شرق سوريا: «قسد» تهدد العشائر العربية في معقلها ذيبان وسط دعوات للنفير العام وإجبار عرب دير الزور على النزوح

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الأربعاء، سيطرتها على بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، وسط اشتباكات مع قوات العشائر. ونشرت قواتها عبر معرفاتها مقاطع مرئية قالت إنها من داخل بلدة ذيبان، آخر معاقل مجموعات العشائر ومركز شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل وأوقعت المعارك من 11 يوماً عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
مصادر ميدانية خاصة من داخل دير الزور قالت لـ”القدس العربي” إن قوات “قسد” دخلت إلى الأجزاء الغربية من بلدة ذيبان من ناحية بلدة الحوايج التي تفرض “قسد” سيطرتها عليها بالكامل، وذلك منذ مساء يوم الثلاثاء بعد موجهات عنيفة مع مقاتلي العشائر. وأضاف: سيطرت “قسد” على الأجزاء الغربية من بلدة ذيبان وعلى الشارع الذي يفصل بين الحوايج وذيبان (الشارع المودي لجسر الميادين) موضحاً أن الاشتباكات تدور منذ فجر الأربعاء، على المحور الشرقي لبلدة ذيبان.
وطالبت قبيلة العكيدات في محافظة دير الزور، بضمانات أمريكية للتهدئة مع “قسد” وإعادة هيكلة مجلسها العسكري بحيث يقودها ضباط من أبناء المنطقة. جاء ذلك في بيان صادر أمس، عن شيخ القبيلة إبراهيم الهفل، الذي يقود الحراك المسلح منذ أسبوع ضد “قسد” في محافظة دير الزور شرق سوريا. وفي البيان فوّض “الهفل” منظمة “مواطنون من أجل أمريكا آمنة” لنقل مطالب عشائر دير الزور (شرق) للإدارة الأمريكية والكونغرس.
وأجبرت “قسد” سكان محافظة دير الزور السورية على النزوح من قراهم بعد اندلاع اشتباكات مع العشائر العربية. وأفاد مراسل الأناضول نقلاً عن مصادر محلية أن “قسد” بدأت تستهدف مناطق شرق وجنوب شرق دير الزور بالأسلحة الثقيلة. وفي هذا الإطار، نفّذت “قسد” قصفاً على مناطق عدة فقدت سيطرتها عليها لصالح العشائر العربية المسلحة.
واضطرت مئات العائلات الهاربة من هجمات “قسد”، للنزوح من ديارها باتجاه مناطق سيطرة العشائر العربية. ومنذ اندلاع الاشتباكات في 27 أغسطس/ آب الماضي، تمكنت العشائر العربية من تطهير 33 قرية في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وأرياف منطقة منبج من سيطرة “قسد”.

مواجهات ذيبان العنيفة

وسام محمد – صحافي وناشط ميداني في دير الزور – أكد في تصريح لـ “القدس العربي” دخول قوات “قسد” إلى الأجزاء الغربية من بلدة ذيبان، مع استمرار الموجهات العنيفة على المحاور الشرقية من جهة بلدة الطيانة حيث تفرض قوات العشائر السيطرة على الأخيرة، وعلى جميع البلدات القريبة منها “السويدان وشعيطات وهجين والباغوز” حتى الحدود العرقية. وأضاف محمد: بعد دخولها إلى بلدة ذيبان من الجهة الغربية، تعمل “قسد” على فرض حصار مطبق على البلدة من ثلاث جهات – الشرقية والغربية والشمالية – وترك الجهة الجنوبية من البلدة لإجبار المقاتلين على الانسحاب باتجاه مناطق سيطرة النظام، مؤكداً أن “قسد” سيطرت على الجهة الشرقية “الطريق الفاصل بين بلدة الطيانة وذيبان من الجهة الشرقية” حيث نشرت قناصين، ورصدت طريق الإمداد لمقاتلي أبناء العشائر من هذه الجهة، بينما ترصد قوات سوريا الديمقراطية الجهة الشمالية للبلدة، حيث تتواجد بطبيعة الحال في حقل العمر النفطي الذي ينتشر على طول بلدات الشحيل والحوايج والطيانة من جهة البادية، وهو خط الإمداد الأول لقوات “قسد”.
وأضاف الصحافي: تركت “قسد” الجهة الجنوبية لبلدة ذيبان من جهة نهر الفرات، لإجبار المقاتلين على الانسحاب باتجاه نهر الفرات أو العبور باتجاه منطقة “الشامية” لكي تثبت لقوات التحالف الدولي أن هؤلاء المقاتلين يتبعون للميليشيات الإيرانية والنظام السوري وهذا ما ننفيه نفياً تاماً. وقال: عندما تسيطر “قسد” على ذيبان بالكامل فغالباً سينسحب المقاتلون إلى بلدة الطيانة وهي تحت سيطرة العشائر، مبيناً أن المقاتلين الموجودين الآن في ذيبان هم من أبناء العشائر “العكيدات والبكارة والمشاهدة” وغيرها من القبائل والعشائر، أي أبناء الجزيرة شرق الفرات، وليسوا من سكان منطقة الشامية حيث تسيطر عليها قوات النظام. من جهتها، قالت “شبكة “فرات بوست” المحلية، إن قوات “قسد” بدأت الأربعاء، حملة تمشيط في بلدة ذيبان بعد انسحاب عدد من مقاتلي العشائر.

