سوريا: القوات الكردية تقتحم سجنا يتحصن فيه عناصر تنظيم «الدولة»

بدأت القوات الكردية عملية اقتحام لسجن الحسكة حيث يتحصن عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من ثلاثة محاور بعد إتمام السيطرة على المباني المحيطة به وقصفها من قبل طيران التحالف، وسط قلق أممي ومنظمات إنسانية على مصير 700 طفل داخل السجن، وعمليات نزوح جماعي لعشرات آلاف المدنيين من المدينة فراراً من جحيم الاشتباكات المستمرة منذ 4 أيام.
ونقل الصحافي زين العابدين العكيدي، في تصريح خاص لـ”القدس العربي” عن مصادر محلية أن “الاشتباكات باتت متقطعة، وتتركز داخل ومحيط مبنى السجن الرئيسي، وفي بعض الجيوب داخل مباني السجن التي تبقى فيها أفراد”. وحذر من أن هناك أنباء عن نية عدد من قادة “قسد” إعدام سجناء. وبعد أيام من الصدام بين الطرفين أوقعت وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” 154 قتيلاً، دفعت الاشتباكات المستمرة منذ الخميس نحو 45 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في مدينة الحسكة، وفق ما أحصت الأمم المتحدة الإثنين.
وأفاد المرصد الإثنين عن إدخال وحدات من قوات الأمن الكردية وقوات مكافحة الإرهاب في قوات سوريا الديمقراطية “عربات مدرعة إلى ساحة سجن غويران”. وقال المتحدّث باسم “قسد” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، فرهاد شامي، لوكالة فرانس برس “داهمت قواتنا أحد المهاجع حيث كان يتحصّن معتقلو داعش ويواصلون عمليات العصيان”. وسلّم العشرات من عناصر التنظيم أنفسهم داخل السجن وفي محيطه، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، لافتاً الى أن “سجناء التنظيم باتوا محصورين في الجزء الشمالي من السجن”.
وأدّت الاشتباكات العنيفة إلى فرار مجموعة من السجناء لم يتسن التأكد من عددها. وذكرت وكالة أعماق (الذراع الدعائية للتنظيم) أن عددهم 800، بينما أكد المرصد ما أعلنه التنظيم لناحية سيطرة المهاجمين والسجناء على مخزن أسلحة كان موجوداً داخل السجن.
وهناك قلق أممي كبير على مصير مئات من الأطفال. وحسب منظمات إنسانية دولية والأمم المتحدة، فإن أكثر من 700 من الأطفال والقصّر ممن انضووا سابقاً في صفوف التنظيم، كانوا معتقلين في السجن المكتظ.
ويبدو أن عملية اقتحام سجن غويران الذي سيطر عليه مقاتلون من تنظيم “الدولة” قد تشهد صعوبات بسبب احتجاز رهائن من “قسد”، رغم أن مسار الأحداث يشير لاحتمالية إنهاء الاستعصاء في الساعات المقبلة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.