مبعوث الأمم المتحدة: الوضع الراهن في الصراع السوري «غير مقبول»

دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جير بيدرسن، اليوم (الأربعاء)، الأطراف المتناحرة والمجتمع الدولي إلى إنعاش جهود التوصل لحل سياسي للصراع الذي عصف بالبلاد على مدى أكثر من عقد. ودعا بيدرسن في تصريحات أدلى بها للصحافيين إلى اتباع ما أطلق عليه نهج خطوة مقابل خطوة يسمح لجميع الأطراف بتقديم ما هم مستعدون له من تنازلات للتوصل إلى تسوية محتملة. وقال: «يتعين أن تكون هناك عملية سياسية حقيقية بقيادة سوريا… تيسرها الأمم المتحدة… يتعين توافر جهد دولي منسق لدعم هذا… الوضع الراهن لا يمكن قبوله. يتعين علينا المضي قدما».
وفشلت جولات متتالية من المحادثات المدعومة من الأمم المتحدة على مدار سنوات في إحراز تقدم في التوصل لحل سياسي للحرب الأهلية الدائرة منذ 12 عاما، التي قسمت سوريا لمناطق، بينها خطوط مواجهة لم تشهد تغيرا يذكر منذ فترة طويلة.
والدمار الواسع الذي تسبب فيه الصراع، الذي قتل أيضا مئات الآلاف وشرد الملايين واجتذب تدخل قوى إقليمية وعالمية، تفاقم بسبب الدمار الكارثي الذي تسببت فيه الزلازل التي ضربت شمال غربي سوريا الشهر الماضي.
وأضاف بيدرسن أن على الأطراف المتحاربة والقوى الدولية أن تتعامل مع جهود السلام بالطريقة نفسها التي قدمت بها تنازلات عند الاستجابة لكارثة الزلزال.
وقال في إشارة إلى الإجراءات التي اتخذت بعد الزلازل: «قبل شهر لم يكن هناك أي احتمال لفتح معابر حدودية إضافية ولا تحركات لتخفيف العقوبات بشكل ملموس».
وتابع: «يتعين عليهم اتباع المنطق نفسه الذي تم تطبيقه على الصعيد الإنساني لتطبيقه الآن على المستوى السياسي». وبدعم من روسيا وإيران، استعادت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد معظم الأراضي السورية. وما زال مسلحون من المعارضة مدعومون من تركيا يسيطرون على جيب في الشمال الغربي كما يسيطر مسلحون أكراد مدعومون من الولايات المتحدة على منطقة قرب الحدود التركية.
في السياق، دخلت قافلة مساعدات أممية، اليوم، إلى مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية الموالية لتركيا لأول مرة منذ وقوع الزلزال قبل أكثر من شهر.
وقالت مصادر في المعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية إن «قافلة مساعدات تضم 14 شاحنة تحمل مواد غذائية وإغاثية لمتضرري الزلزال في مناطق شمال سوريا دخلت من معبر سراقب بريف إدلب الشمالي الشرقي، واتجهت إلى بلدة سرمدا بريف إدلب ترافقها سيارات تابعة للهلال الأحمر العربي السوري، واستقبلهم وفد من المنظمات الدولية العاملة في الشمال السوري».
وأكد المصدر أن «القافلة دخلت بعيداً عن أعين الإعلام، بطلب من الوكالات الأممية، وأن قوافل أخرى سوف تتبعها خلال الأيام القادمة، وذلك من مستودعات الأمم المتحدة في منطقة جبرين شرق مدينة حلب». وطلبت المنظمات الدولية دخول مساعدات إنسانية إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة في ريف حلب وإدلب بعد أيام من وقوع الزلزال في السادس من شهر فبراير (شباط) الماضي، وجهزت قافلة في 12 فبراير، ولكن تم إيقافها بسبب الخلافات بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة.
وكانت مصادر في المعارضة السورية قالت إن «هيئة تحرير الشام» طالبت بأن يكون لها 40 في المائة من المساعدات، إضافة إلى إشرافها على عمليات التوزيع، الأمر الذي رفضته الحكومة السورية.
وكان رئيس الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي قال في مؤتمر صحافي في السابع من شهر فبراير الماضي «علينا تجاوز كل الخلافات السياسية وعلينا إيصال المساعدات إلى جميع مستحقيها». لكن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد طلب أن يكون الهلال الأحمر السوري أو المنظمات الأممية هي التي تشرف على عمليات توزيع المساعدات هناك.
وتعرضت مناطق شمال سوريا لأضرار خطيرة جداً جراء الزلزال، حيث سُجّل وفاة أكثر من 2500 شخص وإصابة أكثر من 12 ألفا آخرين وتهدم مئات المباني.

الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.