أول مؤتمر سياسي معارض في السويداء يطالب برحيل السلطة وتطبيق القرار 2254

بدعوة من حزب اللواء السوري، العامل في محافظة السويداء جنوب سوريا، وبدعم كتل ونخب سياسية من أهالي المحافظة، شهدت مدينة السويداء أول مؤتمر معارض من نوعه يطالب بالحل السياسي والانتقال السلمي للسلطة، ويناقش رحيل رأس النظام السوري بشار الأسد، وتطبيق القرار الأممي 2254.
وحزب اللواء السوري هو حزب سياسي، من أهالي محافظة السويداء، يطالب برحيل النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، ويعتمد على العمل المدني في دعم قضيته وأهدافه، وله جناح عسكري من أبناء المحافظة، يتمثل بـ «قوة مكافحة الإرهاب» والتي أعلنت أنها تعمل على «سد الفراغ الأمني الحاصل نتيجة تورط الأجهزة الأمنية في الفساد وتحولها من دور الحامي إلى دور الداعم للإرهاب والعصابات الإرهابية، حتى الوصول إلى حل سياسي وضمان انتقال سلمي للسلطة متوافق عليه من جميع السوريين».
ويؤكد الحزب في بيانه التأسيسي على «محاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تهدد أمن وسلامة المدنيين في الجنوب السوري وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي الذي مازال يعمل بشكل نشط في البادية السورية، ومحاربة العصابات الإرهابية التي تقوم بخطف وإرهاب المدنيين في داخل السويداء والتي يحمل معظمها بطاقات أمنية من الفاسدين في أجهزة الأمن التابعة للسلطة السورية، ومحاربة تجارة المخدرات وما تسببه من أضرار كبيرة».
وعقد المؤتمر تحت عنوان «الجنوب السوري ورؤية الحل السياسي القادم لسوريا» ناقش فيه المجتمعون ثلاثة محاور رئيسية، على رأسها تردي الواقع المعيشي في محافظة السويداء والفلتان الأمني، وحصار درعا، والحل السياسي.
الأمين العام لحزب اللواء السوري مالك أبو الخير، قال في اتصال مع «القدس العربي» إن المؤتمر عقد في السويداء بالتعاون بين «حزب اللواء السوري ونخب وتكتلات سياسية في المحافظة، حيث ناقش المؤتمرون ثلاث قضايا رئيسية أولها واقع الفلتان الأمني في السويداء وتردي الأوضاع المعيشية ومن يتحمل مسؤوليتها، وتطورات درعا».
ويستمد المؤتمر أهميته، من حيث نوعيته، حيث قال المعارض السياسي إنه «أول مؤتمر سياسي لأبناء السويداء، يتم خارج سيطرة الأجهزة الأمنية وحزب البعث» مؤكداً أن المجتمعين هم شخصيات ونخب وكتل سياسية بعيدة ومستقلة عن السلطة، أعطت رأيها دون تدليس أو محاباة الأجهزة الأمنية وبدون خوف، وخرجوا بالاتفاق على رحيل رأس النظام والانتقال السلمي للسلطة».
ووفقاً للمعارض السوري أبو الخير، فقد «حمّل أغلب المشاركون، الأجهزة الأمنية والسلطة السورية التوتر الأمني في محافظة السويداء، واتهموا هذه الجهات بالوقوف وراء تقديم البطاقات الأمنية لعصابات السرقة والنهب، وتجارة المخدرات كما حملوا ميليشيات حزب الله اللبناني مسؤولية الترويج وتجارة المخدرات بالجنوب السوري».
وحيال الواقع المعيشي قال أبو الخير، «حمّل المؤتمرون المسؤولية بالكامل للسلطة السورية لجهة تردي الأوضاع، وعدم قدرتها على إيجاد حلول خلال السنوات السابقة والمرحلة الراهنة» أما بما يخص المحافظة الجارة، فقال المتحدث إن المشاركين أدانوا حصار درعا وتعدي الميليشيات الإيرانية على المدينة، كما طالب البعض منهم بالاعتصامات في مدينة السويداء، بينما طالب آخرون بعملية دعم سلمي مدني ضمن المحافظة للتأكيد على الوقوف مع أهالي درعا ومساندتهم.
وناقش المؤتمر المواجهات في درعا، وحصار أحياء درعا البلد وطريق السد، ومخيم اللاجئين في المدينة، حيث أعرب المشاركون عن «رفضهم للقصف المستمر والحصار من قبل الميليشيات الإيرانية لمحافظة درعا، وأكدوا أنه في حال تم اقتحام واحتلال درعا البلد من قبل الإيرانيين فإن السويداء ستكون الخطوة التالية لهم، كما أكدوا أن درعا والسويداء في خندق واحد ضد عدو واحد». وإزاء مخرجات المؤتمر قال الأمين العام للحزب أن «الغالبية اتفقوا على عملية الانتقال السلمي للسلطة وإنهاء حالة الحرب الموجودة في البلاد، كما طالبوا برحيل النظام السوري، وتنفيذ القرار الأممي 2254».
وذكر البيان الختامي للمؤتمر، أن إيران اشترت العديد من الأراضي في السويداء كمنطقة «الدياثة» وأراضي في قرية رشيدة ومطار خلخلة العسكري، وغيرها من الأراضي، فضلاً عن الأبراج التي شيّدت وسط المدينة بتمويل السفارة الإيرانية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.