السفير السوري السابق في أنقرة: دمشق «مطمئنة» بعد انضمام طهران لمسار التقارب التركي معنا

قال السفير السوري السابق لدى أنقرة نضال قبلان، إن انضمام إيران لمسار التطبيع بين أنقرة ودمشق كان برغبة الأخيرة، مضيفاً أن “انضمام طهران يكاد أن يكون شرطاً سورياً”. وتابع السفير السابق في تصريحات إعلامية له، أن انضمام إيران إلى الوساطة يعد أبرز التطورات، معتبراً أن “دخول إيران في هذا المسار سيقلص هامش المماطلة والمراوغة وعدم الالتزام لدى تركيا”، وقال إن “التجارب السابقة أكدت أن أنقرة لم تكن تنفذ التزاماتها مع دمشق وموسكو، بخصوص الوجود العسكري التركي على الأراضي السورية، وانسحاب الجماعات الإرهابية في إدلب وغيرها”.
وأضاف أن نظامه “يشعر بالطمأنينة أكثر بانضمام إيران إلى مسار التقارب السوري- التركي، لافتاً إلى أن “بين سوريا وإيران تحالف عضوي بين دمشق وطهران في المصير والهدف والاستراتيجية، وفي حال كان الإيراني إلى جانب الروسي ضامناً لأي اتفاقيات قريبة أو مستقبلية مع تركيا، فهذا يعطي سوريا نوعاً من الطمأنينة”.
واعتبر أن إيران بإمكانها أن تضغط على تركيا، لإجبارها على الالتزام بتعهداتها، وقال: “لا يمكن أن تقوم وساطة حقيقية تؤدي إلى لقاء قمة دون دخول الإيراني على الخط، وهذا رأي وقناعة وليست معلومات”، وتابع أن “الضامن الإيراني له وزن مختلف نظراً للعلاقات التاريخية بين طهران وأنقرة، خصوصاً فيما يتعلّق بالغاز الإيراني في الصناعة التركية”.
ورغم ما سبق، يرى الباحث السياسي في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان، أن انضمام إيران إلى مسار التقارب هو بالأساس من المطالب الإيرانية، وفي حديثه لـ”القدس العربي” يؤكد أن تركيا وروسيا وافقتا على دخول إيران لهذا المسار، بعد عدم تقدم المسار إلى الأمام، وقال: “بانضمام إيران، سيكون مسار التقارب استمراراً لمباحثات أستانا، وهذا يعني أن هذا الملف سيكون من بين الملفات المتعثرة، لأن النظام وضع شروطاً “مستحيلة” أمام تركيا، والأخيرة تطالب بتغيير السلوك السياسي للنظام، في حين أن الأخير ليس لديه أي استعداد للتفاعل إيجاباً مع أي مبادرة متعلقة بالحل السياسي”.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي، إن ظهور إيران في مسار التقارب ليس مستغرباً، لأن إيران ليست إيران بعيدة عن أي تحرك تركي وهي التي تجمعها مع تركيا وروسيا مرحلة عمرها 5 سنوات من التنسيق المباشر (مسار أستانة).
وقال لـ”القدس العربي” المعراوي إلى أن فكرة المصالحة بين تركيا والنظام السوري ولدت في قمة طهران الثلاثية الإيرانية – الروسية – التركية في صيف العام 2022. ويضيف: “كان طهران قد عرضت وساطتها للتقريب بين النظام السوري وتركيا قبل أي مسؤول آخر”. وتابع بأنه “لا يمكن تجاهل الدور الإيراني في سوريا، ومن المحتمل تحوّل منصة أستانة الثلاثية إلى رباعية بانضمام النظام السوري إليها”، وقال: إن “السفير السوري قبلان أراد إضفاء أو إعطاء نصر مجاني وإعلامي للنظام باعتبار أن تركيا رضخت لشروطه”.
وقبل يومين، أكد نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف أن بلاده مستعدة لمواصلة دعم النظام السوري لتطبيع العلاقات ليس فقط مع تركيا وإنما مع باقي الدول الإقليمية المجاورة لسوريا. وسبق تأكيد بوغدانوف دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مواصلة عقد اللقاءات بين بلاده وروسيا والنظام السوري بمشاركة من إيران ضمن مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، قائلاً: “لتجتمع تركيا وروسيا وسوريا، ويمكن أن تنضم إيران أيضاً، ولنعقد لقاءاتنا على هذا المنوال، لكي يعم الاستقرار في المنطقة، وتتخلص المنطقة من المشكلات التي تعيشها”.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.