النظام السوري يحتج على مقتل موسوي ويطالب مجلس الأمن بوضع «حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية»

احتشد الآلاف من أنصار الحكومة الإيرانية، أمس الخميس، لحضور مراسم تأبين القائد في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي، إثر مقتله في هجوم جوي إسرائيلي في إحدى ضواحي سوريا، فيما احتجت وزارة الخارجية السورية على الحادث ودعت مجلس الأمن الدولي إلى وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن المرشد الأعلى علي خامنئي كان ضمن الكثير من الساسة ومسؤولي الشرطة البارزين الذين حضروا المراسم في موقع ديني شيعي في طهران. وكان موسوى، القائد في الحرس الثوري الإيراني، قد قُتل الإثنين الماضي في هجوم جوي إسرائيلي في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق. وتعهدت السلطة في طهران بالانتقام لمقتله.
وكرر حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني التهديدات القديمة ضد إسرائيل خلال خطاب أثناء المراسم. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” عن سلامي القول: “انتقامنا دائماً ما يكون أكثر عنفاً. ولكن أي انتقام لاستشهاد السيد رضي لن يكون أقل من محو النظام الصهيوني من صفحات التاريخ”.
ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، تردد أن موسوي ساعد في مراقبة عملية تسليم الصواريخ والأسلحة الأخرى إلى ميليشيات حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران والتي شنت هجمات متكررة على شمال إسرائيل دعماً لحركة حماس منذ بداية حرب غزة.
وبعد ثلاثة أيام على مقتل موسوي، أصدرت وزارة الخارجية السورية، أمس الخميس، بياناً علقت فيه على استهدافه في غارة إسرائيلية عند أطراف مدينة دمشق مطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في “وضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”، في حين توعدت إيران “بالثأر” من إسرائيل، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على الجبهة الشمالية.
وقالت إن إسرائيل نفذت يوم الإثنين الساعة 16:20 هجوماً من الجولان المحتل طال محيط مدينة دمشق وأسفر عن مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي.
وتعهد النظام السوري بأن لا تثنيه الغارات الإسرائيلية عن “مواصلة مكافحة الإرهاب المدعوم من قبل إسرائيل ورعاتها ولن تحد من عزمها على استعادة أراضيها المحتلة”. واعتبر النظام الغارة انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، كما تندرج ضمن مساعي “سلطات الاحتلال لتوسيع عدوانها وتصعيده في المنطقة وللتغطية على جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية والمجازر الوحشية التي ترتكبها بشكل يومي بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.
وأفادت قناة “الإخبارية السورية” الرسمية أن الخارجية السورية طالبت الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن بتحمل المسؤولية في وضع حد لـ “السياسات العدوانية الإسرائيلية” التي تنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وطالب النظام السوري، الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بتحمل مسؤولية السياسات العدوانية الإسرائيلية، وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول الاعتداء الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي وطال محيط مدينة دمشق في الـ 25 من الشهر الجاري.
ووفقاً لوكالة النظام الرسمية “سانا” فإن “قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت في الساعة 20ر16 من مساء الإثنين الماضي عدواناً من جهة الجولان السوري المحتل طال محيط مدينة دمشق” ما أدى إلى مقتل المستشار العسكري في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق رضي موسوي، معتبرة أن مقتله “يشكل انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”.
وأضافت الوزارة أن هذا العدوان الإسرائيلي يأتي “لتوسيع عدوانها وتصعيده في المنطقة وللتغطية على جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية والمجازر الوحشية التي ترتكبها بشكل يومي بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وللهروب من فشلها أمام إرادة الشعب الفلسطيني وعزمه على نيل الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس”. واختتمت الوزارة رسالتيها بالقول: تطالب سوريا مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في وضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي. وتوعد المتحدث باسم الحرس الثوري في إيران، العميد رمضان شريف، بأن لا ينعم الاحتلال الإسرائيلي “في مأمن”، محذراً من “الانتقام الإيراني” لدماء رضي موسوي. وأكد، حسب قناة الميادين، انتقام بلاده لرضي موسوي “سيكون ضربة للصهاينة، ولن يكون عملية إعلامية”. وشدد، في بيان صحافي، على أن الاحتلال الإسرائيلي “لن يكون في مأمن من الانتقام الإيراني لدماء الشهيد القائد موسوي”. ولفت إلى أن “رضي موسوي كان لديه دور كبير في جبهة المقاومة”، كما أشار إلى أن “إسرائيل تسعى لنقل ساحة المعركة وجر الولايات المتحدة إلى حرب أشمل”، موضحاً أن اغتيال موسوي “ناجم عن هزيمتهم في غزة ومحاولتهم إبعاد النظر عن فشلهم”.
