الشرق الاوسط عاصف على نحو خاص، بين ايران والسعودية تدور مواجهة، وتركيا استغلت هجران الولايات المتحدة كي تغزو شمال سورية وتقمع بقوة النار الاكراد الذين تمترسوا في المنطقة.
احدى الشخصيات المركزية في كل ما يتعلق بالسياسة الاميركية في المنطقة هو وزير الدفاع مايك بومبيو الذي يشرح في مقابلة خاصة ما يجري في اعقاب مغادرة القوات الاميركية سورية وترك حلفائهم في الصراع ضد داعش، الاكراد، الذين تبقوا بلا حماية في مواجهة الجيش التركي القوي والمسلح. رفعت هذه الحقيقة مستوى القلق في اسرائيل من انه لا يمكن في واقع الامر الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف قوي، ولا سيما حين يقف على رأسها رئيس من نوع دونالد ترامب.
يصد بومبيو الآراء المتشائمة التي تقول ان بلاده ستهجر اسرائيل، مثلما فعلت للاكراد ويوضح بانه “لا يوجد أي تخوف من أن يحصل شيء كهذا. فعشرات السنين من التاريخ تؤيد ذلك، والسنتان والنصف الاخيرتان التي كان فيها ترامب في البيت الابيض تؤيد ذلك ايضا. ان شبكة العلاقات بيننا قوية، عميقة، تمثل العلاقات بين الدولتين والتي تقوم على اساس قيمنا المشتركة، مصالحنا الامنية المشتركة والعبء الذي نتحمله معا”.
ويضيف بومبيو ان “ادارتنا كانت جد واضحة في هذا الموضوع. لاسرائيل الحق في العمل بهدف الحفاظ على امن مواطنيها. هذا هو الامر الذي يقبع في اساس الدولة القومية – هذا ليس حقها بل واجبها”.
وحاول بومبيو تبديد المخاوف من ان الترك الاميركي لشمال سورية سيسمح لايران بان تنقل الى سورية ولبنان السلاح بسهولة اكبر، ورد الادعاء بان الولايات المتحدة منحت عمليا ايران السيطرة في معابر الحدود بين العراق وسوريا.
وقال بومبيو ان “الرئيس ملتزم بمواصلة السياسة الاميركية التي تستهدف القتال ضد داعش. نحن نعرف ان هذه منطقة حاولت ايران عبرها نقل السلاح الى سورية ولبنان، مما يشكل تهديدا على اسرائيل، وسنفعل كل ما في وسعنا كي نكشف هذه المحاولات ونرد عليها.
“يمكن للجمهور الاسرائيلي أن ينظر الى سياسة الادارة – الى العقوبات الجسيمة على ايران، وهي الاشد التي سبق لنا ان فرضناها. عقوبات ستقلص اقتصاد ايران بـ 12 في المائة في السنة القادمة. هذا موضوع جدي. نحن نفعل هذا لانه يمنع ايران من تنفيذ تصفيات في اوروبا، الحصول على منظومات صاروخية، تطوير تكنولوجيات وتمويل ميليشيات شيعية في ارجاء العالم. لقد ضربنا قدرة طهران على عمل هذه الامور”.
وأضاف بومبيو: “الولايات المتحدة مصممة على القتال ضد التهديد الايراني. نحن نرى فيه العامل الاساس في عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، وسنفعل ضده”.
وكانت المقابلة الصحفية مع بومبيو اجريت بعد بضعة ايام من لقائه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، والذي تحقق فيه اتفاق على وقف النار موضع الخلاف، الذي تقرر لخمسة ايام فقط. وشكر ترامب اردوغان مشيرا الى ان “الاتفاق سينقذ الملايين”، اما عمليا فمن الصعب أن نتجاهل بانه اتفاق على استسلام الاكراد ومغادرة قواتهم المسلحة بلا قتال.
موضوع آخر طرحه بومبيو، كدليل على الالتزام الاميركي للكفاح ضد ايران هو نقل نحو الفي جندي الى السعودية في اعقاب الهجوم على منشآت النفط، والتي ترى واشنطن ايران مسؤولة عنها.
وقال انه سيصار “الى نقل مزيد من القوات الى السعودية في الاسابيع القادمة لردع العدوان الايراني. عملنا الكثير ضد هذا التهديد، والذي يوجه ليس فقط ضد اسرائيل بل ضد الشرق الاوسط والعالم كله. اصدق الايرانيين – فقد قالوا انهم يريدون ابادة اسرائيل، ومعقول الافتراض بان ايران ستنظر في امكانية هجوم ضد اسرائيل. نحن لا نعتقد ان الحديث يدور عن سيادة او تهديد، بل انهم يعملون بطرق يمكنها أن تكون خطيرة على اسرائيل. رأينا ما فعلوه في السعودية وفي اليمن، في سورية وفي العراق. هذا تهديد كبير”.
صحف عبرية – معاريف – يعقوب كاتس
الغد