واشنطن بوست: أسرار محاولات طاقم ترامب تخريب وعرقلة قراره الإنسحاب من سوريا.. حاولوا فض مشكلة فافتعلوا أخرى مع تركيا

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير مشترك، أعدته كل من آن غيران وجون هدسون وجون داوسي عن محاولات طاقم الرئيس دونالد ترامب تخريب قراره المتعجل للانسحاب من سوريا، والذي أعلن عنه من خلال تغريدة صباحية في 19 كانون الأول (ديسمبر) 2018. وجاء في التقرير أن الرئيس ترامب أرسل مستشاره للأمن القومي جون بولتون في مهمة “تنظيف” الأسبوع الماضي. واشتملت المهمة على برنامج ثلاثة أيام في إسرائيل لتطمينها بأن القرار المندفع لن يتم تنفيذه بصورة سريعة ولكن ببطء وبحذر تام. وبدت الخطة ناجحة في البداية حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبتسما وممتنا لأمريكا على الدعم الذي أبدته لبلاده. ومع نهاية الأسبوع اخفقت الجهود في إقناع ترامب أو وضع شروط على الانسحاب حيث بدأ الجيش الأمريكي “عملية مدروسة للانسحاب من سوريا. فلم تنجح الجهود وعلى أكثر من جبهة قام بها المسؤولون في الإدارة والصقور في الكونغرس والحلفاء الأجانب في إقناع ترامب تأخير عملية الانسحاب.

واشنطن بوست :  لعبة شد الحبل مع الحلفاء بعد قرار دونالد ترامب المفاجئ وضعت جهاز الأمن القومي الأمريكي أمام تحد حول كيفية تنفيذ القرار.

أن لعبة شد الحبل مع الحلفاء بعد قراره المفاجئ وضعت جهاز الأمن القومي أمام تحد حول كيفية تنفيذ القرار وتشير الصحيفة إلى أن لعبة شد الحبل مع الحلفاء بعد قراره المفاجئ وضعت جهاز الأمن القومي أمام تحد حول كيفية تنفيذ القرار وإن كان بالفعل حقيقيا. فقد اتصل نتنياهو مع الرئيس قبل يومين من الإعلان وبعد يوم من قراره. كما واتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاولا تغيير رأي ترامب. وحتى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي كان من الراغبين بالانسحاب عبر عن قلقه من القرار السريع. ويكشف قرار سوريا عن الآثار البعيدة المدى لقرارات الرئيس المتعجلة وعملية تنفيذها. وبنت الصحيفة تقريرها على روايات من مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين أجانب. فقد كلفه قراره المتعجل أهم عضو محترم في إدارته وهو جيمس ماتيس، وزير الدفاع.
كما وهز الدول الحليفة بشأن التزامات الولايات المتحدة في المنطقة ،وزاد من منظور المواجهة العسكرية بين تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية. وكتب ترامب تغريدة أخرى يوم الأحد عن بدء الانسحاب الذي تأخر من سوريامع استمرار ضرب ما تبقى من مناطق تنظيم “الدولة” ومن عدة جوانب” وهدد تركيا بالدمار الاقتصادي لو “ضربت الأكراد”. وجاءت التغريدة بعد محاولات مايك بومبيو، وزير الخارجية الذي يجول المنطقة تطمين الحلفاء أن الانسحاب لن يؤثر على جهود مكافحة تنظيم “الدولة” والحد من التأثير الإيراني بالمنطقة. ووعد في خطاب ألقاه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يوم الخميس بإخراج “آخر جندي إيراني من سوريا” وعاد وكرر الكلام بصيغة أخرى أثناء زيارته للإمارات العربية المتحدة يوم السبت. وأكد أن خروج ألفي جندي أمريكي من سوريا هو “تغيير تكتيكي ولا يغير القدرة على التحركات العسكرية التي نريد عملها”. ولم تؤد تصريحاته إلى تطمين الحلفاء. وقال شخص عارف بالأمر أن المقربين للرئيس يتحملون مسؤولية الفوضى ” لم يقدموا له الخيارات التي يريدها ثم قام بالرد القوي” و “لم يكن الأمر وكأنه قرر في اللحظة الخروج من سوريا، فقد كانت حملته الانتخابية تقوم على هذا، ويمكن أن تنظر إليه كقرار غير صحيح وتقول إنه لا يساعد على الاستقرار ولكن لا تستطيع القول إنه مفاجيء”. وكان نتنياهو الزعيم الثاني الذي علم عن قرار الانسحاب بعد أردوغان الذي قال له ترامب في مكالمة هاتفية يوم 14 كانون الأول (ديسمبر) 2018 وفاجأه بالانسحاب. ولعب الاثنان منذ ذلك الوقت دورا محوريا في الدراما السورية. وتحدث نتنياهو مع ترامب في 17 كانون الأول (ديسمبر) حيث رتب المكالمة بولتون وماتيس، في محاولة لتغيير موقف الرئيس. وعبر المسؤولون عن أملهم في إقناع نتنياهو إبطاء الانسحاب حتى لو قرر المضي بتنفيذ قراره المتعجل. وبحسب أشخاص اطلعوا على ما دار في المكالمة، فقد عبر نتنياهو عن قلقه من استفادة إيران مما يراه سياسة “أمريكا أولا” وفك الارتباط الامريكي من المنطقة. وتحدث بطريقة دبلوماسية قائلا إن إسرائيل “ستدافع عن نفسها بنفسها” ولكنها بحاجة لوقت كي تتكيف مع القرار. وأعلن ترامب عن انسحاب خلال شهر، ومن ثم تحدث نتنياهو معه، في وقت أثار فيه القرار نقدا داخل الكونغرس وشجبا لم رآه الصقور فيه خيانة للأكراد. وقال نتنياهو “هذا بالطبع قرار أمريكي” و “سنقوم بدراسة الجدول الزمني وكيفية تطبيقه وبالطبع آثاره علينا. وعلى أي حال فسنحاول الحفاظ على أمن إسرائيل والدفاع عن أنفسنا في هذه المنطقة”. وعاد نتنياهو وعبر عن قلقه عندما التقى هذا الشهر في البرازيل مع مايك بومبيو، وزير الخارجية. وفي الوقت نفسه كثفت إسرائيل على ما يبدو من حملاتها على سوريا بما في ذلك غارات على العاصمة دمشق ليلة عيد الميلاد. وأتبعتها بغارات نهاية الأسبوع.
ويقول عارفون بأن ترامب تلقى ضربة من استقالة ماتيس والتي رأى فيها توبيخا عاما غير مناسب له. وعبر عن غضبه من طريقة تغطية الإعلام لقراره وتقديم الحقائق التي تدحض أقواله عن هزيمة تنظيم الدولة. وفي الأسابيع التي تلت القرار، خاض ترامب معركة حول إغلاق المؤسسات الفدرالية بسبب الميزانية التي يريدها لبناء جدار على الحدود مع المكسيك وكان هناك أمل في يعدل ترامب من مواقفه. ولم يكن ترامب مهتما على بحذر المسؤولين الذين كانوا يجرون أرجلهم حول تنفيذ قراره. واقترحت البنتاغون جدولا زمنيا على مدى أربعة أشهر بدلا من شهر واحد وإبعاد لترامب عن سياسته بدلا من الحديث عن سياسة واضحة. “لم أتحدث عن (خروج) سريع أو بطيء”. ويقول مسؤولون إن زيارة ترامب إلى العراق الشهر الماضي وهي الأولى له إلى منطقة حرب منذ توليه الرئاسة كانت عاملا في الحديث الموارب. ودهش من السرية التي رافقت زيارته إلى هناك بسبب التهديدات على حياته من تنظيم “الدولة”. وعندما كان في العراق استمع من القادة العسكريين حول مخاطر هزيمة تنظيم “الدولة “في مكان ليخرج في مكان آخر.

