روسيا تطالب الفيلق الثامن بالتفكك وتسليم السلاح في ريف درعا بعد هروب قائده إلى الأردن

قتل ستة أشخاص، بينهم مدنيون، الإثنين في انفجار سيارة مفخخة في مدينة عفرين في شمال سوريا، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وشاهد مصور وكالة «أ ف ب» الفرنسية في المكان عناصر من الدفاع المدني يخمدون الحريق الذي اندلع في السيارة المتفحمة، وآخرين ينقلون مصاباً إلى سيارة الإسعاف فيما تجمع عشرات الأشخاص حولهم، ومنهم من عمل على إزالة بضائع تناثرت على الطريق.

وتشهد مدينة عفرين ومناطق أخرى واقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في شمال سوريا بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات ودراجات مفخخة، ونادراً ما تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. وغالباً ما تتّهم أنقرة المقاتلين الأكراد الذين تصنّفهم «إرهابيين» بالوقوف خلفها. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «التفجير بالسيارة المفخخة وقع قرب مقر لفصيل جيش الإسلام وعلى مقربة من سوق للخضار» في المدينة.
وأسفر التفجير عن مقتل ثلاثة مدنيين ومقاتل على الأقل من «جيش الإسلام» وشخصين لم يتم تحديد هويتهما. كذلك، أصيب 12 آخرون من مدنيين ومقاتلين، بينهم طفلان، بجروح. وأفاد المرصد عن اعتقال الشرطة المحلية لشابين «يشتبه بتورطهما في تنفيذ التفجير». ويقيم في عفرين الآلاف من مقاتلين معارضين ومدنيين تم اجلاؤهم من مناطق سورية عدة اثر سيطرة قوات النظام عليها، على غرار مقاتلين من فصيل «جيش الإسلام» الذي كان يعد الأقوى في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة سابقاً قرب دمشق

درعا

رفع الجيش الروسي الغطاء عن مجموعاته المحلية في ريف درعا الشرقي، وطالبها بتفكيك الفيلق الثامن وتسليم السلاح الذي بحوزة المقاتلين التابعين للفيلق إلى قيادة اللواء في مدينة بصرى الشام شرقي درعا، بينما هددت قوات النظام السوري بقصف بلدات شرقي درعا واقتحام المنطقة، ما لم يجر المطلوبون من عناصر اللواء الثامن تسويات أمنية، أو يرحلون من بلداتهم إلى الشمال السوري.
مصادر مطلعة قالت لـ«القدس العربي» إن الشرطة العسكرية الروسية طالبت الاثنين قيادة المجموعات التابعة للواء الثامن المدعوم من قبلها في بلدات صيدا والنعيمة وكحيل، تسليم أسلحتهم لقيادة اللواء، وذلك خلال اجتماع عقد بعد ظهر الاثنين، حضره ضباط من الجيش الروسي مع قيادات من اللواء الثامن على رأسهم علي باش في مدينة بصرى الشام. وأوضح المصدر، أن الاجتماع جاء بطلب من الشرطة الروسية، وذلك عقب خروج اللجنة الأمنية التابعة للنظام من مركز التسوية في بلدة صيدا.
المتحدث باسم تجمع أحرار حوران أيمن الحوراني قال لـ «القدس العربي» إن هذه التطورات بدأت بالظهور منذ خروج قائد اللواء الثامن أحمد العودة قبل أيام، إلى الأراضي الأردنية بشكل سري، عبر معبر نصيب الحدودي، وذلك تزامناً مع وصول عمليات التسوية وتسليم السلاح إلى مناطق نفوذه شرق درعا الأمر الذي زاد من علامات الاستفهام حول مستقبل اللواء وعناصره. ونقل المتحدث عن قيادي في اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم روسياً، قوله إنّ اللواء في طريقه للتفكك، معتبراً أن جميع المؤشرات الحالية في المنطقة الشرقية من محافظة درعا، تدلل على حلّه خلال المرحلة القادمة، وخصوصاً بعدما وصلت عمليات التسوية إلى مناطق نفوذه، والتي شملت مجموعات تابعة له في عدة مناطق.

النظام… و«المطلوبون»

وقال القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إنّ النظام يرفض وجود اللواء الثامن وأي تكتلات عسكرية خارج ملاكه، لاسيما اللواء الذي اعتبره عثرة كبيرة أمام تنفيذ مشاريعه في المحافظة، خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث طلب حليفه الروسي إنهاء هذا الملف. وكشف المصدر عن احتمال تحويل تبعية اللواء إلى شعبة المخابرات العسكرية، وخصوصاً أن جميع ملفات عناصره تحولت إلى شعبة المخابرات، أو إمكانية دمجه في جيش النظام، مشيراً الى أنّ الأمور ما زالت غير واضحة.
من جانبها، هددت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري، بقصف بلدات النعيمة وصيدا شرق محافظة درعا، ما لم يجر المطلوبون من عناصر الفيلق تسوية جديدة، أو يقبلون بالتهجير إلى الشمال السوري، حيث استقدمت هذه الأخيرة أمس تعزيزات عسكرية إضافية، تشمل 50 حافلة عسكرية محملة بالميليشيات، وصلت إلى جسر بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي.
مصادر محلية أكدت أن المطلوبين في بلدتي صيدا والنعيمة، أصروا على رفض تسليم أسلحتهم، أو إجراء أي تسوية جديدة، رغم تعهد وجهاء الريف الشرقي للجنة الأمنية التابعة للنظام السوري بإجراء عمليات تسوية شاملة لبلدات صيدا والنعيمة وكحيل وذلك في مبنى المجلس البلدي في بلدة صيدا.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.