المعارض السوري البارز كمال اللبواني يزور اسرائيل: “نسقط خيار الحرب ضد اسرائيل”

اللبواني من القدس في حديث لمحرر الشؤون الشرق اوسطية يوسي نيشر : الاسد يحمي اسرائيل في الجولان ويضربها من لبنان…

اسقاط خيار الحرب ضد اسراييل, وإجراءات تطبيع معها من دون أوراق:

التقيت بالدكتور كمال اللبواني المعارض السوري البارز الذي انسحب مؤخرا من عضوية ائتلاف قوى المعارضة السورية ويزور إسرائيل حاليأ لأول مرة , في احد المطاعم المطلة على البلدة القديمة في اورشليم القدس. الدكتور اللبواني يصل الى إسرائيل وسط الاستعدادات الامريكية والدولية لضرب معاقل داعش في سوريا ووسط تصعيد غير مسبوق على الحدود الإسرائيلية السورية بعد فقدان جيش الأسد السيطرة على الجزء الاكبر من الشريط الحدودي لصالح تنظيمات المعارضة المسلحة.

دكتور اللبواني الذي يلتقي في إسرائيل عددا من المسؤولين على مستوى الوزراء بالإضافة الى زعيم المعارضة النائب يستحاك هرتسوغ يحمل رسالة مفادها اسقاط خيار الحرب مع إسرائيل وسط السعي الى الحل السياسي السلمي لقضية الارض المتنازع عليها بين الدولتين. اللبواني يؤكد انه يصل الى إسرائيل كخطوة تطبيع من دون أوراق وان الشعب السوري جاهز لاطلاق علاقة شعب بشعب مع اسرائيل وان ما يسعى اليه هو عودة الشعب السوريين الى بيوتهم. وأضاف ان مأساة الشعب السوري يجب ان يشعر بها الشعب اليهودي بعد تجربة الهولوكوست مشيرا الى انه زار هذا الأسبوع متحف الهولوكوست في اورشليم القدس.

الأسد يحمي إسرائيل في الجولان ويضربها من لبنان:

قواعد اللعبة على الحدود الاسرائيلية – السورية التي سادها الهدوء والاستقرار خلال العقود الأربعة الماضية في عهد الاسدين الأب والابن قد تغيرت بشكل دراماتيك منذ اندلاع الحرب في سوريا لا سيما خلال الأشهر والاسابيع القليلة الماضية : جيش الأسد قد فقد السيطرة على حوالي %80 من مساحة الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين لا سيما منه معبر القنيطرة, لصالح تنظيمات المعارضة المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة التي تعتبر الفرع السوري لتنظيم القاعدة. النتيجة : اولأ : سقوط قذائف في الأراضي الإسرائيلية تنطلق من الجانب السوري للحدود اصبح امرأ شبه مألوف. وثانيأ: انهيار شبه مطلق لقوة المراقبة الدولية العاملة في الجولان التي باتت منشغلة اكثر واكثر اليوم في ضمان سلامة افرادها بدلا من الاشراف على مدى الاتزام الطرفين باتفاق فض الاشتباك الموقع بينهما.

الدكتور كمال اللبواني في سياق حوارنا معه يوجه رسالة الى معسكر المؤيدين لفكرة ان البديل لبشار الأسد سوف يكون اسواء منه ويتمثل بالجماعة الإسلامية المتطرفة. اللبواني يؤكد ان الأسد كان يحمي إسرائيل في الجولان وفي الوقت ذاتها يضربها في لبنان عبر حزب الله وايضأ عبر حركة حماس. الواقع السوري يؤكد كمال اللبناني لا يخيّر العالم بين الأسد وأبو بكر البغدادي فقط. هناك خيارات أخرى.

ضرب معاقل داعش في سوريا ليس كافيا : ومناطق الحظر الجوي هي مفتاح الحل:

في تعقيبه على الاستعدادات الامريكية لتوسيع الحملة الدولية لمحاربة داعش من العراق الى معاقل التنظيم في سوريا, دكتور اللبنواني يعتقد ان ضرب تنظيم داعش داخل الأراضي السورية لا يكفي لان المشكلة لا تقتصر على الجانب الامني فقط وقد يستفيد من هذه الغارات بشار الأسد وطهران والشيعة في حربهم ضد السنة مؤكدا انه لا بد ان يفهم المواطن السوري ان هذه الضربات ليست ضده بل لصالحه. ويرى ان مفتاح الحل في سوريا لمحاربة التطرف ومكافحة الجريمة وبناء السلام هو بإقامة مناطق عزل حدودية يتم فيها انشاء سلطة معتدلة للشعب السوري ترفض الحروب. وفي هذا السياق يطلب المعارض السوري من المسؤولين الاسرائيلين المساهمة في تحريك فكرة إقامة منطقتي حظر جوي في سوريا : الأولى على الحدود السورية الأردنية, والثانية على في منطقة ادلب – حلب باتجاه الحدود السورية التركية. ودعا الى انطلاقة جديدة الى جانب تسليح المعارضة تبدأ من تركيا والأردن وذلك بتشكيل فريق سياسي فعال منخرط تماما بالداخل, يدخل المنطقة الامنة – منطقة الحظر الجوي, ويشرع في بناء المؤسسات فيها. وأضاف انه لا بد اليوم من إيجاد قيادة سياسية عسكرية حقيقية للمعارضة في سوريا وهذا يتطلب ارضأ ويتطلب منطقة امنة مشيرا الى ان اختلاق قيادة كاذبة للشعب السوري دمر المعارضة المعتدلة وبالتالي ترك المجال للمتطرفين.

ردود فعل :

بالنسبة لنتائج المتوقعة من زيارته لإسرائيل, الدكتور اللبواني يقول انه اذا نجحت الزيارة في تقديم نتيجة مفيدة سنكتشف ان اغلب الشعب السوري مع السلام والاستقرار مشيرا الى ان %40 من ناشطي الفايس بوك اليوم يقولون نعم لزيارته لإسرائيل. اما بالنسبة ل-%60 الباقين فهم بانتظار صدور نتائج عملية مفيدة وواضحة للزيارة قبل الحكم عليها معربا عن امله في ان تساهم إسرائيل بالتنسيق مع الإدارة الامريكية في وضع برنامج متكامل يستفيد منه الشعب السوري ويستفيد منه السلام والاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.