وفي ليلة عيد الميلاد تناول السناتور الجمهوري المتشدد ليندسي غراهام غداء مع الرئيس في البيت الأبيض ،وخرج السناتور عن ساوث كارولينا بانطباع أن الرئيس وافق على عدد من الأهداف قبل سحب القوات. وقال غراهام “إننا نبطء الأمور قليلا”. وقال “تحدث الرئيس عن ثلاثة أهداف قبل الانسحاب لكي يكون ناجحا: هزيمة تنظيم “الدولة” وعدم السماح لإيران بملء الفراغ وحماية الأكراد” وقال غراهام “أخبرني أنه وافق على هذه الأهداف الثلاثة”.

زيارة بولتون إلى إسرائيل وتوقفه لاحقا في تركيا كان من أجل تطمين البلدين لكنه أدى لإثارة جدل جديد.

وتقول الصحيفة إن زيارة بولتون إلى إسرائيل وتوقفه لاحقا في تركيا كان من أجل تطمين البلدين لكنه أدى لإثارة جدل جديد. وقال إن القوات الامريكية ستظل موجودة في سوريا حتى لا تعود هناك حاجة لوجودها وطمأن الحلفاء الأكراد. وأكد لإسرائيل أن أمريكا ستعالج التهديد الإيراني بالطريقة التي تريدها. وبدلا من الإشارة للأكراد الذين يقاتلون إلى جانب القوات الأمريكية استخدم خطابا ولغة غير دقيقة وبدأ وكأنه يملي على أردوغان. وأدت تصريحاته إلى لخبطة الأوراق والتفاوض مع تركيا بشكل أغضب جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا. وقال إردوغان إن بولتون “ارتكب خطأ كبيرا” وقالت “ديلي صباح” الناطقة بالإنكليزية إن بولتون قام “بانقلاب ناعم ضد ترامب”. وقالت “كانت فكرة سيئة لأن يقوم بولتون بالمروق ويحاول فرض شروط على الانسحاب الامريكي من سوريا”. ورفض أردوغان مقابلة بولتون الذي عاد إلى أمريكا مبكرا وقالت القيادة التركية إنه لا يتحدث باسم الإدارة الأمريكية. وقال مستشار لترامب إن رحلة بولتون “لم تكن موفقة” و “خربوا كل الأمور وهو أمر كان يجب أن لا يحصل”. ورفضت الخارجية التعليق على غضب جيفري الذي قالت إنه ليس صحيحا بدون تقديم تفاصيل ومشيرة “لا نعلق على اسئلة لها علاقة بالنقاشات الدبلوماسية”.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.