شمال سوريا: قصف للقوات الروسية يتسبب في مجزرة مروعة تنهي حياة عائلة كاملة

ارتكبت قوات الحلف السوري – الروسي مجزرة بشعة بحق المدنيين العزل في ريف إدلب شمال غربي سوريا، انتهت بمقتل 5 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأة كما خلفت 6 مصابين وهناك عالقون تحت الأنقاض، أغلبهم من عائلة واحدة.
وقال الناشط الإعلامي محمد الخطيب من ريف إدلب لـ «القدس العربي» إن مجزرة مروعة راح ضحيتها عائلة كاملة من أهالي ريف حلب النازحين إلى محافظة إدلب، وهم رجل وزوجته وأطفاله وابن أخيه، وأصيب 6 آخرون، نتيجة استهدافهم بعدة غارات متتالية بصواريخ شديدة الانفجار في مزرعة قرب معرة مصرين شمالي إدلب.
وقال الدفاع المدني السوري إن المقاتلات الحربية الروسية استهدفت الخميس، مزرعة لتربية الدواجن يقطنها نازحون على أطراف مدينة معرة مصرين شمال إدلب، حيث انتشلت فرق الدفاع المدني السوري جثامين القتلى من تحت الأنقاض وأسعفت المصابين إلى مشافي مدينة إدلب.
ووثّق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية نتيجة الضربات الجوية الروسية على أطراف بروما ومفرق الهباط في ريف إدلب الشمالي إلى 5 قتلى مدنيين وهم ثلاثة أطفال ومواطنة ورجل، مؤكدين ارتفاع حصيلة الجرحى إلى 10 بعد وصولهم إلى النقاط الطبية في المنطقة بشكل متتالٍ، في حين استمر الطيران الروسي في التحليق في أجواء المنطقة.
وتعرضت المنطقة ذاتها لسلسلة من الغارات الجوية الروسية خلال شهر تشرين الأول الماضي، عبر هجمات شبه يومية وبأسلحة متطورة دقيقة، استهدفت منازل المدنيين وخيامهم والمرافق الحيوية والمنشآت الخدمية، في سياسة ممنهجة، وتأتي في إطار سياسة منع الاستقرار، وفي وقت تروج فيه قوات النظامين السوري والروسي لهجوم عسكري جديد على المنطقة، ما ينذر بكارثة إنسانية تزيد معاناة المدنيين في شمال غربي سوريا وتهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني لاسيما أنه طال منطقة الشريط الحدودي المكتظة بمخيمات النازحين والتي باتت الملاذ الأخير لأكثر من 1.5 مليون مدني.
وتسببت الهجمات بوقوع قتلى وجرحى مدنيين، لاسيما في المنطقة المستهدفة والتي تضم مخيمات النازحين الذين هجروا مرارًا خلال السنوات السابقة من مدنهم وقراهم، نتيجة القصف والحملات العسكرية. وتشهد بلدات وقرى ريف إدلب قصفاً برياً وجوياً مكثفاً من قبل قوات الحلف السوري – الروسي منذ مطلع شهر حزيران الماضي، على الرغم من اتفاق التهدئة الروسي – التركي القاضي بوقف الهجمات والعمليات القتالية في المنطقة منذ شهر آذار/مارس من العام الماضي.
ومنذ بداية الحملة العسكرية الأخيرة في شهر حزيران 2021 استجابت فرق الدفاع المدني السوري لأكثر من 700 هجوم جوي ومدفعي من قبل قوات النظامين السوري والروسي والميليشيات المحلية والأجنبية الداعمة لهم، حيث فقد أكثر من 155 حياتهم، بينهم 55 طفلاً، و24 امرأة، فيما تم إنقاذ وإسعاف أكثر من 400 شخص أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات.
في غضون ذلك، شهدت محاور القتال على جبهات إدلب اشتباكات متقطعة، أسفرت عن خسائر بشرية لقوات المعارضة والنظام. وقالت مصادر محلية ان عنصراً من قوات النظام لقي مصرعه على محور سراقب، كما قتل عنصر من فصائل المعارضة خلال الاشتباكات.
كما شهدت محاور التماس في منطقة الفطيرة جنوبي إدلب، ومحيط سراقب مواجهات متبادلة بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، بين قوات النظام والميليشيات الداعمة لها من جهة، وقوات المعارضة المنتشرة في المنطقة من جانب آخر، وذلك بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، كما قصفت قوات النظام مناطق في محيط قرية كفرنوران في ريف حلب الغربي، ومناطق أخرى في سهل الغاب شمال غربي حماة ومحور كبانة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد استهدفت قوات المعارضة بقذائف صاروخية مواقع قوات النظام في تلة البركان شمال اللاذقية، ومحور الشيخ عقيل وأورم الصغرى غرب حلب، محور قرية الدار الكبيرة، وقرية الطلحية في ريف إدلب.
وقتل وأصيب 10 عناصر من قوات النظام ومليشيات «الدفاع الوطني» الرديفة والفيلق الخامس، بهجمات متفرقة لتنظيم «داعش» الخميس، على ريف حماة، مهد لها عناصر التنظيم بقصف صاروخي، وذلك بعدما عاودت الطائرات الحربية الروسية التحليق في أجواء البادية السورية، عقب غياب لعدة أيام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 3 طائرات حربية تتناوب على استهداف مناطق انتشار تنظيم «داعش» في بادية آثريا ومثلث حلب-حماة-الرقة، إضافة لبادية تدمر في ريف حمص الشرقي، بغارات مكثفة بلغت أكثر من 25 غارة، وذلك وسط اشتباكات بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها، وعناصر التنظيم في بادية تدمر.
تزامناً، انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون، لحظة مرور رتل لقوات النظام على أطراف مدينة الحراك في ريف درعا الشرقي، ولم ترد مـعلومات عن سقوط خسـائر البشرية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.