حالة استعصاء في مفاوضات درعا ومخاوف من سيطرة إيران على المنطقة

إن وفداً روسياً دخل الأربعاء، إلى مدينة درعا، بعد أن أجلت عدة اجتماعات خلال الأيام الماضية بسبب عزل الجنرال الروسي السابق المسؤول عن إدارة مناطق التسويات في درعا، المعروف باسم «أسد الله”.

واصل مقاتلون محليون في مدينة درعا البلد المحاصرة، الخميس 12 آغسطس 2021،  تصديهم لمحاولات اقتحام من «الفرقة الرابعة»، مدعومة بميليشيات إيرانية، وسط استمرار عمليات قصف بقذائف الدبابات على حي «الأربعين» بدرعا البلد من قبل «الرابعة» الموجودة في منطقة المنشية وسجنة، تزامنت مع اشتباكات متقطعة تشهدها المنطقة.

وتعرضت كذلك بلدة أم المياذن ومحيطها بريف درعا الشرقي لقصف بقذائف الهاون، وقعت اثنتان منها داخل البلدة، وغيرها في السهول المحيطة، دون تحقيق إصابات بين المدنيين، بالتزامن مع هجوم شنه مجهولون على إحدى نقاط قوات النظام السوري بالأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جي الواقعة بين بلدتي النعيمة وأم المياذن بريف درعا الشرقي،»، في وقت تشهد فيه عدة مدن وبلدات في ريف درعا انعداماً شبه كامل للحركة في الشوارع، وإغلاقاً للمحال التجارية، تحت شعار إضراب الشهيد الطفل حمزة الخطيب الذي دعا له ناشطون قبل أيام ضمن حملة “الحرية لدرعا”، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وسيط فاسد

بحسب تجمع أحرار حوران، فإن وفداً روسياً دخل الأربعاء، إلى مدينة درعا، بعد أن أجلت عدة اجتماعات خلال الأيام الماضية بسبب عزل الجنرال الروسي السابق المسؤول عن إدارة مناطق التسويات في درعا، المعروف باسم «أسد الله، وقال المحامي عدنان المسالمة،

الناطق الرسمي باسم «لجنة التفاوض المركزية» في درعا البلد ومجلس «عشائر حوران»، لـصحيفة «الشرق الأوسط»: “يبدو أن الجنرال الروسي الذي كنا نجتمع معه كان فاسداً ميالاً للنظام، لا لحل مشكلات المنطقة بطريقة سلمية. وبعد أن تورط بالأمر، وانكشف دوره، قاموا مؤخراً بإقصائه من منصبه في إدارة مناطق التسويات جنوب سوريا، وتعيين ضابط روسي جديد لم نجتمع معه بعد”.

ضحايا قصف وسجن واغتيال

من جهته، قال مكتب «توثيق الشهداء» في درعا، في تقرير له قبل يومين، إن محافظة درعا شهدت في شهر يوليو (تموز) الماضي مقتل 52 شخصاً من أبناء محافظة درعا، بينهم 11 طفلاً وسيدتان، نتيجة قصف مدفعي وصاروخي في مدينة درعا وريفها الغربي والشمالي. كما وثق المكتب 23 ضحية بسبب عمليات اغتيال واستهداف مباشر بالرصاص، بينهم 6 من مقاتلي فصائل المعارضة سابقاً. كما وثق المكتب شهيداً تحت التعذيب في ظروف الاعتقال غير القانونية في سجون قوات النظام.

حالة استعصاء

لم يُحسم بعد مصير أحياء منطقة درعا البلد في مدينة درعا بجنوب سورية، والمحاصرة منذ أكثر من شهر والنصف الشهر من قبل النظام السوري، ولا تزال تتعرض لقصف مدفعي وبالأسلحة الرشاشة من قبل قوات النظام، وفي مقدمتها الفرقة الرابعة التي تبدو مصرة على السيطرة على هذه الأحياء، ما يعني ترسيخ النفوذ الإيراني هناك، كون هذه الفرقة باتت إحدى أذرع الحرس الثوري الإيراني في سورية، وفي ظلّ ركود في عملية التفاوض التي كان يرعاها الجانب الروسي. ومنذ يوم الجمعة الماضي، لم تعقد أي محادثات بين النظام واللجنة المركزية التي تفاوض نيابة عن أهالي أحياء درعا البلد. ومن الواضح أنّ هناك حالة استعصاء، مع تمسّك النظام بشروطه التي تعني في حال تطبيقها، تعرّض حياة آلاف المدنيين لخطر حقيقي، إذ تبرز مخاوف كبيرة من قيام المليشيات بعمليات انتقام واسعة النطاق. ويصرّ النظام على فرض السيطرة الكاملة على درعا البلد، وإقامة حواجز فيها، واعتقال من يعتبرهم مطلوبين، وترحيل آخرين، إضافة إلى جمع كل أشكال السلاح من الأهالي.

محاولة إيرانية للسيطرة على المنطقة

يرى محللون أنّ “الفرقة الرابعة لم تعد تابعة لقوات النظام، بل باتت ذراعاً إيرانية”، وهدف إيران السيطرة على الجنوب السوري كله”، وتشير المعطيات إلى أن الجانب الإيراني يسعى إلى تحقيق العديد من المكاسب من خلال تغلغل المليشيات التابعة له وأبرزها الفرقة الرابعة، في جنوب سورية، فهو يريد أن يكون اللاعب البارز على الحدود مع الأردن وفلسطين المحتلة، في سياق سياسة إيرانية باتت واضحة لترسيخ نفوذ طهران في الإقليم، وخلق وقائع على الأرض لا يمكن تجاوزها في أي تسويات سياسية مقبلة تخص الملف السوري، بحسب تقرير في صحيفة العربي الجديد.

الأيام السورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.