مع تزايد التوترات بين الجانبين الأمريكي والإيراني: تدريبات عسكرية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن داخل أكبر قاعدة أمريكية في سوريا

نفذت قوات التحالف الدولي، أمس الثلاثاء، تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في أكبر قاعدة أمريكية داخل حقل العمر النفطي بريف دير الزور شرقي سوريا، باستخدام الذخيرة الحية، ومشاركة الطيران الحربي وضرب أهداف وهمية، وذلك بموازاة تعاظم التوترات والضغط بين الجانبين الأمريكي والإيراني في سياق العدوان الإسرائيلي على غزة، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن قواتها تعرضت لـ 23 هجوماً في سوريا والعراق خلال أسبوعين، في وقت دعت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، النظام السوري إلى كبح أنشطة الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا.
وقالت مصادر محلية،أمس الثلاثاء، إن انفجارات ضخمة دوت في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، نتيجة تدريبات عسكرية مشتركة لقوات التحالف الدولي وقسد، في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، وسط مشاركة الطيران الحربي لرفع الجاهزية القتالية.
يجري ذلك بينما تواصل قوات التحالف الدولي استقدام تعزيزات إلى مواقعها في سوريا، حيث دخل أمس الثلاثاء، رتل عسكري إلى قاعدتها في الشدادي بريف الحسكة الجنوبي يضم أسلحة ومعدات عسكرية ومواد لوجستية.
ومنذ تاريخ 19 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري نفذت الميليشيات المرتبطة بإيران 15 هجوماً لقواعد التحالف الدولي.
وزارة الدفاع الأمريكية، قالت على لسان السكرتير الصحافي بات ريدر، إن القوات الأمريكية في سوريا والعراق تعرضت لـ 23 هجوماً خلال أسبوعين، معرباً عن قلقه من أن زيادة الهجمات التي تشنها الميليشيات الإيرانية قد تدفع المنطقة إلى الحرب.
وقال في مؤتمر صحافي، مساء الإثنين: “بين 17 و30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تعرضت القوات الأمريكية وقوات “التحالف الدولي” للهجوم 14 مرة على الأقل في العراق، و9 مرات في سوريا”، مؤكداً أن القوات الأمريكية “نجحت في تعطيل العديد من هذه الهجمات، فيما فشل معظمها في الوصول إلى أهدافه”.
وأشار ريدر إلى أن الضربات التي وجهتها مقاتلتان أمريكيتان، الخميس الماضي، لمنشأتين تابعتين لـ “الحرس الثوري” الإيراني في البوكمال شرقي سوريا كانت “متناسبة ودقيقة”، مؤكداً أن بلاده “عندما تنفذ مثل هذه الضربات تعلن عن ذلك”.
وقال السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأمريكية: “نحن قلقون من أن زيادة الهجمات التي تشنها الميليشيات الإيرانية تخاطر بسوء التقدير، وقد تدفع المنطقة إلى الحرب”، مضيفاً أن “الجميع يخسر في حرب إقليمية، ولهذا السبب نعمل من خلال الشركاء، مع الحلفاء، وعلى خطوط الهاتف، ونعزز المواقف، لتوضيح رغبتنا في منع الصراع الإقليمي”.
في موازاة ذلك، دعت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، دمشق إلى “كبح أنشطة الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا”.
وطالبت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، النظام السوري بوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب عبر الأراضي السورية، ووقف الأعمال التصعيدية في مرتفعات الجولان.
وأضافت غرينفيلد: “لقد سمح النظام السوري لإيران والجماعات الإرهابية، بما فيها حزب الله، باستخدام مطاراته الدولية لأغراض عسكرية”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة حذرت الأطراف كافة من مغبة استغلال الوضع في غزة لتوسيع رقعة الصراع أو تعميقه”.
ولفتت في حديثها: “أوضحنا أننا سنرد على الهجمات التي تستهدف أفرادنا ومنشآتنا في سوريا أو المصالح الأمريكية، وسنمارس حقنا في الدفاع عن النفس حيثما كان ذلك مناسباً”.
ومساء الإثنين، قصفت طائرات التحالف الدولي مواقع للميليشيات الإيرانية في بلدتي مراط وطابية جزيرة بريف دير الزور الشرقي بعدة غارات جوية.
ميدانياً، أفاد موقع “نهر ميديا” المحلي أن طائرات مجهولة استهدفت بصواريخ شديدة الانفجار، الإثنين، شاحنات ضمن الأراضي السورية، بعدما دخلت من الحدود العراقية إلى ريف دير الزور عبر معبر القائم – البوكمال، مشيراً إلى أن “الاستهداف أسفر عن تدمير 3 من الشاحنات بعد دخولها عشرات الأمتار من معبر البوكمال”.
بينما أعلنت ميليشيات موالية لإيران مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على قاعدة لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شرق سوريا.
وقالت “المقاومة الإسلامية في العراق” إنها أطلقت صواريخ على “قاعدة الاحتلال الأمريكي” في حقل غاز “كونيكو”. وسقطت أربعة صواريخ مصدرها مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الإيرانية في القاعدة الأمريكية بحقل كونيكو للغاز، تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات التحالف الدولي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى سماع دوي انفجارات في منطقة القاعدة العسكرية مما أجبر قافلة التعزيزات إلى التوقف قبل دخولها إلى القاعدة.
وقال المرصد السوري إنه “بالتوازي مع ذلك، حلقت طائرات التحالف الدولي في أجواء المنطقة، واستهدفت نقاط تمركز للميليشيات الإيرانية في قريتي طابية شامية ومراط بريف دير الزور، ودمرت منصات لإطلاق الصواريخ”.
شبكة “فرات بوست” التي رصد الأوضاع شرقي سوريا عن كثب، أفادت من جانبها أن الغارات جاءت رداً على إطلاق الميليشيات الإيرانية لصواريخ باتجاه قاعدة معمل “غاز كونيكو” والتي تتواجد فيها قوات التحالف الدولي.
فيما تبنت مجموعات “المقاومة الإسـلامية” المرتبطة بإيران استهداف القاعدة برشقة صـاروخية، مشيرة إلى أن الصواريخ “حققت إصابات مباشرة”.
وشنت طائرات تابعة للتحالف الدولي، الإثنين، غارات جوية استهدفت مقرات وآليات تابعة لميليشيات فاطميون الأفغاني في مدينة البوكمال وريفها.
ووفقاً للمصدر، فإن الطائرات استهدفت مواقعين تابعين لميليشيات فاطميون في قرية السكرية بريف البوكمال، أسفر ذلك عن مقتل 5 أفراد من الميليشيات، إضافة إلى تدمير آلية مجهزة برشاش مضاد للطائرات.
وأضاف أن طائرات حربية ومسيرة عادت واستهدفت عشر شاحنات محملة بذخائر تابعة للميليشيات الإيرانية بعد دخولها من العراق إلى البوكمال، لافتاً إلى أن الشاحنتين كانتا تحملان ذخيرة، بينما كانت بعض الشاحنات الأخرى تحمل مواد تموينية.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.