مقتل وجرح أكثر من 15 مدنياً بينهم أطفال في تفجير سوق شعبي في ريف حلب

 قتل وجرح أكثر من 15 مديناً بينهم أطفال، فجر أمس الأحد، بانفجار سيارة ملغّمة في السوق الرئيسي وسط مدينة اعزاز بريف حلب شمال سوريا.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن 8 مدنيين قتلوا وأصيب 23 آخرون، في حصيلة غير نهائية للخسائر البشرية الناتجة عن انفجار مفخخة وسط سوق شعبي بمدينة إعزار بريف حلب، وسط استمرار فرق الإنقاذ والإسعاف إخلاء موقع التفجير وفتح الطرقات، حيث أسفر التفجير عن أضرار مادية واندلاع النيران في الموقع.
وقال نائب مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى لـ “القدس العربي” إن هجوماً بسيارة مفخخة استهدف بعد منتصف الليل مدينة اعزاز شمالي حلب، حيث قتل 3 مدنيين وهم طفلان وامرأة، وأصيب 5 مدنيين بينهم طفل، بانفجار ضرب سوق مدينة اعزاز الرئيسي شمالي حلب “في آواخر أيام شهر رمضان، ما حوّل فرحة عشرات العوائل في هذا الشهر لحزنٍ ومأساة”.
واستهدفت السيارة المفخخة منطقة السوق الرئيسي وسط مدينة اعزاز، عند التقاطع الرباعي للسوق المسقوف وشارع الجسر والشارع المؤدي إلى سوق الهال القديم، ما أدى لأضرار مادية في السوق، وهي منطقة مزدحمة خاصةً خلال الفترة الحالية مع إقبال العوائل على التسوق قبيل حلول العيد.
وبحسب مصادر محلية، فقد احترقت بعض الجثث بالكامل وتعذّر التعرف على هويتهم، وأعقب ذلك فرض طوق أمني، وسط حالة استنفار للفصائل المسلحة في أعزاز التي طوقت مكان الانفجار.
وتفرض فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا سيطرتها على مناطق أعزاز وجرابلس والباب في ريف حلب الشمالي، منذ عام 2016 عندما شنت أنقرة عملية “درع الفرات”.
واعتبر بيان منظمة الخوذ البيضاء، الأحد، أن هذه الهجمات الإرهابية واستمرارها “باختلاف أنواعها يهدد حياة المدنيين في شمال غربي سوريا، ويفرض حالة من عدم الاستقرار تعمق جراح السوريين وتزيد معاناتهم المستمرة لأكثر من 13 عاماً من حرب النظام وروسيا”.
المتطوع لدى منظمة الخوذ البيضاء أيمن العبود، قال: “لحظات قليلة حوّلت شكل الحياة بالمدينة، قبل ساعتين كانت أصوات الناس وضحكات الأطفال ونداء البياعين تصيح لتبيع بضاعة العيد، والناس تدور من مكان لمكان لتشتري وتفرّح أطفالها، وفجأة يحدث تفجير السيارة المفخخة بسوق مدينة اعزاز، ليقلب المشهد بشكل كامل إلى حزن ومأساة محل الفرح، وموت ورعب وخوف مكان الحياة التي تضج بالسوق، بكاء الأطفال بدال ضحكاتهم، المشهد جداً مؤلم، وعشرات العوائل ستقضي رمضان والعيد بأسى وحزن”.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري للانفجار، حيث أسعفت المصابين وانتشلت جثامين القتلى، بينما تضرر 27 محلاً تجارياً في سوق مدينة اعزاز الرئيسي، و4 منازل للمدنيين في المكان، وعدد من السيارات والدراجات النارية، في حصيلة الأضرار المادية الناتجة عن انفجار السيارة المفخخة.
وتستمر هجمات النظامين السوري والروسي والمليشيات الإيرانية الموالية لهما على شمال غربي سوريا، ومنذ بداية العام الحالي استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 235 هجوماً على إدلب والأرياف القريبة منها، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 18 مدنياً وإصابة 90 مدنياً آخرين.
وتهدد هذه الهجمات التي تستهدف الأسواق والمناطق الحيوية والمدارس والأحياء السكنية في شمال غربي سوريا، وفق البيان، “استقرار المدنيين، وهي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وتعد هذه الهجمات سواءً بالقصف من قوات النظام وروسيا والقوات الموالية لهم، أو بالسيارات والدراجات المفخخة، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين، ويبقى السوريون هدفاً لهذه الهجمات ويبقى حلمهم بالعيش بسلام حلماً بعيد المنال”.
وأعلن المجلس المحلي في مدينة اعزاز، تعليق الدوام في المدارس، الأحد، حداداً على أرواح ضحايا “التفجير الغادر”.
رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، قال في بيان إنّ “الأجهزة الأمنية أجرت التحقيقات على الفور، بقصد الكشف عن ملابسات الجريمة النكراء، وإلقاء القبض على المجرمين وكشف المخططين والداعمين لها أمام جميع السوريين”.
وفي 20 مارس/ آذار، قتل سائق سيارة وأصيب عنصران من الشرطة العسكرية بجروح نقلاً على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون بسيارة على حاجز عسكري عند مدخل مدينة الراعي ضمن منطقة “درع الفرات” بريف حلب الشمالي.
وبداية شهر فبراير/ شباط، وقع هجوم مماثل ما أدى لإصابة 4 أشخاص بينهم طفل بجروح، جراء انفجار دراجة نارية مفخخة بالقرب من دوار النيروز في مدينة عفرين شمالي حلب.
وفي العام الماضي، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لانفجارين بسيارتين مفخختين وقعا في شمال غربي سوريا، أسفرا عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 7 آخرين بجروح، كما استجابت الفرق لـ 3 انفجارات لدراجات نارية مفخخة نتج عنها مقتل 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين بجروح.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.