شيخ البكارة يدعو لنصرة العشائر

شيخ قبيلة البكارة، ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس القبائل العشائر السورية عامر البشير قال في تصريح لـ”القدس العربي” إن كل من يقدر على حمل السلاح من جميع القبائل العربية سيهب للتصدي لهجوم “قسد”. وقال: بالنسبة لذيبان هي معقل بيت المشيخة في قبيلة العكيدات وحسب العادات والتقاليد العربية، تعرض معقل أي مشيخة لأي قبيلة كانت، فهو معنوياً محل اهتمام كل القبائل لأن هذه رمزية عامة لذلك سيهب كل من يقدر على حمل السلاح من جميع القبائل للتصدي لهجوم “قسد”.
وأضاف: نحن قبيلة البكارة أرسلنا أفضل مقاتلي القبيلة لمساعدة إخوانهم في قبيلة العكيدات فالموضوع يعنينا رمزياً وتاريخياً، لهذا إلى حد الساعة لم تتمكن “قسد” من اختراق خطوط ثوار ومقاتلي العشائر في بلدة ذيبان، وإلى الآن لم تستطع الإعلان لأهالي مقاتليها عن الفاتورة الباهظة التي تكبدتها من الناحية البشرية ومن ناحية العتاد الذي استخدمته بالهجوم على أهلنا في ريف دير الزور. وأمام هذا العجز العسكري بالنسبة لقسد ما كان من قيادات قنديل إلا أن سربوا للإعلام عن سيطرة كاملة على ذيبان خصوصاً وأنهم يخشون مع فشلهم هذا أن يشعر التحالف بضعف قسد ويفرض حلاً يتناسب تماماً مع مطالب ثوار القبائل”.
وقال البشير: “لم ينسحب الثوار من بلدة ذيبان بالكامل، وقرار القبائل واضح، لا انسحاب فالثوار يدركون أهمية مهمتهم”. وأكد المتحدث وجود “أعداد كافية عسكرياً من المقاتلين تكفل التصدي لهجوم “قسد”، وبل وهناك زيادة في أعداد المقاتلين من جيش القبائل وبل هناك وفرة في الاحتياط لكل قبيلة سيتم إرسالهم إن لزم الأمر”. وتتهم قبائل دير الزور في ريفها الشرقي، قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بارتكاب انتهاكات بحق أبنائها، ما دفع بمشيخة قبيلة العكيدات بزعامة الشيخ إبراهيم الهفل إعلان حالة الحرب، خاصة بعد اعتقال أحمد الخبيل قائد مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت قيادة “قسد”.
في المقابل، نفذت فصائل “الجيش الوطني” المقربة من تركيا عملية تسلل، على محور قرية البوغاز غربي مدينة منبج شرقي حلب، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الفصائل من جهة، وقوات مجلس منبج عسكري من جهة أخرى، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، وتمكنت الأخيرة من صد الهجوم بعد الاشتباكات العنيفة، كما استهدفت قوات مجلس منبج العسكري سيارتين للفصائل المهاجمة مما أدى لتفجيرهما وسط معلومات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن محاور عدة في ريفي منبج الشرقي والغربي، ضمن مناطق نفوذ مجلس منبج العسكري، تشهد تصعيداً لافتاً في الآونة الأخيرة من قبل القوات التركية وفصائل الجيش الوطني. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم أمس، سقوط قذائف مدفعية أطلقتها القوات التركية قرب قاعدة روسية في قرية العريمة في ريف منبج شرقي محافظة حلب، تزامناً مع تحليق طائرة حربية روسية في أجواء المنطقة. وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة، محيط بلدة عون الدادات، تزامناً مع قصف نفذته القوات التركية استهدف تحركات عناصر مجلس منبج العسكري قرب قرية العريمة في ريف منبج شرقي محافظة حلب، فيما حلقت طائرة حربية في أجواء المنطقة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.