السويداء: مجموعات محلية تفرج عن 3 ضباط من قوات النظام والهجري يحذّر من تصعيد محتمل

حذر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، من أي تصعيد عسكري محتمل يهدد أمن المحافظة، وذلك في أعقاب وصول تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات النظام إلى تخوم السويداء، يجري ذلك بينما أفرجت المجموعات الأهلية عن 3 عناصر محتجزين لديها من قوات النظام وقوى الأمن، بعد إفراج الأجهزة الأمنية عن الطالب الجامعي داني عبيد ووصوله إلى محافظة السويداء جنوب سوريا.
ووجه أمس الإثنين، في بيان بدأه بالتأكيد على أنه “لا بديل عن السلام”، أنه “لن يستطيع أحد أن يقتل هذا السلام، لأن شكيمة أهل الحق أقوى من وهج الشمس، والتاريخ يشهد، الكل في وطن واحد، وليعط كلٌّ ما عنده بإنسانية وأخلاق في سبيل الوطن، دون ضغوط ولا قيود، دون إرهاب ولا ترهيب، دون استعراضات هزيلة ومكشوفة، لا داخلية ولا خارجية”.
وجاء في البيان: “أهلنا، رجالنا وحرائرنا، وطنيون مسالمون، وعند اللزوم هم أهل للدفاع عن الوطن عن السلم والكرامة والحق، في سبيل مستقبل أفضل”.
وحذر من أي تصعيد أو تخريب في المحافظة، محملاً النظام السوري نتائج أي “حماقة” قد تهدد أمن السويداء، كما أكد شيخ الطائفة على أنه “لن يستطيع أيّ فاسد أن يمنع نور الحق من الوصول، ولا أن يقف أمام الإرادة الشعبية الوطنية الصادقة”. وأضاف الهجري في البيان الذي نشرته المعرفات الرسمية لـ “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز”: “نحذر أي جهة كانت من أي تصعيد أو تحريك أو تخريب أو أذية، مهما كان نوعها. ونحمل المسؤولية كاملة عن أي نتائج سلبية أو مؤذية هدّامة قد تترتب على أي حماقة أو تصرفات أو إجراءات مسيئة، حسب ما نشهده عن البعض من المستهترين بالحقوق ممّن لم يستوعبوا مواعظ التاريخ ويحاولون زرع الأحقاد والتخوين عبر الفتن والدمار من مواقع قاصرة عمياء مهما كانت منابعهم.
وأكد الهجري في بيانه أن الشعب مستمر ومثابر بأعلى صوته وسلميّته ورقيّه لطلب حقوقه عبر النداءات المحقّة بسلمية تحت ظلال الدستور والقوانين الخاصة والدولية والأنظمة. وأكد أنه “لن يستطيع أيّ فاسد أن يمنع نور الحق من الوصول، ولا أن يقف أمام الإرادة الشعبية الوطنية الصادقة، ولا تنازل عن الأصول”. وانتهى بالقول: “لكل واقعة ما تستحقه، وعندنا لكل موقع رجاله”.
المتحدث باسم شبكة أخبار “السويداء 24” ريان معروف، قال في اتصال مع “القدس العربي” إن أرتالاً ضخمة وصلت السويداء خلال الأيام الماضية، تضم أكثر من 50 آلية بينها دبابات وعربات عسكرية، وحافلات مبيت، وسيارات مزودة برشاشات متوسطة.
وتداول ناشطون صوراً لتعزيزات النظام وقواته التقطت على حاجز المسمية بين مدينتي دمشق والسويداء، قبل أن تدخل تلك التعزيزات إلى مطار خلخلة العسكري شمال محافظة السويداء. وقال المتحدث إن “التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى المحافظة هي الأكبر من نوعها، ضمن سلسلة من التعزيزات الأمنية والعسكرية، التي دفعت بها السلطات إلى محافظة السويداء على مدار 4 أيام، ووصل قسم منها إلى مدينة السويداء، وتوزع على الفروع الأمنية والثكنات العسكرية”.
في موازاة ذلك، أفرجت المجموعات الأهلية عن ما تبقى من عناصر محتجزين من قوات النظام وقوى الأمن، بعد إفراج الأجهزة الأمنية عن الشاب داني عبيد، ووصوله إلى محافظة السويداء. وقال مصدر في تجمع أحرار جبل العرب: “إن التجمع أفرج عن ثلاثة عناصر من فرع أمن الدولة مع سيارتهم، كان الفصيل متحفظاً عليهم منذ الخميس الماضي”. وأكد أنه تم إطلاق سراحهم بعد التحقق من وصول داني عبيد إلى السويداء.
وداني عبيد طالب جامعي من السويداء، اعتقلته الأجهزة الأمنية في اللاذقية في فبراير/شباط الماضي، بعدما اقتحمت حرم جامعة تشرين، ووجهت له تهمة النيل من هيبة الدولة، ورفضت الإفراج عنه. وعلى خلفية اعتقال الشاب، شهدت السويداء توتراً متصاعداً، وصل ذروته نهاية الأسبوع الفائت، حيث احتجزت مجموعات أهلية مسلحة 4 ضباط من قوات النظام وقوى الأمن للمقايضة على الشاب.
وانتشرت الخميس، 3 مجموعات أهلية في عدة نقاط على طريق دمشق السويداء، واحتجزت 4 ضابط بينهم رئيس فرع الهجرة والجوازات العقيد منار محمود، وعناصر من الأجهزة الأمنية. واشترطت الإفراج عن الشاب مقابل إطلاق سراح الضباط المحتجزين لديها.
وبعد مفاوضات سريعة، أفرجت المجموعات المسلحة عن العقيد منار، في بادرة حسن نية، على أن يتم الإفراج عن بقية الضباط بعد إطلاق سراح المعتقل مباشرة.
وفي هذا الإطار، قال معروف: “مع الإفراج عن داني عبيد، وإطلاق سراح الضابط والعناصر الثلاثة المحتجزين، يطوى ملف جديد من ملفات الاعتقالات التعسفية، التي لطالما سببت توترات أمنية” في المحافظة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.