شمال سوريا: تراجع مجلس محلي بلدة حزانو عن بيان هدد بطرد النازحين منها

يعاني الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة من انتشار الفوضى الأمنية، وتفلت السلاح، ففي الوقت الذي شهدت فيه مناطق شمالي حلب اشتباكات بين أبناء «عشيرة الموالي» وقوات الشرطة وفصائل مرتبطة بتركيا، على خلفية اعتقال امرأتين من العشيرة، تراجع المجلس المحلي في بلدة حزانو الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي إدلب، تحت الضغط الشعبي والانتقادات الحادة، عن قرار ترحيل مخيمات النازحين في محيط البلدة.
وكان وجهاء بلدة حزانو، قد طالبوا في بيان موقع من عشرات الشخصيات، بإخلاء مخيم للنازحين شرق البلدة، معتبرين أن الخطوة تهدف لدرء الفتنة وحقن الدماء.
ونتيجة الاستنكار الواسع للبيان، والغضب الذي أثاره البيان، اضطر المجلس للاعتذار، قائلاَ في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة منه، «بداية حزانو كانت وما زالت بيتاً لجميع السوريين وحصناً منيعاً من حصون الثورة السورية المباركة، ولم يدخر أهلها أي جهد في سبيل نصرة المظلومين وإكرام أهلنا الضيوف الوافدين إلينا».

رئيس «الهيئة السياسية» في إدلب: لا صلة له بأخلاق الثورة

وحول سبب إصدار البيان، زعم المجلس أن قراره بترحيل المخيم من محيط البلدة، كان يهدف إلى تهدئة نفوس أهالي البلدة، وخصوصاً أهالي المصابين الذين أصيبوا نتيجة الشجار الذي حصل في البلدة بين الأهالي ومجموعة من سكان المخيم، وأنهم لم يقصدوا بالتعميم النازحين الوافدين إليهم، إنما العائلة التي أطلقت النار على أهالي البلدة. وأضاف أن البيان جرى إصداره على عجل كحل سريع وعاجل منعاً للتهجم على أهالي المخيم ثأراً لمصابهم كون الحادثة كانت ساخنة، واختتم المجلس بيانه بالاعتذار من الجميع على البيان الذي يكن بصياغة موفقة.
وعن تفاصيل ما جرى، قال عضو المجلس المحلي في حزانو، أحمد عبد القادر زكور، إن الخلاف جاء نتيجة سوء تفاهم بين مجموعة من سكان مخيم للمهجرين بالقرب من بلدة معرة مصرين، وبين أهالي البلدة، ونشب على إثر ذلك شجار أدى إلى إصابة رئيس مجلس محلي حزانو، وشخص آخر من أهالي البلدة. وأوضح لـ«القدس العربي» أن المجموعة انتهت من دفن جثمان ميت في مقبرة البلدة، وعند عودتها ونتيجة الازدحام عند دوار حزانو بسبب توسعة طريق إدلب – باب الهوى، اندلع الشجار إثر طلب أحد أهالي البلدة من المجموعة السير بهدوء، وتصادف ذلك مع تواجد رئيس المجلس المحلي، الذي تعرض للإصابة بطلق ناري نتيجة تدخله لإنهاء الشجار.
وأضاف زكور، أن التوتر ساد البلدة، ولذلك اضطر وجهاء حزانو إلى إصدار البيان، لامتصاص غضب الأهالي، ومنعهم من الاعتداء على سكان المخيم.
وشدد زكور على عدم تعرض أي مخيم للاعتداء، مؤكداً انتهاء الخلاف بعد تسلمه من قبل السلطات، التي تعهدت بلاحقة الأشخاص الذين أطلقوا النار. في المقابل، انتقد رئيس «الهيئة السياسية في إدلب» أحمد حسينات البيان الصادر عن وجهاء حزانو، وقال لـ«القدس العربي»: «نستنكر هذا البيان الذي يستهدف النازحين، وهو تصرف لا صلة له بأخلاق الثورة ولا مضمونها».
وانتقالاً إلى مدينة أعزاز شمال حلب، اندلعت اشتباكات متقطعة بين أبناء عشيرة الموالي من جهة والشرطة و»الجبهة الشامية» من جهة أخرى، وعلى خلفية اعتقال مديرية أمن أعزاز في ريف امرأتين من عشيرة الموالي، وتهديد أبناء العشيرة باقتحام مقر المديرية، في حال لم يتم الإفراج عن الامرأتين، بـعد ثبوت تـحركهما بهويات مزورة.
وحسب مصادر مقربة من مديرية أمن أعزاز، فإن التحقيق الأولي أكد وجود صلات للامرأتين مع تنظيم «الدولة» وجرى على إثر ذلك إحالتهما للقضاء بعد انتهاء التحقيقات.
وذكرت مصادر محلية، أن اشتباكات متقطعة دارت بين أبناء «عشيرة الموالي» وعناصر الشرطة المدينة، بعد تعرض حواجز للأخيرة للهجوم في ريف عفرين. وأكدت أن «الجبهة الشامية» أسرت عدداً من مقاتلي الموالي في مدينة أخترين شمال حلب بعد قدومهم برتل لمهاجمة أعزاز.

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.