ثبات عسكري لواشنطن في سوريا.. رسالة إلى تركيا أم روسيا؟

لا يزال الغموض يخيم على مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، ما بين التهديدات التركية لضرب المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبين وعود واشنطن وموسكو بلعب دور الضامن للمنطقة.

وجددت الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا دعمها لمناطق شمال شرقي سوريا وتعزيز وجودها العسكري لمحاربة تنظيم “داعش”.

وأكدت سفارة واشنطن في سوريا، عبر تغريدة في موقع تويتر، استمرارية تواجد القوت الأميركية في شمال شرقي سوريا.

مشيرة إلى أن “داعش” لا يزال يتشكل تهديدا مباشرا للشعب السوري ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

وبهدف القضاء على التنظيم، أوضحت السفارة أن بلادها ستحافظ على الوجود العسكري في سوريا.

لافتة إلى أن «الشعبين السوري والأميركي لا يستحقان أقل من ذلك».

واشنطن في سوريا.. الوجود الأميركي مستمر

الباحث والسياسي، الدكتور إبراهيم مسلم، يرى أن الأزمة السورية وصلت إلى طريق مسدود، وكل الجهود الدولية لحل هذه الأزمة تصب في خدمة دمشق أكثر من خدمة السوريين، وما دام هناك احتمال عودة “داعش”، فضلا عن وجود تنظيمات إرهابية في سوريا، فالتواجد العسكري الأميركي سوف يستمر.

ويشير مسلم، إلى أن الوجود الأميركي هو رسالة ضد روسيا وإيران، وأن الانسحاب الأميركي من المنطقة- في حال تم- سيؤثر على الإدارة الذاتية بالدرجة الأولى، الأمر الذي سيدفعها بقبول شروط الحكومة السورية.

وسبق أن شدد مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، على أن مهمة بلاده في أفغانستان انتهت.

مؤكدا أنها لا تزال مستمرة في سوريا والعراق.

وهذا ما أكدته رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، إلهام أحمد، في تشرين الأول أكتوبر الماضي.

مشيرة إلى أنه «ستبقى واشنطن في سوريا للقضاء على تنظيم “داعش”، ودعم البنية التحتية في شمال شرقي البلاد»، بحسب ما صرحت به لوكالة (رويترز).

رسالة مبطنة

يأتي تأكيد واشنطن على استمرارية وجودها في شمال شرقي سوريا.

في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لإبراز موقفها كلاعب أساسي لضمان الاستقرار في سوريا.

وفي مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، كشف المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، أن الرئيس الأميركي جو بايدين لم يمنح تركيا الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية جديدة في شمال شرقي سوريا.

الوساطة الروسية

يأتي كل ما سبق تزامنا مع حالة التوتر التي تشهدها المنطقة على خلفية التهديدات التركية الأخيرة لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا.

إذ أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في وقت سابق، أن بلاده مستعدة لإبداء وساطة مع أنقرة لتفادي عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا.

مشددا على أن موسكو «تعارض تجدد أي أعمال قتالية في سوريا».

وكان قد شدد بوغدانوف على متانة العلاقات التي تربطهم مع السوريين، بمن فيهم «الإدارة الذاتية»، على حد وصفه.

الحل نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.