وأكد وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، أن “الاغتيال الجبان والإرهابي الصهيوني لرضي موسوي لن يبقى من دون رد”. وفي رسالة تعزية شدد أشتياني على أن الرد على عملية الاغتيال “سيكون قاطعاً وحاسماً في المكان والزمان المناسبين”.
وتبع مقتل العميد موسوي ردود فعل إيرانية غاضبة وعلى كل المستويات الحكومية مع وعود انتقامية.
وحسب الخبراء المهتمين في الشأن الإيراني يعتبر اغتيال موسوى، أحد أقدم وأهم قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حدثاً يرقى إلى مستوى مقتل العميد حسين همداني، الذي لقي مصرعه على يد الثوار السوريين في مدينة حلب عام 2015. وتشير تحليلات الخبراء إلى أن حدث اغتيال موسوي، إن لم يكن أكبر من قصة مقتل همداني، فهو ليس بأقل منها بالتأكيد حسب موقع “تلفزيون سوريا” الذي أضاف: رغم أن مقتل قيادات حساسة من الجنسية الإيرانية يعتبر بمنزلة حدث محرج للنظام الإيراني على الصعيد المحلي والإقليمي قد يدفعه للرد بشكل أو بآخر، يرجح الخبراء العسكريون أن إيران لن تظهر إرادة مباشرة أو تبدي أي ردود فعل حيال مقتل العديد من قياداتها الثمينة على يد إسرائيل في سوريا بشكل مباشر في السنوات الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا السلوك وفق النمط المعهود. وفي السياق ذاته، من المتوقع ألا يخرج الرد الإيراني عن نطاق قواعد الاشتباك المتعارف عليها والتي تخوضها أذرع إيران في المنطقة سواء من خلال ميليشياتها التي تستمر بشن هجمات مضبوطة التصعيد ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، أو من خلال الاستمرار باستهداف السفن التجارية في باب المندب من خلال ميليشيات الحوثي، أو الذهاب نحو عمليات إطلاق صواريخ متفرقة نحو مرتفعات الجولان. في المقابل، يرى بعض الخبراء أن عدم إبداء إيران لأي ردود فعل مباشرة حيال استهداف إسرائيل المباشر لقواتها في سوريا سيخلق الفشل في نهاية المطاف، وسيؤدي بطبيعة الحال لانزلاق الأوضاع نحو صراع مباشر بين الجانبين، قد يشمل الأمريكيين أيضاً.
وفي 25 من الشهر الجاري، اغتالت طائرة إسرائيلية رضي موسوي، في قصف استهدف منزلاً في بلدة السيدة زينب بريف دمشق، ما أسفر عن مقتله.
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قطع بثه الإخباري معلناً مقتل “أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري في سوريا” كما نعى الحرس الثوري الإيراني موسوي مشيراً إلى أنه أحد كبار مستشاريه لدى وحدة إسناد “محور المقاومة في سوريا”، بقصف إسرائيلي يوم الإثنين، حسب الوكالة الإيرانية الرسمية للأنباء (إرنا).
ونقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر أمنية ووسائل إعلام حكومية في إيران، أن موسوي هو المسؤول عن “تنسيق التحالف العسكري” بين النظام السوري وإيران.
السفير الإيراني في سوريا قال على شاشة التلفزيون الرسمي الإيراني في بث مباشر، إن إسرائيل استهدفت منزل موسوي بثلاثة صواريخ بعد نصف ساعة من دخوله المنزل، حيث لم تكن زوجته حاضرة حينذاك، وإن جثة موسوي وجدت في فناء المنزل نتيجة الانفجار.
وتوجه موسوي إلى مقر إقامته بمنزل في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، بعد مغادرته مكتب السفير في السفارة الإيرانية الساعة الثانية ظهراً يوم الإثنين حيث قتل.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.