تنظيم داعش

داعش يتخلى عن المبايعين له من أبناء العشائر في الرقة

قرر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» الاستغناء عن خدمات الكثير من أمرائه من أبناء محافظة الرقة واستبدالهم بأمراء من أصل عراقي ومن جنسيات أخرى .

يقول أحد المقربين من تنظيم الدولة أبو عادل لـ «القدس العربي»، (وهو اسم حركي لإخفاء هويته)، «قامت داعش بإبعاد الشرعي العام فواز المحمد الحسن الكردي الملقب أبو علي الشرعي «وهو من أبناء الرقة، وعرف عن « أبو علي» أنه كان يعمل حدادا مسلحا ثم شغل منصب الشرعي العام للتنظيم ولا يمتلك أي علم شرعي ( أكاديمي ) سوى أنه من معتقلي سجن صيدنايا في أوائل التسعينيات وهي صفة يعتبرونها ميزة يتفاخر بها كل قادة التنظيم على حد تعبيرهم، وهو من أهم الشخصيات في تنظيم الدولة على المستوى المحلي وأكثر الشرعيين دموية حيث أقدم على إعدام أكثر من 200 شخصا بينهم مدنيون وعسكرييون يتبعون لتنظيمات إسلامية وفصائل من الجيش الحر، و قام تنظيم الدولة بتعيين أبو علي الأنباري عراقي الجنسية، وكذلك محمد الأحمد الحسن الملقب بـ أبو حيدر الذي شغل منصب أمير منطقة تل أبيض لمدة لا تتجاوز الأربعة أشهر ومن ثم عاد ليشغل منصب أمير المدينة لمدة ثلاثة أشهر وهو أيضاً من أهالي الرقة وعرف بانتمائه للحزب الشيوعي السوري (الفيصلي).

وقد استطاع « داعش « في بداية ظهورها في محافظة الرقة اللعب بالورقة العشائرية وجعلها مدخلاً للتقرب من الرموز العشائرية والتي تعتبر الركيزة الأولى في التكوين الاجتماعي لمحافظة الرقة، حيث تم تعيين عدد من الشخصيات المبايعة لهم كأمراء في مكاتب حساسة على الرغم من أنهم لا يمتلكون الخبرة في المكاتب التي يعملون بها، فمثلا تم تعيين علي السهو الملقب أبوعبد الرحمن من مواليد 1993 أميراً للمكتب الأمني علماً أن تاريخ التحاقه في تنظيم الدولة لا يتجاوز السنة وينتمي لعشيرة «العفادلة» والتي تعتبر من أكبر عشائر الرقة، وعملت داعش على استمالة بعض العائلات التي تسكن المدينة منذ زمن بعيد، فتم تعيين الملقب أبو همام أميراً للمدينة وهو من عائلة اليوسف ريف حلب (تادف)، علما بأنه في العشرينات من عمره، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قاموا بإنشاء مكتب أطلق عليه مكتب العشائر ومهمته التواصل مع رموز وشخصيات عشائرية ذات بعد اجتماعي حيث يرأس هذا المكتب شخص يدعى «ضيغم» سعودي الأصل والجنسية، هذا الأمر الذي أثار حفيظة بعض العناصر المنتمية للتنظيم من أبناء الرقة وإعادة حساباتهم نحو ما يقوم به قادة التنظيم من إبعاد أبناء الرقة عن المراكز القيادية.

ويروي لنا أبو عادل: بعد أن قام تنظيم الدولة بالسيطرة على محافظة الرقة بالكامل، بدأت مرحلة إبعاد أبناء المحافظة عن المناصب القيادية في التنظيم فكانت أول خطوة قام بها التنظيم إبعاد محمد الأحمد الحسن الملقب بـ أبو حيدر عن منصبه الأخير الذي يشغله وهو أمير مدينة الرقة وإرساله كأحد العناصر العاديين للرباط على تخوم الفرقة 17 وبعد عودته من الرباط بعد مدة تجاوزت العشرة أيام قاموا باستلام السلاح والسيارة التي كانت باستلامه، والاستغناء عن خدماته بالكامل، ويروي أبو عادل بأن المعركة الأخيرة التي شهدتها محافظة الرقة بين «تنظيم الدولة» من جهة و»جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية»، وكانت جبهة النصرة قد اعلنت عن معركة للتخلص من داعش من محافظة الرقة حيث أطلقت عليها اسم (فك العاني من سجون الجاني) في كانون الثاني/ يناير هذا العام، حيث انتهت المعركة بعد انسحاب مفاجيء لمقاتلي أحرار الشام من المباني الملاصقة لمبنى المحافظة وهذا ما تسبب بالانهيار العسكري السريع، بعد أن كادت المعركة أن تحسم لصالح جبهة النصرة وحركة أحرار الشام مما دفع بعناصر جبهة النصرة الى الانسحاب من الرقة باتجاه مدينة حلب ومن ثم إلى دير الزور، مما مكن داعش بعد هذه المعركة من التخلص من الفصائل المنافسة لها في مدينة الرقة والسيطرة عليها بالكامل حتى يومنا هذا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.