مقتل 8 أشخاص بينهم قيادات في الحرس الثوري الإيراني بقصف إسرائيلي استهدف القسم القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق

في إعلان واضح للحرب، وفي أول تصعيد من نوعه، استهدف سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، في غارة من أجواء جبل الشيخ، عدد من قيادات الدفاع الجوي والطيران المسير لدى الحرس الثوري الإيراني في القسم القنصلي بجانب مبنى السفارة الإيرانية في حي المزة غرب مدينة دمشق، فيما توعدت طهران بأن “الرد على الهجوم سيكون قاسيا”.
وأفادت وزارة الدفاع السورية في بيان رسمي أنه حوالي الساعة 00: 17 مساء أمس، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها وأدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله.
وأضاف البيان أن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة كل من بداخله، بينما “يجري العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض”.
وذكرت وكالة النظام الرسمية “سانا” أن العدوان الإسرائيلي ألحق دماراً كبيراً بالمبنى إضافة إلى أضرار بالمباني المجاورة، مؤكدة إصابة مدنيين بجروح، مشيرة إلى أن “وسائط دفاعنا الجوي تصدت لبعض صواريخ العدوان”.
وذكرت قناة العالم الإيرانية، أن عدوانا جويا إسرائيليا استهدف مبنى القنصلية الإيرانية ومقر إقامة السفير الإيراني بحي المزة بالعاصمة السورية دمشق، مؤكدة مقتل 6 أشخاص جراء هذا العدوان، بينما أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل دبلوماسيين إيرانيين.
مصدر عسكري واسع الاطلاع، قال لـ “القدس العربي” إن القصف أسفر عن مقتل 8 أشخاص بينهم 3 قيادات عرفت هويتهم حتى الآن وهم قائد قوات الحرس الثوري محمد رضا زاهدي، وهو قائد الوحدة 2000، ونائبه، إضافة إلى العميد حسين أمير الله رئيس أركان الحرس الثوري في سوريا ولبنان.
وأضاف: “القصف كان محدد ضد مجموعة قيادة الدفاع الجوي والطيران المسير في سوريا ولبنان، وهم المسؤولون عن قصف قاعدة ايلات أمس (الأحد).”
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أن طائرة مسيرة اخترقت الأجواء وأصابت مبنى في مدينة إيلات بأقصى الجنوب، في حين ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن المسيّرة أصابت قاعدة عسكرية بحرية بالمدينة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، فجر الاثنين، إن الطائرة المسيرة جاءت من جهة الشرق وسقطت على مبنى في إيلات محدثة أضرارا مادية دون وقوع إصابات.
وأضاف المصدر العسكري، إلى أن آلية القصف كانت عبر طيران إف- 35 من فوق الجولان المحتل.
مصادر محلية أفادت لـ “القدس العربي” بـ “انهيار المبنى الملاصق لمبنى السفارة وهو مبنى القنصلية الإيرانية”.
وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن السفير الإيراني وعائلته بصحة جيدة بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني، إن الضربة الإسرائيلية أدت إلى مقتل دبلوماسيين إيرانيين، بينما نقلت وسائل إعلام في طهران، أن القصف أسفر عن خمسة قتلى على الأقل.
وأكدت المصادر، أن من بين القتلى، قائد “فيلق القدس” في لبنان وسوريا، العميد محمد رضا زاهدي.
وأوضحت مصادر رسمية، أن الغارة الإسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية ومقر إقامة السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري، الذي نجا وعائلته من الهجوم.
ووصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى مقر السفارة الإيرانية بدمشق الى جانب حضور محافظ دمشق وعدد كبير من مسؤولي المحافظة في موقع الاستهداف للإشراف على أعمال رفع الأنقاض وعمليات الاسعاف.
وفي اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، أدان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.
ومساء الأحد، استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري، في محيط العاصمة السورية دمشق.
وقال مصدر عسكري إن “العدو الإسرائيلي شن عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً عدداً من النقاط في محيط دمشق ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.
وحسب مصادر عسكرية لـ “القدس العربي” فإن القصف استهدف “شحنة قطع مكونات صواريخ في مركز البحوث العملية” مشيراً إلى أن مركز جمرايا بالكامل هو تحت السيطرة الإيرانية.
مصادر محلية معارضة، أفادت من جهتها، بتعليق الدوام في مدارس بسبب روائح غريبة، وكشفت موقع “صوت العاصمة” بتعليق الدوام في مدارس البحوث العلمية في منطقة جمرايا بريف دمشق، وذلك بسبب الروائح التي انبعثت بعد القصف الإسرائيلي.
وقالت المصادر إنّ روائح تشبه حريق البلاستيك أو الكبريت انتشرت بشكلٍ قوي بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف مركز البحوث العلمية في جمرايا، وبقيت حتى الفجر، ما دفع إدارة بعض المدارس والروضات لتعليق الدوام.
وأشارت المصادر إلى أنّ نصائح عدّة وُجهت للأهالي بارتداء الكمامات وتجنب الاقتراب من الموقع المستهدف خوفاً من وقوع أضرار قد تُصيب السكان جرّاء القصف.
المصادر أوضحت أنّ المستودعات والأبنية التي استهدفتها إسرائيل يوجد فيها نماذج من مواد ألواح الطاقة الشمسية المصنعة محلياً والبطاريات بالإضافة إلى مواد بتروكيميائية التي تُعتبر بمثابة نماذج للفحص المعني بسبّب ارتباطها بمواد مستوردة، إلى جانب وجود مستودعات ومخابر فحص فني لجميع المستوردات التي تحوي على مواد بلاستيكية معالجة أو كيميائية أو صناعية لضبط شروطها الفنية.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء الأحد غارات جوية على منطقة جمرايا بريف دمشق، في قصف هو الثالث من نوعه خلال أسبوع.
واستهدفت إسرائيل بستة صواريخ مركز البحوث العلمية بمنطقة جمرايا، لتتوجه عقب القصف سيارات الإسعاف والإطفاء إلى الموقع المستهدف.
ويوم الخمس، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مبنى تستخدمه ميليشيا الحرس الثوري الإيراني لعقد اجتماعات على أطراف بلدة السيدة زينب بريف دمشق من جهة مطار دمشق الدولي.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.