضون التفاوض معه

وكان لافتاً أول أمس مساءً طرد أهالي بلدة القريّا في ريف السويداء القريبة، وفداً روسياً برئاسة الجنرال ميخائيل، الذي دخل إلى مبنى البلدية برفقة دورية عسكرية، وذلك في أعقاب زيارة له إلى مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، حيث انتشرت عناصر الدورية الروسية المرافقة في ساحة البلدية بالسويداء.
واعتبر وجهاء وأهالي بلدة القريا جنوب السويداء، أن الجانب الروسي يخطط لجعل بلدتهم ممراً لمشاريع وأجندات طائفية وعسكرية انطلاقاً «من أراضي القريا في اتجاه مدينة بصرى الشام في ريف درعا» معلنين رفضهم التفاوض مع أي جهة أجنبية.
وقال مسؤول صفحة السويداء 24 لـ «القدس العربي» إن أهالي بلدة القريا طردوا دورية روسية دخلت ساحة البلدية، صباح أمس، احتجاجاً على الدور الروسي إزاء الأحداث التي شهدتها المنطقة الجنوبية، حيث تجمع أهالي البلدة حول آليتين للقوات الروسية، «بي أم بي وجيب» وطلبوا من المترجم المتواجد مع القوات الروسية، إبلاغ الوفد بضرورة مغادرة البلدة، وإطلاع المعنيين على موقف الأهالي واستيائهم من دور روسيا في المنطقة، لجهة عدم التزامها بتنفيذ البنود المتفق عليها بما يتعلق بالأراضي الزراعية غرب بلدة القريّا، التي يتعرض فيها المزارعون لاعتداءات مستمرة.
واعتبر الأهالي وفق نور رضوان «وجود الدورية الروسية مستفزاً لهم، كون روسيا دولة محتلة للأراضي السورية، ووجودها غير الشرعي كان غطاءً لسفك دماء أبناء البلدة، وهم طرف غير مرحب به فيها».
حالة الاحتقان تجاه القوات الروسية، مردها وفق رضوان إلى دورهم السلبي في المنطقة الجنوبية من سوريا عموماً، مشيراً إلى أن هناك مجموعة كبيرة من الأهالي يرفضون مرورهم أو تواجدهم، وسيعملون على طردهم في كل مرة يحاولون فيها دخول البلدة.
ونشرت صفحة «القريا اليوم» بياناً جاء فيه «بعد انتهاء زيارته في بصرى الشام، زار وفد روسي برئاسة الجنرال ميخائيل بلدة القريا، حيث دخل إلى مبنى البلدية وبقيت عناصره خارجاً، الأمر الذي لفت الأنظار ودعا بعض شباب البلدة للتجمع، وطردهم لعدة أسباب».
وشرح البيان الأسباب وراء طرد الوفد الروسي مؤكدًا «أن أبناء بلدة القريا لن تتفاوض إلا مع سوريين، لأن الجهات الروسية والجهات المعنية السورية قدمت سابقاً كثيراً من الوعود ولم تلتزم بأي منها، كما أن الأرض الغربية ماتزال منطقة نزاع مسلح ولم تستطع روسيا تنفيذ بند واحد من البنود المتفق عليها سابقاً مع الحكومة السورية».
وأكد على ضرورة أن «لا يتم تنفيذ أي اتفاق أو تفاوض ما لم يكن شباب البلدة من الفلاحين المتضررين أو المقاتلين على الأرض والمطلعين على جميع التفاصيل مؤيدين وموافقين، مؤكدين أن أراضينا تحصيل حاصل بالنسبة لنا وإننا نحاول عدم إراقة الدماء وإعطاء العاملين في الجانب السياسي والأهلي الوقت الكافي لمحاولة تحقيق مطالبنا وفي حال لم نجد نتائج مرضية على أرض الواقع لا يسعنا عندها إلا أن نستعيد حقوقنا بالقوة».
وانتهى البيان بالتأكيد على «إبلاغ الجنرال الروسي بشكل واضح أن القريا لن تكون ممراً لأي مشاريع خارجية أو طائفية ولا عسكرية من أراضي القريا في اتجاه مدينة بصرى، ومشكلة القريا في الأراضي الغربية لم تعد مع أهالي بصرى وحوران بل مع المسلحين والأغراب المرتزقة من العشائر المقيمة غرب القريا.
وكانت بلدة القريّا، قد شهدت توتراً العام الفائت، تطور لنزاعات مسلحة، حيث تم احتواء الخلافات بين فصائل البلدة وفصائل بصرى الشام، لتتجدد النزاعات مطلع العام الحالي بين مزارعي البلدة ورعاة المواشي، مما حرم الأهالي من الوصول إلى أراضيهم.
تزامناً، أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، الممثلة بأحد وجهاء المنطقة، حكمت الهجري بياناً دعت فيه إلى وحدة الصف، وحرمة الدم، كما تطرق لمخاطبة أهالي محافظة درعا، مؤكداً أن الجراح واحدة والمصير واحد.
وجاء في البيان الموجه لأبناء السويداء «لا تكونوا وسائل لتنفيذ مخططات مدمرة أياً كانت مصادرها، ولا تنجرّوا خلف عناوين تأتيكم بكلام يبدو محقاً ويراد به الباطل، لستم وسائل بيد أحد، ولستم أدوات لأحد، ولسنا تابعين لأحد، ولا ننسى أن نشير إلى التناغم ورسوخ الأصالة والتآخي الصادق بيننا وبين أهلنا الصادقين الأوفياء في سهل حوران، ونحن نقف أيضاً بجانب الإرادة الشعبية الأهلية الاجتماعية الأصيلة لهم ضد كل مظاهر وظواهر الفساد والقتل والأذى، فجراحنا واحدة وآلامنا واحدة، ونحن وإياهم تحت ظل القانون والعادات والأصول التي توافقنا عليها كما سنها الأجداد والأصلاء».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.