خبراء لـ «القدس العربي»: كيف يستطيع النظام السوري دعم روسيا عسكرياً؟

بينما شجبت دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الغزو الروسي لأوكرانيا، سارعت بعض الأطراف إلى دعم وتأييد موقف موسكو في حربها على كييف، ومن بينها النظام السوري، الذي أطلق مراراً وتكراراً مواقف داعمة لهذه العملية، على لسان مسؤوليه، وكان آخرها الاثنين، حيث كررت المستشارة الخاصة لدى رئاسة الجمهورية، لونا الشبل، ما قاله رأس النظام السوري بشار الأسد قبل أيام، إزاء دعم العملية العسكرية الروسية والغزو على أوكرانيا.

وفي موقف سوري معروف، قالت الشبل، في تصريح لوسائل إعلام روسية «ندعم هذه العملية العسكرية، ومسار العمل العسكري لا يمكن الحديث عنه دون رؤية كل ما سبقه من عمل سياسي ودبلوماسي».
وزعمت أن موسكو «لم تلجأ لهذه العملية العسكرية إلا بعد أن استنفدت كل الفرص ووصل التهديد والخطر العسكري على روسيا إلى خطر قاتل». وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد، قد أعرب الجمعة، عن دعمه للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويرى بعض المحللين العسكريين والخبراء، أن قرار النظام السوري حول دعم العملية العسكرية الروسية على كييف، يثير «السخرية» لجهة قدرته على دعم روسيا، ولكون وجوده مرتبطاً أصلاً بالحماية الروسية. وتدعم روسيا النظام السوري منذ سنوات، بينما يعتمد الأخير على موسكو، من أجل حمايته والبقاء في سدة الحكم.
ويرى الخبير في الشؤون السورية – الروسية، البروفيسور محمود حمزة أن تصريحات النظام السوري حول الغزو لأوكرانيا «غير مستغربة» كما أنها «مثيرة للسخرية، لأن النظام السوري، عاجز في الأصل عن تقديم أي شيء». ويقول حمزة لـ «القدس العربي»: ما يمكن أن يقدمه النظام السوري يتمثل في إرسال بعض المجموعات من المرتزقة للقتال في أوكرانيا، فالنظام وفق قوله «هزيل محتاج لكل أنواع المساعدات، وهو يمكن أن يقدم مساعدة في هذا الإطار فقط».
ويضيف «لدى النظام السوري طرق خبيثة في الالتفاف على العقوبات، وورسيا ليست أقل منه، فهي تعرف كل الملاذات وهم حلفاء وعندهم سجل معروف في الالتفاف على العقوبات الدولية».
ويعتبر مصدر عسكري واسع الاطلاع أنه لا يمكن للنظام السوري أن يدعم الروس اقتصادياً أو عسكرياً، إلا عبر إمداده بالمقاتلين عن طريق عقود مدنية، أو تحت اسم شركات خاصة «الفاغنر» للقتال في أوكرانيا، عازيا السبب إلى أن «النظام لا يملك سلاحاً، ومصدر السلاح بالنسبة له، هو روسيا، وكل عرباته قديمة تعود إلى الحرب العالمية الثانية، مثل بي ام بي نسخة أولى قديمة، ودبابات تي 55، وت 55 معدل، و ت 62، وت 72 نسخة بي» وغير ذلك.
ووفقاً للمتحدث لـ «القدس العربي» فإن النظام يمكن له أن يدعم عسكرياً بالمقاتلين فقط، ويعود ذلك إلى تشكيله «فيلق اسمه الفيلق الخامس، وهو عبارة عن 3 فرق، وهم الفرقة 25 والثامنة والسادسة، ومعه الفرقة 30 حرس جمهوري، إضافة إلى 7 ألوية اسمها ألوية الاقتحام وهم موزعون في البادية والساحل، على كل الجبهات على امتداد الجغرافية السورية». ويقول «لدى النظام السوري نظام عقود، ولديه عدة مراكز للانتساب، أحدها في معرشورين، ومركز داخل الفرقة 11 بمركز دورة الأغرار، وآخر في مدينة السويداء».
ويمكن لموسكو أن تستفيد من النظام السوري، عبر استغلال «فقر الشعب وحاجتهم، وتجنديهم تحت اسم الشركات الخاصة الفاغنر، أو العقود المدنية، وهي عقود تجرد المتطوعين من أي حق، ولا يتم الاعتراف بجثة المتطوع، كما أنه يحرم من أي نوع من التعويضات» مقابل رواتب مغرية نسبياً. وبعد قبول المتطوعين وتجنيدهم، يمكن لهؤلاء تلقي بعض التدريبات العسكرية «في معسكر خاص في ريف اللاذقية الشمالي، وهو «معسكر تابع للحرس الجمهوري» وفقاً للمصدر. ويمتلك النظام السوري، مدافع قديمة.
ويمكن تصنيف تصريحات النظام السوري حسب الخبير السياسي، محمد العطار، ضمن مساعي دمشق لإثبات الولاء للروس ولبوتين على وجه التحديد، وذلك لعدة اعتبارات من أبرزها، خضوع النظام للوصاية الروسية، واعتماد الأسد على دعم بوتين في قمع الثورة في البلاد مقابل عقود استثمار طويلة الأمد وامتيازات نفطية.
وأضاف العطار لـ «القدس العربي»: «الجيش الروسي حمى النظام السوري من السقوط، كما استخدم بوتين النفوذ الدولي الروسي لعرقلة القرارات الدولية لتحقيق انتقال سياسي، علاوة على تمييع المفاوضات في المحافل الدولية، وفي المقابل لعب النظام السوري دوراً استراتيجياً في إيصال الجيش الروسي للمياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط، وإقامة قاعدة حميميم الكبرى لروسيا في عموم الشرق الأوسط».
ويرى الخبير أن النظام السوري قد يلجأ إلى نقل مجموعات قتالية محلية غير رسمية للقتال في أوكرانيا تحت قيادة قوات فاغنر الروسية غير القانونية، كذلك قد يتكفل النظام السوري بدفع التكاليف لتلك القوات لتخفيف الأعباء عن الخزينة الروسية التي باتت تحت دائرة العقوبات الغربية.
في غضون ذلك، ذكر موقع «صوت العاصمة» الإخباري المحلي، أن روسيا بدأت بعملية تجنيد المزيد من المرتزقة في عدّة محافظات سوريا، تمهيداً لنقلهم إلى القواعد الروسية في أوكرانيا.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.