احتكاك بين حلفاء أميركا وروسيا شمال شرقي سوريا

شنّت قوات حكومية سورية هجوماً بالأسلحة الرشاشة على نقطة عسكرية تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، في قرية كوزلية بريف بلدة تل تمر الواقعة أقصى شمالي محافظة الحسكة أسفرت عن مقتل ضابط وجندي من القوات الحكومية وسقوط اثنين من قوات «قسد».

وقال قيادي في «مجلس تل تمر العسكري» المنضوي تحت راية «قسد» بأن قوات حكومة دمشق نفذت «هجوماً استفزازياً ضد القوات في محيط قرية كوزلية الواقعة غربي بلدة تل تمر، فردت قواتنا على الفور على هذا الهجوم، وعلى إثرها استشهد اثنان من مقاتلينا وجرح مقاتل آخر، في حين قُتل جنديان من قوات النظام، وأصيب اثنان آخران»، وأدّت الاشتباكات التي وقعت الثلاثاء بين الجانبين إلى سقوط 4 قتلى، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، وأشار القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أو صفته، إلى أن قيادة القوات «تتابع التحقيق لتوضيح سبب هذا الحادث الخطير، وعلى أساس نتائج التحقيقات سنتخذ الإجراء اللازم».

بدورها، أكدت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) وقوع الحادثة، ونقلت عن مصدر عسكري في وزارة الدفاع، «حاولت دورية للاحتلال الأميركي ترافقها مجموعة من مسلحي ميليشيا (قسد) الدخول بين نقاط الجيش العربي السوري في قرية كوزلية، فمنع عناصر الجيش الدورية من الدخول بين النقاط وأجبروها على العودة»، واتهمت قوات «قسد» بالهجوم على الموقع المذكور، «بنيران الرشاشات وقذائف الهاون؛ ما أدى إلى استشهاد عسكريين اثنين أحدهما ضابط».

وتنتشر القوات الحكومية في ريف بلدة تل تمر وناحية أبو راسين ومنطقة زركان بريف الحسكة الشمالي على طول خطوط التماس، الفاصلة بين الجيش التركي وفصائل معارضة موالية لها من جهة، وقوات «قسد» من جهة ثانية منذ نهاية 2019 بحسب اتفاق أبرم بعد عملية «نبع السلام» التركية بين موسكو وأنقرة، ونادراً ما تقع اشتباكات بين هذه الجهات، وتدعم واشنطن قوات «قسد» العربية – الكردية التي تسيطر على مركز البلدة وقسم من ريفها الجنوبي والشرقي، في حين تدعم تركيا فصائل سورية مسلحة تبسط سيطرتها على ريف البلدة الشمالي والغربي إلى جانب مركز مدينة رأس العين، في حين تدعم الشرطة العسكرية الروسية قوات حكومة دمشق وتتمركز في قاعدة عسكرية شمالي تل تمر.

وحادثة الاشتباك بالأسلحة الرشاشة هي الأولى من نوعها بين هذه الجهات وشهدت المنطقة حالة من التوتر والتحشيد العسكري، في حين تناقلت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي بأن مشادة كلامية تحولت إلى اشتباك مسلح بين قوات الحكومة و«قسد» بعد منع عناصر الجيش السوري مرور دورية أميركية من الطريق الرئيسية لقرية الكوزلية، والتي ينتشر فيها قواتها الأمنية، تبعها تعزيزات أمنية استقدمتها قوات «قسد» إلى المنطقة خلال ساعات الليل وتبادل الطرفان النيران.

إلى ذلك، سقط قيادي في قوى الأمن الداخلي (الأسايش) وأصيب مدنيان برصاص مسلحين، بعد خروج احتجاجات مطلبية نظمها سكان بلدة أبو حمام الواقعة على بعد نحو 85 كيلومتراً عن مركز المحافظة، وطالب المشاركون بتحسين الواقع المعيشي والخدمي وتأمين مادة الخبز وتوزيع الدفعة الثانية من مستحقات وقود المازوت.

في سياق متصل؛ أصدرت لجنة المحروقات التابعة لـ«مجلس دير الزور المدني» قراراً بإيقاف توزيع المازوت المدعوم الذي يباع عبر قسائم بسعر 85 ليرة سورية (3 سنت أميركي)؛ الأمر الذي دفع أهالي دير الزور للتظاهر والاحتجاج في مناطق مختلفة.

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.