اللاجىء السوري مجبر على شروط العمل ولا خيار أمامه

لجأوا الى الاردن خوفا من الموت واضطروا للعيش خارج بلادهم بعد تزايد موجات القصف والدمار على مدنهم في سوريا واختاروا محافظة اربد ملاذا آمنا لهم بعد هروبهم من مخيم الزعتري بطريقة غير شرعية حسب قولهم .
حمزة الشريف أحد اللاجئين السوريين الذين نزحوا الى الاردن لوحدهم تاركين أهلهم خلفهم في سوريا بعد تعرضه للتهديد من العلويين في مدينته درعا حسب روايته.
«كان يدرس العلوم المالية والمصرفية في جامعة تشرين في محافظة اللاذقية وعندما بدأت الأحداث السورية تتأزم جاء الى مخيم الزعتري بناء على طلب والديه وعندها هرب من المخيم لصعوبة العيش فيه برفقة ابن خالته ليعمل في أحدى المطاعم في مدينة اربد شمالي الأردن».
يقول الشريف: «بالرغم من سوء الظروف ومرارتها الا ان الحكومة الاردنية لم تقصر في تعاملها مع اللاجئين السورييين، فتحت حدودها لنا واستقبلت أفواجا كثيرة منا مقابل اغلاق الكثير من الدول العربية حدودها ورفضهم لللاجىء السوري».
وفيما يتعلق بعمله يشير الى انه كان في سوريا طائشا لا يكترث لأي أمر. كل ما يرغب فيه متاح أمامه، لكن لجوءه الى الاردن منذ سنة ونصف علمه المسؤولية والاعتماد على الذات، فهو يعمل تسع ساعات كل يوم نظير 220 دينار لسد حاجته الا ان الحياة المعيشية مكلفة جدا في الاردن مقارنة بسوريا.
يتمنى ان يكمل دراسته الجامعية الا ان الوثائق التي بحوزته لم تكف بعد لتسجيله بجامعة اليرموك حسب قوله، مضيفا انه سيباشر باتمام دراسته في الفصل المقبل بعد وصول الوثائق من سوريا.
سلوى (اسم مستعار ) إحدى اللاجئات السوريات اللاتي جئن مع عائلتهن الى الاردن منذ الأحداث السورية تقول»أسكن مع والدتي وثلاث اخوة، وأعمل في محل البسة 12 ساعة مقابل 200 دينار وهذا لا يكفي لسد حاجات البيت».
وتشكو من ان اللاجىء السوري مجبر على قبول شروط صاحب العمل لانه غريب عن بلده ولا يستطيع ان يقول لا أو ان الراتب لا يكفي. مضيفة انها في سوريا تفاوض صاحب العمل على الراتب أما هنا فهي الطرف الأضعف في المعادلة.
وتبين «حياة اللاجىء السوري صعبة جدا ، ما يضطره الى قبول المساعدات من الآخرين عدا عن الكوبونات التي تقدمها الاونروا للاجئين السوريين والتي تسد بعض مستلزمات الحياة».
وعلى طول شارع الجامعة في اربد تتكاثر البسطات الممتلئة ببضائع مختلفة، حيث يستغل أصحابها من الاردنيين حاجة اللاجىء السوري ويعمل الكثير منهم عمالا لأصحاب البسطات ويتقاضون أجرة يومهم من الصبح الى المساء سبعة دنانير حسبما أشاروا. محمود، أحد اللاجئين السوريين يبدأ عمله منذ شروق الشمس الى الليل. يعمل بائعا بإحدى البسطات ليعيل أسرته فهو يرى ان عمله غير كاف ويتقاضى سبعة دنانير مقابل 12 ساعة.
ويضيف ان الأزمة السورية قتلت جيلا كاملا، فهناك الكثير من الأطفال سيحرمون من التعليم في مخيمات اللاجئيين السوريين.
وبين ان مساعدات الاونروا لا تكفي اللاجىء السوري ما يضطره الى بيع بعض المساعدات التي تقدمها لهم لسد حاجات أخرى، وأحيانا يلجأ الى التسول لتأمين قوت أسرته الى جانب عمله أجيرا في إحدى البسطات.
وفيما يتعلق بعدد اللاجئين السوريين في الشمال، أشارت دراسة حديثة إلى أن محافظتي إربد والمفرق تعتليان سلم المحافظات في استضافة اللاجئين السوريين بمعدل يصل الى 56 ٪ منهم.
وقدرت الدراسة عدد السوريين في المملكة 1.3 مليون نسمة يتوزعون بين مسجل كلاجئ ومقيم على أراضيها.
وأوضحت الدراسة، التي أعدها الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الوزني، ان المحصلة التراكمية للكلف المقدرة لآثار الأزمة لنهاية العام2014 تتراوح بين 4.2 -5.1 مليار دينار أردني.
وبحسب البيانات الاحصائية، التي تضمنتها الدراسة، فإن عدد السوريين في الأردن من غير اللاجئين يصل الى 750 ألف نسمة، فيما يصل الاجمالي الكلي للاجئين السوريين المسجلين رسميا 550 ألف نسمة بنهاية 2013.
وخلصت الدراسة حول أثر اللجوء السوري على الاقتصاد المحلي، بان التكلفة التراكمية للجوء السوري تقدر بنحو5.8 مليار دينار لنهاية العام الماضي مقابل عوائد مقدرة تراكميا تصل الى 4.1 مليار للفترة نفسها بخسارة تراكمية على الاقتصاد بواقع 1.7مليار دينار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.