الحراك السلمي في السويداء يحمل السلطات الأردنية والنظام السوري مسؤولية مجزرة عرمان بريف السويداء

وسط حداد على أرواح ضحايا الضربات الجوية الأردنية، التي خلفت عشرة قتلى، معظمهم من النساء والأطفال، في بلدتي عرمان وملح قرب الحدود السورية– الأردنية، نزلت حشود جماهيرية إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء؛ للتنديد بالمجزرة التي وقعت بريف محافظة السويداء جنوب سوريا، مؤكدين على أهمية حراكهم السلمي والاستمرار في الانتفاضة المتواصلة منذ نحو 6 أشهر على التوالي حتى تحقيق المطالب الداعية إلى التغيير السياسي في البلاد.
وحمل المتظاهرون صوراً لضحايا المجزرة الذي قضوا نتيجة غارات نفذها سلاح الجو الأردني ليل الخميس، رافعين شعارات نددت بالقصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين والمجمعات السكنية تحت غطاء مكافحة تجارة المخدرات، كما اتهم الأهالي سلاح الجو الأردني بالتواطؤ مع النظام السوري على المتاجرة بأرواح ودماء السوريين.
ودخل الحراك السلمي في السويداء، هذه الجمعة، شهره السادس على التوالي. وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم شبكة أخبار السويداء 24، ريان معروف، لـ»القدس العربي»، إن مئات المتظاهرين احتشدوا، الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، في إطار استمرار الحراك الشعبي الداعي إلى التغيير السياسي، والحرية والعدالة، وسط الاستنكار الأهالي والتنديد بالمجزرة التي ارتكبها سلاح الجو الأردني في بلدة عرمان، وهو ما انعكس وفق المتحدث على اللافتات التي رفعها المحتجون.

وندد المحتجون باستهداف المدنيين الأبرياء، بحجة مكافحة تهريب المخدرات، كما هتفوا لإسقاط النظام السوري، وتغيير النظام الحاكم والأجهزة الأمنية، محملين بشار الأسد مسؤولية التدهور المستمر في كافة المستويات، «إلى حد جعل الأراضي السورية مستباحة من كل الأطراف الإقليمية».
وأضاف ريان: «إن المتظاهرين رفعوا لافتات قماشية بطول 300 متر، للتذكير بآلاف المعتقلين في أقبية المخابرات، وضحايا التعذيب منهم، وطالبوا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين. لافتاً إلى أن استمرار المظاهرات السلمية طوال الأشهر السابقة «يعكس الإصرار الكبير لدى أهالي محافظة السويداء على مطالبهم التي يرون فيها سبيلاً لخلاص السوريين من محنتهم».
وردد المتظاهرون شعارات «ارحل يا بشار» و»يا بشار يا خوان أنت القاتل في عرمان»، و»الشعب يريد إسقاط النظام». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حشوداً جماهيرية كبيرة تجمعت في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، بمشاركة أبناء قرى وبلدات السويداء، في ظل استمرار التظاهرات الشعبية المطالبة بتنحي رأس النظام وإسقاط حكومته، وتطبيق القرار الدولي 2254، وتحقيق انتقال سياسي في البلاد، والإفراج عن المعتقلين.
كما حمل متظاهرون لافتات كتب عليها: «أين الحق والدين في قصف الأطفال النائمين»، «الجار قبل الدار بس يا حيف عهيك جار»، و»الثورة مستمرة ولا فناء لثائر»، تزامناً مع تعالي الأصوات المطالبة بمحاسبة قتلى المدنيين في ريف السويداء.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن العشرات من أبناء مدينة السويداء تجمعوا، الخميس، في ساحة الكرامة وسط المدينة في مظاهرة جديدة تأكيداً على استمرار الانتفاضة الشعبية ضد النظام والمطالبة برحيله والانتقال السياسي للسلطة، وإطلاق سراح المعتقلين في سجون قوات النظام، وتطبيق القرار الأممي 2254، كما ندد المتظاهرون بالقصف الجوي الأردني الذي أدى لمقتل مدنيين في ريف السويداء، وقام المتظاهرون بنصب تمثال للمعتقلين مؤكدين على المطالبة بإطلاق سراحهم.
وكان قد لقي 10 أشخاص مصرعهم، بينهم نساء وأطفال، بعد منتصف ليل الخميس، نتيجة قصف نفذه سلاح الجو الأردني على مواقع في ريف محافظة السويداء، جنوبي سوريا، في إطار الحرب التي يخوضها «الأردن على حدوده مع سوريا في مكافحة التهريب المنظم للمخدرات».
ولم تقدم عمّان أي بيان أو توضيح بهذا الخصوص، لكن التقديرات رجحت أن تكون الطائرات التي نفذت هذه الغارات تابعة لسلاح الجو الأردني.
وقالت مصادر محلية لـ«القدس العربي» إن الغارات «تسببت بانهيار منزل فوق قاطنيه، ما دفع المدنيين إلى مشاركة فرق الإطفاء والدفاع المدني في عمليات انتشال جثامين الضحايا»، مبينة أن الغارات أودت بحياة أكثر من 10 مدنيين إلى جانب وقوع إصابات معظمهم نساء وأطفال.
شبكة «تجمع أحرار حوران» قالت إن غارة جوية استهدفت مزرعة تعود ملكيتها لـ «عماد علوم» جنوب بلدة ملح، الأمر الذي أسفر عن أضرار مادية، دون تسجيل إصابات بشرية، في حين استهدفت الغارة الثانية منزل عمر سليمان طلب في محيط بلدة عرمان أسفرت عن مقتل عمر سليمان طلب، ووالدته آمال زين الدين، وعمته اتحاد جادو طلب.
أما الغارة الثالثة فقد استهدفت منزل تركي الحلبي، وسط بلدة عرمان، ما أسفر عن مقتل تركي صالح الحلبي، العقيد المتقاعد نزيه صالح الحلبي، إقبال حسين الحلبي، فاتن سعيد أبو شاهين، الطفلة فرح تركي الحلبي، والطفلة ديما تركي الحلبي، لا يتجاوز عمر الطفلتين 5 سنوات.
وكثفت الطائرات الحربية الأردنية في الآونة الأخيرة ضرباتها الجوية على مواقع في محافظة السويداء، وتقول وسائل إعلام أردنية إنها تستهدف منازل ومستودعات لتجار ومهرّبي المخـدرات باتجاه الأراضي الأردنية، في حين يسقط كثير من الأحيان قتلى مدنيّون جراء تلك الغارات.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.