في تصريح لـ«القدس العربي» قال «الحاج خالد» المسؤول العام لـ»لواء الباقر» إن «معركة إدلب قد تنطلق في أي لحظة» وأضاف أنه «من الطبيعي ألا نبقى في وضع الدفاع، نحن ننسق مع الجانب الروسي لكل الاحتمالات على أرض الميدان، ويجب حاليا أن نعمل على إبعاد خطر المعارضة عن المناطق المدنية في ريف حماة الشمال الغربي، وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال العمل الميداني».
وأكد «الحاج خالد» الذي تحرك منذ أيام مع جزء من قواته نحو خطوط التماس في إدلب، أن قوات النظام دفعت بحشود كبيرة معززة بدبابات ومدفعية صوب مناطق محافظتي إدلب وريف حلب المجاور، حيث مواقع خطوط التماس مع فصائل المعارضة.
وتشير الأنباء الواردة من إدلب إلى أن «هيئة تحرير الشام» وفصائل المعارضة بدأت بوضع خطة عسكريّة مشتركة، لمواجهة هجوم محتمل لقوات النظام السوري بدعم روسي في اتجاه محافظة إدلب. وقد قال أبو عمر وهو قيادي في «هيئة تحرير الشام» خلال حديث لـ«القدس العربي» إنه تم رفع الجاهزية القتالية للهيئة على محاور القتال في ريف إدلب لردع أي سيناريو يقوم به النظام وحليفه الروسي». ويبدو أن الاستعدادات والجاهزية لا تقتصر على إدلب فقط، بل انسحبت إلى مناطق «درع الفرات» في ريف حلب و»غصن الزيتون» في منطقة عفرين، إلى جانب «نبع السلام» في شمال وشرق سوريا، حيث يدور حديث عن اجتماعات عقدها قياديون من «هيئة تحرير الشام» مع قيادي بارز في تلك الفصائل.
وتشهد جبهات ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي تصعيداً استثنائياً خلال الأسبوعين الماضيين، تجلى بالقصف المستمر الذي تنفذه قوات النظام السوري على القرى والبلدات المتاخمة لخطوط التماس، بالتزامن مع حشود بشرية وآلية ولوجستية استثنائية أرسلتها تلك القوات إلى محاور جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. يذكر أنّ اعلام النظام السوري وعلى لسان مسؤوليه توعد بالقيام بعملية عسكرية في إدلب بالاتفاق مع الجانب الروسي، الذي شارك طيرانه في قصف ريف إدلب الجنوبي عدة مرات.
وأكد قيادي في قوات النظام لـ«القدس العربي» وجود تحضيرات تمهيدية لعمل عسكري مرتقب في الأيام المقبلة على مدينة إدلب. وتحدث المصدر عن مراحل محتملة للعملية العسكرية المرتقبة والتي تهدف لتأمين طريق «حلب – اللاذقية»، حيث تبدأ المرحلة الأولى من جنوب إدلب وتهدف إلى السيطرة على منطقتي سهل الغاب وجبل الزاوية، مشيراً إلى أن النظام يعجز عن التقدم شمالاً دون السيطرة على المنطقتين السابقتين. ورجحت المصادر اتساع العملية العسكرية لتصل شمال غربي منطقة جبل الأكراد وجسر الشغور، إلى شمال شرقي منطقة «جبل الأربعين وأريحا» وهو الاتجاه الذي يؤدي مباشرة إلى مدينة إدلب.
في المقابل، تتحدث تسريبات أخرى عن وجود خطة أخرى للنظام تقضي بمهاجمة إدلب مباشرة من جهة سراقب، بهدف ضرب القيادة وشل المركز، وما يعزز هذا الاحتمال وجود أنباء عن طلب روسي من تركيا بسحب نقاط المراقبة الست بين سراقب وإدلب.
ويقول الصحافي السوري الموجود في إدلب همام عيسى لـ«القدس العربي» إن المنطقة تشهد حركة نزوح من قبل أهالي قرى وبلدات في جبل الزاوية، في ظل أنباء عن عملية عسكرية للنظام.
وحذر الصحافي عيسى من حركة نزوح جديدة لعشرات العائلات من ريف إدلب الجنوبي ايضاً، نتيجة استمرار التصعيد العسكري من قبل قوات النظام. وتواصل القوّات التركيّة ارسال تعزيزات عسكريّة إضافيّة إلى مناطق شمال غربي سوريا، في وقت يجري فيه الحديث عن معركة وشيكة في إدلب.
القدس العربي