إسرائيل تتوغّل بأكثر من 10 آليات في القنيطرة… و«القدس العربي» ترصد تمركزها في قمة حربون

توغّلت قوة عسكرية إسرائيلية، أمس الخميس، مؤلفة من أكثر من 10 آليات، داخل أراضي محافظة القنيطرة قرب الشريط الحدودي المحاذي للجولان السوري المحتل، وذلك تزامنا مع تحليق منخفض لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء المنطقة الواقعة جنوب سوريا.
ويأتي هذا التوغل ضمن سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، والتي شهدت تصاعدا ملحوظا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

تحركات الآليات

الناشطة الميدانية سلام هاروني، من ريف القنيطرة، أفادت لـ «القدس العربي» بأن الرتل العسكري الإسرائيلي انطلق من موقع تل الجلع داخل الجولان المحتل، مؤلفا من 13 سيارة دفع رباعي، واتجه نحو منطقة مزرعة المشيدة في ريف القنيطرة.
وأوضحت أن الرتل واصل تحركه في اتجاه سرية الدرعيات، ثم إلى قرية صيدا الحانوت، حيث قام جنود الاحتلال بالتجول داخل القرية، قبل أن يعودوا إلى مواقعهم داخل الجولان المحتل.
وأكدت أن هذه التوغلات باتت تحدث بشكل يومي في المناطق القريبة من الشريط الحدودي، خصوصا في قرى كودنة، وصيدا الحانوت، والرفيد، وسد المنطرة، والطريق الرابط بين سد المنطرة وسد رويحينة، وقرية رويحينة والمناطق السكنية المجاورة.
ووفقاً لشهادات محلية، حصلت عليها «القدس العربي»، فإن نطاق التوغلات الإسرائيلية لا يقتصر على ريف القنيطرة فحسب، بل يشمل أيضا قرى جبل الشيخ التابعة إداريا لريف دمشق، حيث تقيم قوات الاحتلال حواجز تفتيش مؤقتة، وتقوم بتدقيق هويات المارة.
ورصدت «القدس العربي» وجود مرصد عسكري إسرائيلي، تم إنشاؤه على قمة حربون التي أحكمت القوات الإسرائيلية سيطرتها عليها عقب انهيار نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

عمليات توغل يومية

وفي محيط هذا المرصد، وتحديدا في أعلى قمة حربون، وهي الأعلى في سوريا، التقت «القدس العربي» مسؤول القوى التنفيذية في الأمن العام في منطقة بيت جن، والذي كشف أن جيش الاحتلال يسيطر فعليا على أعلى نقطة عسكرية في جبل الشيخ، وينفذ عمليات توغل يومية في القرى المحاذية مثل عرنة، حضر، قلعة جندل، الريمة وبقعسم.

وأوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن القوات الإسرائيلية تقيم حواجز مؤقتة في هذه القرى بشكل شبه دائم، مع تركيز خاص على قرية قلعة جندل، التي شهدت في الآونة الأخيرة انسحابا من أحد أبرز الحواجز العسكرية التي أقيمت فيها مؤخراً.
وبيّن أن الحاجز كان من أكثر نقاط التمركز الإسرائيلي نشاطا في المنطقة، مقارنة ببقية الحواجز «الطيّارة» المنتشرة في قرى جبل الشيخ. ووفقا للمصدر الأمني، فإن الموقع الإسرائيلي الثابت الوحيد حالياً، هو المرصد الجديد الذي تم إنشاؤه في قمة حربون.
وفي السياق نفسه، أشار المصدر الأمني إلى أن آخر مواقع قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية في ريف دمشق تقع في بلدات بيت جن، ومزرعة بيت جن، وبيت سابر، وكفر حور وبيت تيما، وهي مناطق متاخمة للحدود اللبنانية.
بينما تُشرف عليها من أعالي الجبل، قرى عرنة، وحضر، والريمة، وبقعسم، وقلعة جندل، والتي باتت بحكم الأمر الواقع خاضعة للنفوذ الإسرائيلي، كما أنها الأقرب للمرصد الإسرائيلي الجديد.
وختم المصدر بالإشارة إلى أن بلدتي بيت جن ومزرعة بيت جن تضمان نحو 500 مقاتل من الفصائل المحلية، تعمل وزارة الدفاع السورية على تنظيم صفوفهم تمهيداً لدمجهم ضمن التشكيلات العسكرية الرسمية.
ويتخوف أهالي المنطقة من أن يتحول التوغل الإسرائيلي لاحتلال دائم.
وحسب مصادر عسكرية في تل أبيب، فإن الجيش الإسرائيلي شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية، التي احتلتها الكتيبة 101 من وحدة المظليين، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.
كما أكدت تقارير عبرية أن الجيش الإسرائيلي عمل خلال حملاته العسكرية في سوريا، على تأسيس بنية تحتية لوجيستية شاملة، تضم حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط، كما يتوقع أن يشمل هذا التوسع أعمدة اتصالات.
وحسب مصادر أمنية لـ «القدس العربي» فإن، جيش الاحتلال بات يسيطر على من كل من قمة جبل الشيخ وقرية صيدا الجولان وقرية عابدين في ريف درعا الغربي وقرية معريا في ريف درعا الغربي، وقرية نافعة في حوض اليرموك وقرية كويا في الريف الغربي من محافظة درعا، والدرعيات والبصالي وعين القاضي في ريف القنيطرة، وقرية المقرز وقرية أم باطنة وقرية جملة.
إضافة إلى سد المنطرة وقرية أم العظام في الريف الغربي للقنيطرة، ومرتفع شارة الحرمون في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وهي أعلى قمة بجبل الشيخ، تتوغل إسرائيل في قرية سويسة وبلدة الرفيد في ريف القنيطرة الجنوبي. وقد صل عدد النقاط العسكرية الرئيسية الإسرائيلية في القنيطرة إلى 12 نقطة بقوام حاجز عند كل منها.
كما تسيطر إسرائيل على سد المنطرة أكبر السدود جنوبي سوريا، وسد الشيخ حسين، وسد سحم، وسد الوحدة، وسد كودنا، وسد بريقة، وأحكمت سيطرتها على منابع الأنهار ومجاريها الموجودة في المنطقة.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.