دمشق تمنع «معارضة الداخل» من عقد مؤتمر صحافي

قالت روسيا إنها قررت وبشكل نهائي إلغاء تزويد سوريابشحنة لأنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة التي كانت تنوي بيعها للنظام السوري الأسلحة .
وكانت موسكو قد علقت هذه الصفقة بسبب العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد عام 2013.
ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن كونستانتين بيريولين، أحد المسؤولين في قطاع صناعة الأسلحة في روسيا، قوله امس الاثنين في موسكو إن روسيا لم تعثر على مشتر آخر لنظام الدفاع الصاروخي اس 300.
وكانت موسكو قد وعدت حليفتها الوثيقة دمشق بتزويدها بأسلحة ولكنها عدلت عن تنفيذ هذا الوعد في ظل الانتقادات الدولية للنظام السوري جراء كثرة القتلى بين المدنيين في سورية خلال الحرب الأهلية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
من جهة اخرى منعت الاجهزة الامنية السورية امس الاثنين معارضة الداخل المقبولة من النظام من اقامة مؤتمر صحافي، في خطوة غير مسبوقة من بدء النزاع قبل ثلاثة اعوام، بحسب ما افاد معارضون سوريون.
وكان المؤتمر مخصصا لعرض مذكرة تفاهم بين «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» و»جبهة التغيير والتحرير» التي تشدد على حل سياسي ينهي «النظام الاستبدادي».
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان امس ان وزارة الاعلام وبناء على «أوامر من المكتب الاعلامي في رئاسة النظام السوري»، طلبت من الصحافيين في دمشق «عدم تغطية اي مؤتمر صحافي للمعارضة الموجودة في دمشق» وعدم استضافة اي من المعارضين على الشاشات الفضائية.
وقال منسق «هيئة التنسيق» حسن عبد العظيم في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من بيروت «كان ثمة مؤتمر صحافي عند الساعة 12,00 (09,00 تغ) دعت اليه لجنة مشتركة من قيادة جبهة التغيير والتحرير وهيئة التنسيق الوطنية، لاعلان مذكرة تفاهم بين الطرفين تتضمن مبادئ اساسية لحل سياسي تفاوضي في سوريا يضمن وحدة البلاد».
واضاف ان عناصر من اجهزة الامن «قاموا بمنع عقد هذا المؤتمر، ومنعوا دخول الصحافيين الى مقر جبهة التغيير» في حي الثورة وسط دمشق.
واوضح عضو الهيئة صفوان عكاش الذي كان من المقرر ان يشارك في المؤتمر، ان «حاجزا مؤلفا من ثمانية عناصر بالزي العسكري بينهم ضابط، نصب على مدخل المقر».
واضاف ان كل صحافي «كان يهم بالدخول اوقف وقيل له انه لا يملك تصريحا اعلاميا لمتابعة هذا النشاط، على رغم ان الصحافيين جميعا مصرحون من وزارة الاعلام».
وتابع ان «كل شخص من قبلنا يحمل حقيبة اوقف للتفتيش واذا وجدت معه كاميرا او كومبيوتر محمول، كان يمنع من الدخول»، مؤكدا ان هذه الخطوة «سلوك جديد وهو سلوك مدان بالطبع».
واشار الى ان معارضة الداخل «كانت تعقد مؤتمراتها الصحافية من دون ان يتعرض لنا احد» منذ اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011.
وهدف المؤتمر الى عرض مذكرة تفاهم بين الهيئة والجبهة التي تضم قوى معارضة شاركت في الحكومة السورية، ابرزها نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل الذي اعفي من منصبه في تشرين الاول/اكتوبر 2013.
وقال عكاش «تقديرنا ان مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها تمثل تغييرا من قبل «جبهة التغيير والتحرير» التي (…) انتقلت عمليا الى المعارضة من خارج النظام وهذا بالنسبة له امر مزعج».
وتتضمن المذكرة التي نشرتها الهيئة تفاهمات ابرزها «الحفاظ على وحدة سوريا» و»رفض اي تدخل عسكري خارجي» و»نبذ العنف بكل اشكاله (…) واوهام الحل العسكري»و»مواجهة خطر ارهاب المجموعات الاصولية التكفيرية».
وبعد اكثر من ثلاثة اعوام على اندلاعه، بات النزاع السوري الذي اودى بأكثر من 170 الف شخص، متشعبا ومتعدد الجبهات، لا سيما مع تصاعد نفوذ تنظيم «الدولة الاسلامية» الجهادي وسيطرته على مناطق واسعة في شمالي البلاد وشرقها، تزامنا مع اتساع مناطق سيطرته في العراق.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.