جنوب سوريا: الانتفاضة الشعبية تحدد المطالب الرئيسية للحراك المتواصل في السويداء

أصدرت الانتفاضة الشعبية في محافظة السويداء جنوب سوريا، أمس الخميس، بياناً حدد المطالب الرئيسية للحراك المستمر منذ 25 يوماً، ووجهته إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية، حيث أكدت على استمرار المظاهرات السلمية والمدنية في ساحة الكرامة حتى رحيل النظام السوري.
وطالب البيان بالتغيير السياسي الذي هو “ضرورة لكل السوريين وتحقيق الانتقال السياسي وفق مرجعية القرار الأممي 2254 الصادر عام 2015” كما دعا إلى تفعيل القرار 2118 الصادر عام 2013 الذي يحول مرتكبي جرائم الحرب بحق الشعب السوري إلى محكمة الجنايات الدولية.
ودعت الانتفاضة في بيانها إلى “التمسك بوحدة الأراضي السورية وهويتها الوطنية، رافضين المشاريع الخارجية الانفصالية والخطابات الطائفية التحريضية، كما طالب بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين والكشف عن مصير المغيبين قسرياً والكف عن ملاحقة المتظاهرين السلميين في ساحة الكرامة من قبل الأجهزة الأمنية ومحكمة الإرهاب وإلغاء قراراتها غير الشرعية وإصدار عفو عام مطلب شعبي لا مساومة عليه”.
واعتبر البيان أن “الخدمات الاقتصادية من كهرباء ومحروقات ومياه، هي من أساسيات الحياة، وليست منة وغير قابلة للتفاوض أو المساومة” محملا “سلطة النظام وحزب البعث والأجهزة الأمنية مسؤولية إراقة الدم السوري من عام 2011 لغاية هذه اللحظة ونوجه رسالتنا إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية والمحافل الدولية ذات الصلة، والتي يجب عليها الأخذ بدورها في تحقيق مطالب الشعب السوري”. وانتهى البيان بالقول: لقد عرّت انتفاضة السويداء الأخيرة زيف ادعاء النظام بحماية الأقليات، واتضحت جرائمه بالأدلة القاطعة وعدم نيته تقديم أي تنازل لمصلحة السوريين ومطالبهم المحقة.
وفي الجنوب أيضاً، وفي حادثة تعبر عن الفلتان الأمني الذي يعيشه الجنوب عموماً، ودرعا على وجه الخصوص، أقدم عناصر من قوات “اللواء الثامن” الذي يقوده أحمد العودة، على قتل أب وابنه في مدينة بصرى الشام.
وأوضحت مصادر خاصة لـ”القدس العربي” أن موسى اليتيم المقداد وابنه محمود لقيا مصرعهما برصاص عناصر اللواء الثامن وذلك أثناء محاولتهم اعتقال الابن.
وذكر الناطق باسم “تجمع أحرار حوران أيمن أبو نقطة في حديث خاص لـ”القدس العربي” أن عناصر من اللواء الثامن داهموا متجراً لبيع الألبسة الذي يعمل فيه المقداد وابنه، بهدف اعتقال الابن، وخلال المداهمة جرى استخدام قذائف ثقيلة، بعد أن أبدى المقداد وابنه بعض المقاومة دفاعاً عن النفس. وتابع أبو نقطة أن الأنباء الأولية تشير إلى وجود خلافات شخصية بين العناصر والمقتول الابن، لا تُعرف تفاصيلها للآن.
وأكدت منصات إخبارية من درعا، أن الاشتباكات بدأت أثناء محاولة عناصر اللواء اعتقال الشاب محمود المقداد، حيث منعهم والده وأشهر سلاحاً أبيض بوجه عناصر المجموعة واستطاع استخلاص سلاح فردي منهم، لتندلع بعدها الاشتباكات ما أدى إلى إصابة 3 عناصر من اللواء بجروح متفاوتة.
وتابعت بأن الحادثة بدأت بشجار بين الابن مهند اليتيم وشقيق القيادي في اللواء الثامن صالح العيسى، تبعها قيام مجموعة بقيادة الأخير بالتوجه إلى محل الألبسة لتنفيذ عملية الاعتقال.
وقال “تجمع أحرار حوران”: “ليست الحادثة الأولى التي يكون اللواء الثامن طرفاً في تنفيذ انتهاكات بحق سكان المنطقة، ففي مطلع الشهر الجاري اعتقل اللواء الثامن الشاب شادي الغثيان المقداد وما زال يحتجزه حتى الآن دون توضيح أسباب اعتقاله، إلّا أن مصدراً أكد أن اعتقال المقداد جاء لمشاكل شخصية مع أفراد من اللواء ذاته.
وفي آذار/مارس الماضي قتل الشاب المدني خليل إبراهيم الفروان وأصيب شقيقه عثمان بجروح إثر إصابتهم بطلقات نارية عشوائية نتيجة اشتباكات بين مجموعة تابعة للواء الثامن من جهة، وعناصر مسلحة من أبناء المدينة يتهمهم اللواء بالقيام بعمليات سرقة وتشليح وقطع الطرقات في المدينة.
ولفت التجمع إلى ضلوع اللواء الثامن بتنفيذ عمليات اعتقال بشكل متكرر بحق أبناء المنطقة، وكان من ضمنها اعتقال الإعلامي في اللواء الثامن عمران العيسى، بتهمة التعامل مع جهات خارجية وتسريب معلومات عن قيادة اللواء، إضافة لتنفيذ مداهمة في بلدة المتاعية أسفرت عن اعتقال 5 أشخاص من عائلة الكفري، أفرج عنهم فيما بعد.
وتشكل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة القائد السابق لفصيل “قوات شباب السنة” الذي كان تابعاً للجيش السوري الحر، وذلك إبان سيطرة النظام السوري على محافظة درعا في تموز/يوليو 2018، بدعم روسي، حيث جرى إتباعه بـ”الفيلق الخامس” المدعوم من قبل روسيا، ومن ثم تحولت تبعية نحو 450 من عناصر اللواء لشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام أواخر عام 2021.
وعموماً تعاني محافظة درعا وريفها من أوضاع أمنية غير مستقرة، وسط اتهامات من الأهالي للنظام السوري بتعمد إثارة الفوضى، بهدف تمكين انتشار أجهزته وقواته في المحافظة المحاذية للأردن.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.