اتفاق درعا البلد جنوب سوريا: ضمانات روسية بالإفراج عن 500 معتقل من سجون النظام

شرعت قوات النظام السوري الأربعاء، بتنفيذ الاتفاق الذي أبرم أول أمس بعد جولة مفاوضات عقدها وفد روسي مع اللجنة المفاوضة باسم مدينة درعا، ولجنة النظام الأمنية، وذلك في أعقاب فشل قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد وميليشيات إيرانية ولبنانية في اقتحام درعا البلد، بعد نحو ثلاثة أشهر من حصار أحياء درعا البلد وطريق السد ومخيمات اللاجئين.

المحاميد لـ «القدس العربي»: الحل دخل حيز التنفيذ ويضم 4 بنود موزعة على مراحل

وقال عضو لجنة التفاوض وأحد أبرز وجهاء درعا، أبو علي المحاميد لـ «القدس العربي» إن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يضم أربعة بنود أساسية موزعة على عدة مراحل. وأوضح المتحدث أن المرحلة الأولى تشمل «وقف إطلاق النار الذي بدأ أمس، ولا يزال مستمراً، وتضم المرحلة الثانية دخول الشرطة العسكرية الروسية بمرافقة عناصر الأمن الذين يقومون بالتسويات، وهو ما بدأ صباح الأربعاء حيث أنشئ مركز خاص بالتسوية وهناك 34 شخصاً مطلوبون للنظام قاموا بتسوية وضعهم وتسليم سلاحهم الخفيف».
وينتظر الخميس إجراء عمليات «تفتيش ومعاينة للبطاقات الشخصية لكافة أهالي البلد، من أجل التأكد من عدم وجود غرباء هو بند لا مانع منه لأنه لا يوجد لدينا غرباء في درعا البلد، على أن تشهد المدينة يوم الجمعة، وفقاً للاتفاق، انتشار أربع نقاط أمنية، متفق عليها، وهي نقاط وليست حواجز، وقد حددنا أماكنها، وبعدها مباشرة سينسحب الجيش من طوق درعا وتفتح المعابر كاملة وتعود الحياة إلى طبيعتها». وأكد المحاميد على وجود ضمانات روسية من أجل الاستمرار في تطبيق الاتفاق، وقال «روسيا تريد الخلاص والخروج من المأزق في درعا».
وحول ملف المعتقلين، أوضح عضو لجنة التفاوض أن الجانب الروسي تعهد بإطلاق سراح عشرات المعتقلين من سجون النظام، وقال «ملف المعتقلين لم يهمل ولكن بعد الانتهاء من الاتفاق هذا، سيتم الإفراج عن 500 معتقل من أبناء محافظة درعا، وقد أخذنا عهداً من الروس بالإفراج عن المعتقلين». وقال «هذا الملف لن نتجاوزه وسنبقى نطالب به حتى آخر معتقل في سجون النظام».
وكتب المحاميد على صفحته الشخصية، عبر موقع فيسبوك «استطعنا أن نصمد أمام قوات مجحفلة من الميليشيات التابعة لإيران والنظام كانت تريد دخول درعا البلد والسد والمخيمات والتنكيل بأهلنا. تحملنا من القصف ما لم نشهده خلال العشر سنوات الماضية صبرنا على الحصار ما يزيد عن شهرين.
ولكن الله كان معنا ولقد منعنا هذه المليشيات الطائفية المشحونة وأفشلنا خطة إيران بالسيطرة على درعا، ولقد توصلنا إلى أتفاق يحفظ كرامتنا ويحقن دم شبابنا».
وأضاف في بيان له الأربعاء «نحن مواطنون سوريون نعيش في سوريا وضمن الدولة السورية ونتعامل مع مؤسسات الدولة رغم اختلافنا السياسي مع النظام. وهذا لا يمنع أن نتعامل مع مؤسسات الدولة».
وقال «نحن ننبذ الإرهاب بكل أشكاله، سوريا هي وطننا ولن نتخلى عنها وسندافع عنها لأن الأوطان باقية والأنظمة زائلة مهما طال الزمن أو قصر، ولن تتغير مواقفنا من الثورة السورية التي قدمنا فيها الدماء والارواح، حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة». ودخل صباح الأربعاء إلى درعا البلد، ضباط روس وأعضاء اللجنة الأمنية، وعلى رأسهم اللواء حسام لوقا والعميد لؤي العلي، من أجل إجراءات التسوية».
الناطق باسم لجنة التفاوض في درعا عدنان المسالمة كتب على صفحته، أنه تم التوافق بين وجهاء حوران واللجنة المركزية في المنطقة الغربية والفيلق الخامس ولجنة درعا البلد من جهة، واللجنة الأمنية من جهة أخرى، على الوقف الفوري لإطلاق النار وبضمانة الجانب الروسي، مضيفاً «الاتفاق على دخول دورية للشرطة العسكرية وتمركزها في درعا البلد، وفتح مركز لتسوية أوضاع المطلوبين وأسلحتهم، ونشر أربع نقاط أمنية، إضافة إلى معاينة هويات المتواجدين في درعا البلد، لنفي وجود غرباء، كما شمل الاتفاق أيضاً فك الطوق عن محيط مدينة درعا، وإدخال الخدمات إلى درعا البلد، وإعادة عناصر مخفر الشرطة، حيث سيبدأ العمل على إطلاق سراح المعتقلين، وبيان مصير المفقودين، عقب مضي خمسة أيام على تطبيق الاتفاق».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.