سوريا: وساطة روسية لدعم دور القوى الكردية في عملية «الإصلاح الدستوري» في جنيف

رحبت الإدارة الذاتية، أمس الجمعة، بالوساطة الروسية، حول مشاركة ممثلي القوى الكردية في عملية الإصلاح الدستوري، وذلك بعد لقاء بين وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد ونائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، الذي أعاد تكرار تصريحاته بشأن دور ممثلي قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في المسار السياسي واعتباره «حاجة» ملحة في هذه المرحلة. وقالت الإدارة الذاتية، الجمعة، إن تصريحات نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، تعبر عن حقيقة الحاجة السورية في هذه المرحلة.
والخميس، قال بوغدانوف، إن مشاركة ممثلي الكرد ضرورية في عملية الإصلاح الدستوري في سوريا. ونشرت الإدارة على صفحتها الرسمية، أن «تصريحات بوغدانوف حول موضوع اللجنة الدستورية في سوريا وتطرقه لضرورة مشاركة مناطق الإدارة الذاتية فيها، تعبر عن حقيقة الحاجة السورية في هذه المرحلة كما في المراحل الأخرى السابقة».
واعتبر البيان أن «هذه التصريحات تتفق مع رؤية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حول ضرورة رؤية الواقع السوري كما هو؛ مع ضرورة مشاركة كل السوريين بكافة مكوناتهم في عملية الحل والحوار السوري والمشاركة في لجنة صياغة دستور الذي يعبر عن حاجة السوريين ويضمن لهم مستقبلاً عادلاً ومتساوياً» مشيرة إلى أنها «تصريحات إيجابية ومشجعة فإننا نجدد موقفنا في استعدادنا التام لأية جهود تضمن تحقيق الحل والتوافق السوري». واعتبرت الإدارة أن «لروسيا دوراً مهماً في هذا الإطار ونرحب بدورها الضامن لكل الجهود السورية التي تفضي إلى الاستقرار وأية جهود أخرى لكل من يريد المساهمة في هذا المجال» مشددة «تأكيدها التام كمكونات شمال وشرق سوريا على أنهم ليسوا مع أي مساس بالوحدة السورية لا الجغرافية ولا المجتمعية».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد أكد الخميس على ضرورة مشاركة ممثلي الأكراد في عملية الإصلاح الدستوري بسوريا، وقال في حديث لـRT: «إذا كنا نتحدث عن الإصلاح الدستوري، فنحن ندعم مشاركة ممثلي السكان الأكراد أيضاً في العملية، وذلك سيحول دون أي اتهامات بالانفصال». وأضاف «لذا ندعم أن يجد السوريون، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو العرقية، حلولاً وسطى في علاقاتهم، استنادا إلى مبادئ الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية».
وأشار بوغدانوف إلى أن «بعض التشكيلات الكردية، مثل مجلس سوريا الديمقراطية، تسيطر على مناطق شاسعة جداً شرق الفرات بالاعتماد على الوجود الأمريكي، وذلك يثير قلقنا لأننا ندعم دائماً سيادة ووحدة سوريا وسلامة أراضيها». وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، قد أشار إلى إمكانية عقد جولة جديدة من محادثات اللجنة الدستورية السورية في شهر آذار/مارس المقبل.
وبعد محادثات مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قال بيدرسن لصحيفة «الوطن» المحلية: «بعد محادثاتي اليوم يمكنني أن أقول إنني أكثر تفاؤلاً بأنه ستكون هناك جولة سابعة من المحادثات لإنجاز مسودة دستور في وقت ما في آذار/مارس المقبل».
بوغدانوف كان قد تحدث منذ أكثر من عامين عن ضرورة مشاركة الكرد السوريين في التسوية السياسية، رافضاً سلوك «تنفيرهم وإقصائهم» منها والذي قد يعزز المزاج الانفصالي لديهم، على حد تعبيره. وقال بوغدانوف إن «السؤال الذي وقف دائماً أمامنا، وأمام الكرد أنفسهم وأمام كل المشاركين في العملية السياسية: كيف سيتم تمثيل مصالح الكرد ومن سيقوم بذلك؟ عندما يدور الحديث عن العملية السياسية ووضع الخطوط العريضة لمشروع الدستور، فمن المنطقي والصحيح، أن يشارك ممثلو الكرد في هذا العمل. لا يجوز تنفيرهم لأن ذلك يشجع المزاج الانفصالي بينهم. هذا موقفنا منذ البداية».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.