يثب

لا ارهابيين ولا إخوان ولا مسلمين

د. كمال اللبواني

ألدكتور كمال اللبواني

ألدكتور كمال اللبواني

بالأمس وفي زمان الوصل كشف قيادي في الإخوان (فضل عدم ذكر اسمه )أنه سمع من مسؤول سعودي بارز (فضل عدم ذكر اسمه ) أن الإخوان المسلمين في سوريا غير معنيين بقانون الارهاب السعودي ..  وفسر ذلك بأن إخوان سوريا غير إخوان مصر .. أي أن الإخوان المسلمين ليسوا إخوانا ولا هم جماعة دينية عقيدية واحدة ، بل هم أحزاب سياسية وطنية مختلفة لا علاقة لها ببعضها ولا بالعقيدة المشتركة ، ولا تجمعها سوى البرامج السياسية المختلفة باختلاف الدول ، والتي تلبي رغبة الوصول للسلطة بأي طريقة وأي مذهب ككل معارضة ، و ما جرى في الزيارة يوضح أن كل أخ من جماعة الإخوان مستعد لبيع أخيه والتخلي عنه حتى وهو يواجه عقوبة الإعدام أمام محاكم صورية .. بتهمة الانتساب لجماعته ذاتها … وهذا هو عكس الدين الذي هو الوفاء بالعهد. فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه .

نسي القيادي المستتر  أن السعودية بقيادة ملكها الذي يمثل اليوم بشخصه مصالح العروبة والاسلام ، قد أصدر أمرا ملكيا باعتبار جماعة الإخوان جماعة ارهابية، وهو لم يميز بين فرع مصر وسوريا والسعودية والامارات وغزة والاردن ولندن وأوروبا، تماما كتنظيم القاعدة بفروعها وحزب الله بفروعه المختلفة ، و تناسى أن أي مسؤول سعودي لا يستطيع تعديل قرار سامي ملكي، هذا إذا صح ما نسبه القيادي الإخواني (المجهول المحتجب تقية ) للمسؤول السعودي الرفيع المفترض؟؟

لكن حكمة المملكة وحرصها على عدم زيادة الانقسامات في المعارضة السورية الفاشلة الممثلة في ائتلاف الخلافات والرشاوى، وحرصها على عدم تفويت فرصة التقارب مع قطر لأسباب شكلية كهذه، غفرت للجربا غلطته باصطحابه رموز تنظيم ارهابي محظور، لتمثيل شعب سوري سئم من تصرفاتهم، كما سئم من قبله الشعب المصري، وللعلم أن قرار اعتبار هذه التنظيمات ارهابية هو قرار شعوب ودول عديدة ، وليس فقط  سعودي ، فكل الشعوب خبرت جماعة الاخوان وعملياتهم الارهابية الطائفية ، وخبرت طريقتهم السرية ومؤامراتهم، وتقيتهم ومكيافيليتهم، وسطحيتهم العقيدية والإيمانية، وتوزعهم على كل بوابات السلطة وتلونهم بكل الألوان، واتصالاتهم  مع النظام وايران والشيطان من أجل السلطة، واستعدادهم للانقضاض عليها بالقوة والعنف متى سنحت لهم الفرصة ، فدينهم الحقيقي ومعبودهم الفعلي هو السلطة والسلطان حتى لو على باطل.

ذات القادة في الاخوان المسلمين فرع سوريا الذين زاروا السعودية بالأمس كانوا في بداية هذا الشهر في اجتماع مع قاسم سليماني وعزت الشهبندر لبحث المبادرة العراقية التي تحضر للتمديد للأسد ومشاركة المعارضة الوطنية المقاومة في السلطة عبر حكومة وطنية بقيادته .. فماذا حصل يا ترى هل هو النفاق كالعادة ؟؟؟ أم أن الأسد تغطرس ورفض كعادته مشاركة الإخوان في السلطة .. كما فعل عندما بادر القرضاوي وزار سوريا في وساطة بين الطرفين قبل الثورة ، بعد أن تخلى تنظيم إخوان سوريا عن شعار اسقاط نظام الأسد المقاوم، وانسحب من جبهة الانقاذ التي يرأسها خدام .. واستمر على ذات الخطاب التصالحي المهادن مع النظام حتى ما بعد اندلاع الثورة بشهرين .

نذكّر الإخوان أن كتابهم الأهم لمنظرهم الممتاز وهو كتاب (كفاحي) أقصد معالم في الطريق لسيد قطب يذكر في مقدمته (أننا نعيش جاهلية أشد وأدهى من جاهلية ما قبل الاسلام ، وعلينا أن نهجرها كما هجرها الرسول عليه الصلاة والسلام ). أي أنهم كجماعة وفكر هم منظرو أيديولوجيا التكفير والهجرة الخارجية . وهم من غلاة الخوارج الذين يكفرون المجتمع ويحتقرونه ، ويدعون النبوة والتشبه بها فيهجرون هذا المجتمع الكافر المشرك ويتربصون في أوكارهم للانقضاض عليه واستعماره ، والذين يتخذون مذهب التقية غطاء يغطون به أنفسهم، فيدعون الديمقراطية والنضال السلمي ، فإذا وصلوا للسلطة بانت حقيقتهم ، وهذا ما حصل معهم في مصر ، مما أجبر الدولة والشعب والجيش والعالم على اسقاطهم .. خوفا من تغلغل سرطانهم الخارجي بثوبهم التقوي الجديد ، فهم  أخطر وأحدث شكل من أشكال التكفير والارهاب والاستبداد .. وآخر صيغة من صيغ الخوارج الذين يعتمدون التقية في وسائلهم .

عذرا من القيادي الإخواني ، والمسؤول السعودي إذا صحت الرواية .. بل أنتم في سوريا مثل مصر مثل كل من يحمل هذه العقلية : لستم اخوانا ولا مسلمين . بل عصابات ارهابية تكفيرية تقوية تريد السلطة بأي وسيلة . لتبني طاغوتا أشد وأدهى من طاغوت البعث النازي . و طاغوت الملالي المجرم .

نأمل ممن تبقى من تنظيم الإخوان التخلي عن هذا الضلال والغلو والتجبر والتآمر المدسوس على الدين وعلى السياسة ، والعودة لصفوف الشعب الذي هو ليس أدنى منهم ، بل هو السيد صاحب الشرعية ومصدرها .. أو اصدار بيان يقولون فيه : هل هم إخوان أم لا ؟ مسلمين أم لا ؟ تنظيم أم عصابات ، مع النظام أم ضده ، مع جنيف أم ضده .. أم هم يركبون قطار السلطة مع الصباغ ومع قطر ومع الرشيد ومع تركيا ومع السعودية ومع الجربا ومع فرنسا ومع كيلو ومع انكلترا ومع العبدة ، ومع سيف ومع أمريكا  ومع روسيا ومع صبرة .. ومع الجبهة الاسلامية ومع قاسم سليماني ومع علي حيدر وعزت الشهبندر وهيثم مناع  .. ومع ذلك هم تنظيم عقيدي له مبادئ ؟؟؟  وهو فعليا يقود الائتلاف ويشكل الحكومة ويسيرها ، ويتحكم بأغلب موارد الثورة وقرارها . ويسألنا السائل  لماذا لا ننتصر . فكيف ننتصر وقادتنا المتوارين خوارج تكفيرين يظهرون مالا يبطنون ويحتقرون الشعب والديمقراطية وهم صورة أشد وأدهى من البعث والملالي.

( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )                         ( إن تنصروا الله ينصركم ) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.