مسؤول تابع للنظام السوري يتحدث لـ«القدس العربي» عن «شروط» التقارب مع أنقرة: انسحاب القوات التركية ووقف دعم المعارضة

أثار التزام النظام السوري الصمت حيال التصريحات التركية الأخيرة بخصوص التقارب مع دمشق والدعوات إلى تحقيق «مصالحة» بين أطراف الصراع في سوريا تساؤلات حول موقف دمشق من كل ذلك. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أغلو، قد كشف الخميس، عن لقاء قصير مع نظيره السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في العاصمة الصربية بلغراد.
وتحدث أوغلو عن تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام السوري، وشدد على دعم بلاده لذلك. في المقابل، لم يصدر عن النظام السوري أي تعليق سلبي أو إيجابي على تصريحات الوزير التركي، وهو ما يرجعه المتحدث باسم «المصالحة الوطنية» التابع للنظام السوري عمر رحمون إلى «عدم خروج اللقاءات الأمنية التي تجري على مستوى أجهزة الاستخبارات التركية والسورية منذ العام 2018 بأي نتائج يمكن البناء عليها». وفي حديثه لـ«القدس العربي» أشار رحمون إلى أن كل الاجتماعات الأمنية كانت عقيمة النتائج، ولم تخرج بشيء ولذلك لم تعلق دمشق على التصريحات الأخيرة. وبخصوص موقف النظام من التقارب مع تركيا، قال المتحدث إن «موقف دمشق أعلنه في وقت سابق «الرئيس السوري بشار الأسد»، حيث قال في إحدى المقابلات إنه «إذا اقتضت المصلحة الوطنية أن أقابل أردوغان أو من يمثله، فلن أكون مسررواً بذلك، لكن إن كان في اللقاء مصلحة وطنية فربما».
وأضاف: «من حيث المبدأ هناك رفض شعبي ورسمي للانفتاح على تركيا»، مستدركاً: «لكن ذلك لن يتحقق قبل أن يسحب الاحتلال التركي قواته من الشمال السوري، والكف عن دعم فصائل المعارضة أو المرتزقة في الشمال السوري» حسب تعبيره. وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام موالية للنظام عن أستاذ العلاقات الدولية بسام أبو عبد الله، قوله إن «متطلبات أي اتصال رسمي بين تركيا وسوريا، يحتاج إلى تعهد تركي بالانسحاب من الأراضي السورية قبل كل شيء». وأضاف لموقع «أثر برس» المقرب من النظام، أن التقارب كذلك يتطلب احترام تركيا لسيادة الدولة السورية، والامتناع عن شن أي عملية عسكرية على أراضيها.
وفي السياق ذاته، قلل مسؤول تركي من نتائج تصريحات وزير جاووش أوغلو حول الانفتاح على النظام السوري، وقال: إن «تركيا تحاول بالفعل إحلال السلام من خلال هذه الآليات الرسمية، لكن النظام يعيق التقدم كما يفعلون في اللجنة التي تعمل على صياغة الدستور».
وفي حديثه لموقع «ميدل إيست آي» استبعد المسؤول أي انفراج في العلاقات قريباً، وكذلك رأى أويتون أورهان، خبير الشرق الأوسط في «مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط» ومقره أنقرة، أن «هناك أطرافاً في كل من الحكومتين التركية والسورية تدعو إلى التطبيع وتقترح إبرام صفقة بشأن الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني وعودة اللاجئين».
وأضاف: «مع ذلك أوضح مسؤولو النظام السوري الذين تحدثوا إلى وكالة أنباء محلية هذا الأسبوع أن حكومتهم لن تلتقي حتى مع أي مسؤولين أتراك حتى تنسحب تركيا بالكامل من شمال سوريا، ولا أعتقد أن أي شخص يمكنه إيجاد حل وسط وعقد صفقة في الوقت الحالي، سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً لتقريب الخلافات بينهم بشأن حزب العمال الكردستاني واللاجئين».
وقبل أيام كشفت صحيفة تركية، عن حراك من دولة خليجية وأخرى إفريقية، لترتيب لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، وأوضحت صحيفة «تركي غازيتسي – Türkiye Gazetesi» أن تركيا عرضت تنفيذ عمل مشترك مع روسيا وإيران والنظام السوري، ضد «دولة القرصنة» التابعة لمنظمة العمال الكردستاني في شرق البلاد. لكن وزير الخارجية التركي استبعد إجراء مثل هذا الاتصال، قائلاً: «هذا ليس بوارد الآن، والرئيس أردوغان يرى أنه من المفيد إجراء محادثات استخباراتية بين مخابرات البلدين، وعقدت مثل هذه اللقاءات، لكن حدث انقطاع، وقد عادت من جديد وجرى خلالها مناقشة العديد من القضايا المهمة».

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.