الشبان السوريون وقود روسيا في غزوها لأوكرانيا

مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وغياب المؤشرات التي تدل على قرب انتهاء الحرب، يبدو أن موسكو ذهبت باتجاه استغلال نفوذها في سوريا، لاستقطاب شبان سوريين واستخدام كـ“مرتزقة” لزجهم في حربها على كييف.

عقود للقتال في أوكرانيا

وأفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بأن وسطاء بدأوا في العاصمة دمشق، ومناطق سيطرة الحكومة السورية، لتوقيع عقود مع شباب سوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.

وبحسب تقرير الصحيفة الذي نشرته السبت، فإن: “قائمة المرشحين الجدد نحو 23 ألفاً من الشبان الذي كانوا قاتلوا إلى جانب قوات الحكومة ضمن ميليشيات جمعية البستان، التي كانت تابعة لرامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد”.

وانعكست العمليات العسكرية في أوكرانيا بشكل سلبي على العديد من البلدان، وأبرزها سوريا، لا سيما وأن كل من روسيا وأوكرانيا يعدان مصدرا أساسيا للكثير من المواد الغذائية والطاقة.

وتقول الصحيفة إن تلك الأسباب وفرت أسبابا إضافية، لـ“الاستثمار في معاناة الناس“، وفرصة لتجنيد الشبان واستغلال أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

ونقلت الصحيفة مسودة العقد الذي تم توزيعها على الشبان في دمشق، حيث يقول العقد: “سبعة آلاف دولار أميركي لكل شخص لمدة سبعة أشهر للعمل في حماية المنشآت بأوكرانيا، والشرط الأول، عدم الرجوع إلى سوريا خلال الأشهر السبعة“.

دمشق لا علاقة لها بالعقود

وتشير مسودة العقد إلى أن الحكومة السورية لا علاقة بها بهذه العقود، وفي حال مقتل المحارب ، لن يتم التعامل معه من قبل “صندوق الشهداء” في سوريا، بل هو قتيل لا يحظى بـ“أي امتيازات“.

واستغلت العديد من الدول التي تدخلت بالشأن السوري، الشبان السوريين واستخدمتهم كـ“مرتزقة“، من أجل القتال لمصالحها في حروبها الإقليمية، وأبرزها تركيا وروسيا، حيث عمدت أنقرة خلال السنوات الأخيرة إلى نقل آلاف الشبان السوريين من الشمال السوري إلى ليبيا للقتال وحماية مصالحها هناك.

ويؤكد محللون أن روسيا لا تبدي أي رغبة جدية في وقف الحرب، لا سيما وأن قواتها واصلت قصف الأراضي الأوكرانية تزامنا مع إجراء الجولة الأولى من المفاوضات، وذلك ما أكده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقالت الأمم المتحدة الأربعاء الماضي أن مليون لاجئ فروا حتى الآن من أوكرانيا إلى دول المجاورة، خلال سبعة أيام فقط، ويأتي ذلك بينما بدأت المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب روسية محتملة في أوكرانيا.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن العمليات العسكرية المستمرة في أوكرانيا، ستتسبب في نزوح 12 مليون أوكراني داخليا وهم بحاجة إلى الإغاثة.

جرائم حرب

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، قد أعلن أمس أنه سيفتح تحقيقا فوريا في جرائم حرب محتملة ارتكبتها روسيا في أوكرانيا، استجابة لطلب عدد غير مسبوق من الدول الأعضاء في المحكمة.

وقال خان في سلسلة تغريدات عبر تويتر: “لقد أبلغت رئاسة المحكمة الجنائية الدولية قبل دقائق بقراري البدء فورا في التحقيقات النشطة في الوضع بأوكرانيا، عملنا في جمع الأدلة بدأ الآن“.

الحل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.